عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /06-16-2018, 09:17 PM   #105

د. محمد الرمادي

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

الْمُقَدِّمَة :
من تمام النعمة مِن رب الخلائق أجمعين أنه سبحانه لم يجعل الشربة والطُعمة على اساس العقيدة بوجوده أو الإيمان بنعمه بأنه هو الذي أوجدها؛ بل ترك للإنسان العقل والإدراك والتفكر في الكون والحياة ليصل بصحيح النظر على وجود واجد واجب الوجود هو سبحانه وتعالى الفاعل والمنظم .. ومن كمال المنة أنه سقى الكافر به والملحد شربة من زلال الفرات وغدق النيل وهما نهران ينبعان من الجنة لعلهما -الكافر به والملحد.. وأضيف المشرك- يتفكر في طعامه كيف وجد.. ويتذوق حلوه وحامضه :« وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ » ﴿الرعد: ٤﴾".. ويتذكر شرابه كيف نزل من السماء وكيف نبع من الأرض.. وتجد ماء مالح وآخر زلال .. فيؤمن بإله واحد أحد خالق رازق.. قَوْله تَعَالَى « وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ ».. إلَى قَوْلِهِ « وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا »، وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إنَّ اللَّهَ يَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ مِنْ الدُّنْيَا كَمَا يَحْمِي أَحَدُكُمْ مَرِيضَهُ مِنْ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ لَوْ سَوِيَتْ الدُّنْيَا عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ » ولكنه سبحانه لما علم في علم الغيب عنده أن هناك كافر ومشرك ومؤمن وموحد اعطاهما -مؤمن وكافر- من خيراته العظام دون تفريق أو إختزال..
وَ
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ"
[رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ . [ وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ صَحِيحٌ ].]
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ " .. أَيْ : تَزِنُ وَتُسَاوِي " عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ " .. أَيْ : رِيشَةَ نَامُوسَةٍ وَهُوَ مَثَلٌ لِلْقِلَّةِ وَالْحَقَارَةِ .. وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَوْ كَانَ لَهَا أَدْنَى قَدْرٍ " مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا " .. أَيْ : مِنْ مِيَاهِ الدُّنْيَا " شَرْبَةَ مَاءٍ " .. أَيْ : يَمْنَعُ الْكَافِرَ مِنْهَا أَدْنَى تَمَتُّعٍ ، فَإِنَّ الْكَافِرَ عَدُوُّ اللَّهِ ، وَالْعَدُوُّ لَا يُعْطِي شَيْئًا مِمَّا لَهُ قَدْرٌ عِنْدَ الْمُعْطِي فَمِنْ حَقَارَتِهَا عِنْدَهُ لَا يُعْطِيهَا لِأَوْلِيَائِهِ ، كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ حَدِيثُ : " إِنَّ اللَّهَ يَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ عَنِ الدُّنْيَا ، كَمَا يَحْمِي أَحَدُكُمُ الْمَرِيضَ عَنِ الْمَاءِ " ، وَحَدِيثُ : " مَا زُوِيَتِ الدُّنْيَا عَنْ أَحَدٍ إِلَّا كَانَتْ خِيَرَةً لَهُ " ، وَ
مِنْ كَلَامِ الصُّوفِيَّةِ : إِنَّ مِنَ الْعِصْمَةِ أَنْ لَا يَقْدِرَ .
وَفِي دُعَائِهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَامِعُ الْمَانِعُ الْقَائِمُ فِي مَقَامِ الرِّضَا الْقَانِعُ بِمَا جَرَى عَلَيْهِ مِنَ الْقَضَاءِ ، « اللَّهُمَّ مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي فِيمَا تُحِبُّ ، اللَّهُمَّ وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ فَرَاغًا لِي فِيمَا تُحِبُّ »، وَ
مِنْ دَنَاءَتِهَا لَدَيْهِ أَنْ يُكَثِّرَهَا عَلَى الْكُفَّارِ وَالْفُجَّارِ ، بَلْ قَالَ تَعَالَى « وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ » الْآيَةَ . وَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِعُمَرَ« أَمَا تَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ » .
قَالَ تَعَالَى : «وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ »،
« وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى »
[راجع:كِتَابُ الرِّقَاقِ؛ المرقاة؛ القاري]
ثم أجزل العطاء لمن أمن به فأكرمه بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين؛ وأما الآخر فله جهنم :". إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا " ﴿الفرقان: ٦٦﴾.. وحين يفرغ العبد الصالح من آداء ما فرضه خالقه وكتبه عليه من الفروض والطاعات؛ أراد سبحانه وتعالى أن يتم كامل نعمه بدوام إتصال العبد بالخالق الرب على مدار الأيام وكر الساعات.. فجاءت السنة المحمدية الطاهرة العطرة تنير الدرب لمن يريد أن يسلك طريق الهدى والرشاد.. ومن هنا جاءت متممات الفرائض أو مايسمى بالنوافل والسنن والمستحبات لدوام البقاء مع المعية الربانية وفق الهداية المحمدية..







  رد مع اقتباس