[ahmed 22]

الموضوع اللي انت طارحه للنقاش يا ياسر صعب
ومتفرع جدا جدا ...
ماينفعش يتناقش من زاوية واحدة ..
ومش عارف احنا ممكن نكون متمكنين من النقاش فيه ولا لاء ..
لأن المرجعيات بتاعته واسعة ومساحة الاختلاف فيها شديدة ..
وماعندناش اللي يقولنا انت صح ولا غلط فيه ...

طبيعي انت بتكلم عن الفلسفة وروادها .

بس اولا انت ذكرت اسماء بالجملة
وخلطت فترات زمنية كتيرة في بعض ..
وخلطت بين افكار فليسوف وأفكار كاتب ..
واكلمت عن ناس ماينفعش تحكم عليهم بدخول جنة او نار
لأن الرسايل النبوية قد تكون وصلتهم او لم تصلهم ..
يعني خلي بالك مثلا ان حكم الجنة والنار لمن لم تصلهم الرسائل النبوية
هو اختبارهم يوم الحساب بالعمل الصالح لهم ...
صحيح بنعاملهم أنهم كفار والمسلمين أولي في الدنيا ..
بس جزء منهم ممكن يدخل الجنة
بعمله .. وغالبا احنا بنتناسي ده .. وطبعا مش بكلم عن النهاردة بس
انا بكلم عامة عبر التاريخ ... وخاصة في زمن الفلاسفة اللي كانوا قبل ميلاد المسيح
اللي هما سقراط وارسطوا وافلاطون ...

ولكن
وبرضه خلي بالك ان التاريخ صعب شوية ومتغير وبيتحمل تأويلات كتيرة
لأن الاف السنين فترات مش قليلة ...

في بعض الدكاترة والمؤرخين العرب يقولك ان سقراط مثلا هو لقمان الحكيم ..
لما لقوا تشابه في صفاته وعلمه وحكمته ..
والكلام موثق يعني من بعض الناس ...
في تاريخ تاني من بعض المؤرخين الغربيين بيقول ان سقراط كان شخص مثلي
متأثر بالثقافة اليونانية القديمة الفاسدة .. فشوف التعارض الكبير ..

لو مثلا هنكلم عن ارسطو وافلاطون كفلاسفة فتلاقي ان في بعض الأقوال
تقولك ان دول ليهم رسايل توحيدية والبعض كان بيقولك أنهم رسل او انبياء في زمنهم ..
يعني معروف ان في الاف من الانبياء ومئات من الرسل
بس ماتذكرش غير عدد قليل منهم جدا في القرآن والسنة ...

فبيقولك مثلا ان ارسطو كان يري ان الله خلق كل شئ .. وافلاطون كان يري
ان الله مثال الخير ... وده في مقال للاستاذ مصطفي محمود ...

ثانيا : في فتاوي بتقول انه يجوز أخذ العلم من الكفار بالضرورة اذا
كان عندهم علم ليس عند اهل السنة ...
الله اعلم طبعا .. بس حتي حاسس الفتاوي بتكلم عن الدين او الرسالة
أو انهم مثلا لما يعلموك يستميلوك اليهم طبقا للعلم الشرعي..
وبالتالي تأخد الحيطة .... ..
مش أنك تمنع نفسك عن اخذ العلم
وطبعا الرسول في حديثه بيقول فيما معناه طلب العلم فريضة
وماحددش العلم ده من مين او ايه .. والفلسفة ده علم ..
واللي ينطبق عليه ينطبق علي الرياضياات او العلوم او غيره ...
فمعني أنك تقرأ لشكسبير او موليير او غيرهم من الكتاب ..
فده معناه وجود كتب أو ابحاث نقدية لما يقدموه ..
او يمثل الهام لأخرين ليصبحوا كتاب يصيبروا علي نفس الطريق ..
وده علي فكرة متعارف عليه عالميا مش بكلم طبعا اقتصارا علينا بس كعرب ...
يعني عندك عضو معانا هنا اسمه رضا البطاوي ...
هتلاقيه دايما بيقدم مواضيع نقدية تشبه ما اتحدث عنه ...
فاكر كان كاتب موضوع قريب بينقد فيه كتاب لفليسوف اسمه سارتر ..

وبالتالي ثالثا ... لازم نفصل بين العداء والعلم ..
وبين كراهيتنا لأفكارهم والسعي لتدعيم أفكارنا احنا ..
فنظرتنا للعالم اليوم تختلف عما كان عليه بالامس ..
فأنت الآن مطالب بسبب وضعك الحالي بجهدين وليس جهد واحد
اولا تصويب الصورة السيئة المأخوذة عنك بسبب المسيئين لسمعة الاسلام
والثاني نشر دعوتك بتصويب المآخذ عليها ثم توضيح روحها ونقائها وما تضعه
في النفس من سكينة ... وأنك تكون عارف اللي بيقدموه من أفكار
عشان تكون قادر أنك ترد علي اي شبهة فلسفية تمس دينك ...

فالعلم للجميع .. والعداء محصور بين نقطتين ..
والفلسفة مادة علمية .. لما اتوجدت من الاف السنين
ماكنش متقال انها هتتوجه للمسلمين بس .. دي متوجهه للعالم كله
ولما شكسبير كتب مسرحياته .. كانوا بيعرضها في انجلترا مش في بلادنا ..
يعني الرسالة عالمية مش متحددة او متفصلة علي مقاسنا احنا بس ...
الناس دي في بلادها هما عقليات وقامات وزي ما بيقولوا علامات في تاريخهم
زي ما احنا لينا علامات في تاريخنا وماقولناش للغرب ان احنا هنحتكر أفكارنا
عليكم مثلا ...
زي ما انت شايف دينهم أو فلسفتهم كفر والحاد .. هما شايفينك بنظرتهم ..

ومع ذلك برضه احنا اصلا عندنا فلاسفة عرب .. السلاطين كانوا بيشوفوهم كفرة وضالين
يعني عندك ابن رشد مثلا تم نفيه مش فاكر فين .. وتم اتهامه بالكفر من سلطان المسلمين ..

عندك تعارض كبير بين اقوال الفلاسفة العرب ومعارضة الفقهاء ليها وحروب كبيرة كانت موجودة
بين الفلاسفة والفقهاء ..
وبين تأييد الفلاسفة العرب مثل ابن الرازي وابن سنيا وغيرهم لبعض أفكار ارسطو وافلاطون
ومهاجمة الفقهاء ليها ...
و دايما ماكنش الاختلاف علي رسالة التوحيد .. كان الاختلاف في شكل الكون والمادة
كانت قبل وجود الخالق او بعده ...

يعني برضه مثلا علي ما اتذكر
عندك الامام الغزالي كتب كتاب اسمه تهافت الفلاسفة يهاجم فيه الفلسفة والفلاسفة بشكل كامل يعني ..
ورد عليه ابن رشد بكتاب تهافت التهافت .. عشان يوضح ان الفلسفة لا تتعارض مع الدين ..

قصدي الموضوع مش مقتصر علي أنك تمنع وتمنح ..
تحدد او تعوم ... الفكرة اكبر من كدا بكتير ...

يعني فعلا العلم لا يكيل بالبتنجان ..
ده علم يعني يخاطب العقول .. معني أنك تتجاهل وماتعرفش تواجه أفكار الفلاسفة
المخالفة لعقيدتك ...
بما تملكه من ادوات في دينك ده اسم ضعف وتهرب .. وقلة حيلة ..
وعمرك ما هتمنعه انه يتسرب ليك ... لأنه فكر قايم بذاته

أما أنك حاليا بفلاسفتك القدماء ماكنوش قادرين يحددوا الصف مع الفقهاء
عشان يحددوا منهج معين .. فده معناه ان الاختلاف سيظل موجود ...
والأفكار ستظل عشوائية بين تطرف ومخالفة للعقيدة وتأييد وتكفير ..
وما تراه صحيح يراه غيرك خاطئ والعكس صحيح ..

لأن حاليا احنا اصلا في حالة ركود فلسفي ... وكل مشاكلنا في تقبلنا للارث
الثقافي بتاعنا ... وكل مشاكلنا حاليا أن احنا مش عارف نحدد ايهما صحيح وايهما خاطئ
لان دايما هتلاقي جبهتين متعارضتين .. وكلا منها يخفت او يقوي حسب الاتجاه
السياسي للدولة ومن يحكمها ... يعني سنظل مختلفين ... وده واضح ..

والله في كلام كتير عاوز اقوله .. بس عاوز انام
وان شاء الله من خلال النقاس نشوفه هنقدر نقول ايه جديد ..