الموضوع: موعد ورحيل ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /08-12-2018, 11:56 PM   #1

إيلاانا

مبدعي المنتدي

 

 رقم العضوية : 94808
 تاريخ التسجيل : Sep 2013
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : دولة العشاق بمدينة الخيال
 المشاركات : 7,851
 الحكمة المفضلة : لا تشرق الشمس فى منتصف الليل .. ولكن فى قمة ألياس ينبت الأمل
 النقاط : إيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 1340747
 قوة التقييم : 671

إيلاانا غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

تكريم المنتدي في العيد مسابقه القلم المميز مبدع الابداعات العاميه 250 الحضور المميز الردالقيم فى الابداعات وسام مميز قسم الابداعات وسام الحضور المميز 

افتراضي موعد ورحيل ..!

تقفُ هُناكَ على أطلالِ ذِكرياتُها،تُنْشيدُ قصائدَ الحبَ ،تتغزلُ في أيامِ عِشقُها ، تُعاتبُ قدرها،ترثي
عُمُرُها ،تمدحُ صبرها وإخفاءَ ألمها .
فتاة في العشرينِ من عُمُرُها . تلك الفتاةُ هي صديقةُ الطفولةِ ،والمراهقةُ المجنونةُ . كانت كثيرة المرحِ مازلتُ أذكرها شعرها الحرير وتلك الظفيرة التي تدلل أسفلِ ظهرها واحمرار وجهها حينما تخجل
وتلك العينان التي تفضحها وما أجملها حينما لنا تغمزُ لنا حين العتاب او المُزاح ...برغم تلك الشقاوةُ المجنونةُ إلا أنّها كانت مُهذبةَ .كانت هي الصديقةُ الوحيدة المقربة أحكي لها كُلَّ أسراري وما يُقلِقُني كانت لي أكثر من أُختي التي أنجبتها أمي . كم كُنا نتفق فنوحد ملابسنا وحقائبنا وكذلك
احذيتُنا .
جاء ذلك اليوم الذي اضطر أبي أن يُغادر البلادَ سفيراً في أحد الدول ..غادرت البلاد كنت ابكي خوفًا وشوقًا لفراق الوطن وصديقةَ عمري ..لن أنسى ذلك اليوم كان يَوْمِ مؤلم ..كنّا نتواصل يوميًا اُعطيها اخباري وتُعطيني أخبارها ...ذات يَوْمِ أخبرتني أنها أحبت رجلاً بجنون وأنها تهيمُ بهِ شوقًا
كانت تُحدثني عَنْهُ حتى كنتُ حينما أطلبُ منها أمر ما وترفضُهُ اقول لها أسألك بربكُ إن كنتُ تُحبين حبيبك أفعلي من أجل حُبك فتقبل دون تردد،كم كانت تبكي حينما تختلف معه ويوبخها ..لم ارأها ضعيفة إلا أمام هذا الحب ،وكم رفضت الكثير ممن تقدم إليها وتقسم لا رجلا أملكه امري لو قُطعت إربًا إرب ولو أُحرِقت فكفوا عني الموت أرحم ...فتلك الأحلام معهُ تنتظرُني وتلك الطفلةُ التي حملتُ بها في رحم شوقي مازالت بداخلي تنمو حتى بهِ التقي طفلة تنادي علي ب(ماما)وتناديهِ ب(بابا)
هكذا كانت دومًا تقول .
حتى جاء ذلك اليوم الذي حاولت الاتصالَ على صديقتي فلا مُجيب ارسلتُ لها رسائل فلا رد تعجبتُ كثيرًا فلم يسبق أن فعلت ذلك فهي تعود وتتصل وتبعثُ رسائلها لي حتى تكرر ذلك منها وأصبحت تغيب لفتراتِ طويلةِ .سئمت ذلك حتى جَاءَ يَوْمِ وبختها بغضب كنتُ في أشد ِ الغضب توقعت أنها نستني ونسيت أيام صدقاتنا .كنت تضحك وازداد غضبًا وتقول مشغولة حقيقة لم أقتنع لكن زاد الغياب أكثر وتجاهل كل اتصالاتي ورسائلي جعلني أنا أيضًا ابتعد قلت الغربة هي السبب
بعد مضي ثمانِ أعوامِ عُدنا لأرض الوطن فما أسعدني بذلك الخبر فكلي شوقِ لوطني للاهل لبيتنا وذكريات الطفولة ولصديقة عمري . بعد وصولي لأرض الوطن أول من فكرت فيه صديقتي كم أنا في شوقِ إليها .اتصلت عليها سمعت صوتها فرحت كثيرًا أخبرتها أنتا عدنا لأرض الوطن وفي شوق لرؤيتك قالت :ما أسعدني بذلك الخبر الله وحده هو العالم بمدى صداقتنا لذلك أرسلك لي .تعجبت من هذه العبارة لأَنِّي اعرفها تمامًا فهي صديقة الطفولةِ. حددتُ الموعد واليوم الذي سأزورها
واتفقنا عليه وما أن جاء موعد الزيارة في الطريقِ كنت اقول كيف هي هل تغيرت هل مازالت كما كانت قبل ثمان من السنواتِ .
وصلت منزلهم وجدت أجمل استقبال من أمها وأخواتها كان الجميع في استقبالي غير صديقتي تعجبتُ أن هي أُريدُ رؤيتها قالت أمها الأن ستأتي إليكِ لم أكن أعرف أنها كانت في موعد في المستشفى فعادت قبل حضوري بدقائق .لم تمر أكثر من نصف ساعة إلا وأنا أشم عطرًا تسلل الغرفة أيقنت أنها صديقتي قادمهً فكم أميز عطورها قلبي تسارعت دقاته والطفولة وشقاوة ودلع أنثى فتحت الباب بقوة وصرخت (أنا جيت ) هنا ركضنا أنا وهي نحو بعضًا احتضنا بعضا البعض
قلنا الكثير حتى بقينا وافقتين نتحدثُ لم نشعر وكلاً منا ممسكة بيد الآخرى قلت لها ماشاء الله
فما زالت بتلك البشرة المتشربة بالحمرة وتلك الغمازتين التي تزين خديها شعرها الحريري الطويل أصبح أقصر تحت أكتافها .جسدها النحيل زاد نحالة قلت لها ضاحكة الحب سوف يُخفي جسدك
ضحكت لم تعقب جلست معها حتى قدوم الفجر كلما حاولت أن أفتح موضوع حبيبها تهربت .حتى سألتها لماذا تتهربين كلما سألتك عنها ابتسمت وأمسكت بهاتفها وقالت انظري لهذه الصور ..أخذتُ اقلب في الصور قلت إذا هذا هو حبيب القلب ضحكت وقالت نعم أخذت تتحدث ايقنت تماما كم تحمل لَهُ من حب تسألت من إي النساء أنتِ وماذا فعل كي يجعلكِ تحملين الكم الهائل َ من هذا الحب
أصبحت زياراتنا شبه يوميه أنا وهي ويوميًا نتحدثُ بالساعاتِ .
وصل لنا خبر بأن عمتي قد أُدخلت المستشفى بعد عناء طويل من مرض السرطان في رأسها فكان علينا زيارتها كانت عمتي في حالةِ لم اتحملها خرجتُ انتظر خروج باقي أفراد عائلتي .بعد قليل شاهدتُ ذلك الرجلُ الذي خرج من تلك الغرفة عيادة الطبيب وخرج خلفه الطبيب يتحدثُ معهُ وعلامات الحزن على الرجلِ هذا الرجل كان والد صديقتي في البدأية شككتُ هو أو ليس هو لكن أيقنت أنه هو كيف لا أعرفهُ بل أحفظهُ عن ظهر غيب دخل والد صديقتي العيادة هو الطبيب وتسألات تحوم في رأسي ما الذي جاء بوالد صديقتي هنا أ يكون مريض أم ماذا؟ وما هي غير دقائق حتى أرأي ما أوجع فكري وتركني في ألم الحيرة والخوف حينما رأيت والد صديقتي يخرج ومعهُ صديقتي وهو يحتضنها .كنت أودّ الركض نحوهم واسأل لكن الخوف والحياء منعني .عودت للبيت حاولت النوم لم أستطيع انتظر الغد أن يأتي وما أن جاء الغد حتى اتصلت بصديقتي أنا قادمهً إليك رحبت صعدت غرفتها بعد وقت من الحديث والضحك ونحن نتذكر أيامًا كانت في مقاعدنا الدراسية . قلت لها بالأمس كنتُ في زيارة عمتي المريضة وقلت لها مرض عمتي ورأيتك مع والدك .فما الذي جاء بكم هناك صمتت ثم قالت: ليس ابي خُيل لكِ .
قلت لها :بل أبيكِ وأنتِ متأكده مثلما مُتأكده أنك أمامي
بعد جهد وحتى كنت أفقد الصبر تحدثت
قالت :هناك أمرًا أُخفيهِ لا يعلم به سوى الله وأنا وأهلي .عديني أمام الله أن لا يعرف بهِ أحد مهما حصل .وعدتها وأنا يكاد قلبي يسقط من بين أضلعي . أخبرتني أنها أُصيبت بذات المرض وكم من طبيب طرقت وكم من مستشفى ذهبت حتى أنها طرقت للعلاج خارج البلاد . قالت :أنها أُصيبت بهذا المرض تقريباً قبل عامين أو أكثر بقليل لكنه في فترة خمد بعد العلاج حتى توقعنا أنني شُفيت منه تماما .لكن ما يقارب العام عاد المرض في حالة نشطة وتوسع وكلما ذهبت لطبيب يستغرب ويضل في حيرة فلا حالة مشابهه لذلك كنت أتغيب كنت اخضع لعلاج ووقتها كنت أتألم كثيراً .كنت اعمل جاهده الا يشعر أحد .فكم التزمت الوحده والصمت من عتاب الكثير . قالت :لا أمل في الشفاء هكذا قِيل لي
نعم لا أمل في الشفاءِ تعبت من أخذ علاجِ مسكّن وأنا أعلم يقين نهايتي كانت تبكي بحرقةِ وألم بكيت تمنيت لو أني لم أسألها .قالت الله ساقكك إلي كي أرأك قبل أن أرحل فإني متى ما وصعت رأسي على وسادتي خُيل لي أنني لن أفيق منها إني اسمعُ قرع نعال الموت مُقبلا نحوي
وضعت يدي على فمها وأرجوها أن لا تُكمل فالأعمار بيدي الله اقول لها وأنا أُريد من يُسعفني
مسحت بكف يدها دموع عينيها قالت :لقد رتبتُ كل أمنياتي وأحلامي وأقفلت عليها الباب ولن يستطيع أحداً الوصول إليها والبعض منها أطلقتهُ كي ترحل بعيدًا لعلها تجد الأفضل تجد من يصل معها للأبد ومعهم تسعد.
لم أخافُ من الموت يا صديقتي فلم أعد أخافهُ .لكن ما يؤلمني يا صديقتي أني لن أراى تلك الوجوه التي أحببتها فكم سوف اشتاق لرؤية أمي وحنان أمي سأشتاق لأبي وكل إخواتي وأطفال أختي
سأشتاق لحبيب يسكن قلبي سأشتاق لكل من أُحِب .لكن لدي ثقة بإن الله سيخبرني عنهم في قبري بما يسرني .
وكي تخلصني مما أنا به أمسكت بيدي وقالت أنظري لي أنا بخير أضحك وأغني وأرقص واتسوق مازالت استمتع بقوتي وأيامي ووعد لك مني أني سأزوركم في أحلامكم ارعبكم انزع النوم من اجفانكم وتقولها وهي تضحك
وفي داخلي عالم مظلم سئمت فيه كل شيء كيف أطيق يوم ترحل فيه عني
كيف يفقد الأمل ويرحل الأمل
إيلانا








التعديل الأخير تم بواسطة إيلاانا ; 08-13-2018 الساعة 02:06 AM
  رد مع اقتباس