عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-09-2019, 03:20 PM   #197

د. محمد الرمادي

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي استثمار الفراغ!

استثمار الفراغ

- حالةُ الخوار في القوى العاقلة والقدرات على تغيير الواقع السئ التي انتابت مَن يدعي أنه ينتمي إلىٰ أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)[(١)]؛ وحالة الضعف التي طرأت علىٰ الذهن في فهم الإسلام لمَن يدعي أنه مِن الأمة الإسلامية ؛ والإثنان معاً- الإحساس بهذا الخوار والشعور بذٰلك الضعف- لازما مَن حلَّ ببلاد الغرب ورافقته أينما ذهب -إلا مَن رحم ربي- ؛ وهؤلاء الذين فروا مِن بلاد الفقر والجوع والجهل والملاحقات الأمنية والحروب ليسوا أفضل حالا مِن مَن بقوا هناك ؛ ذلك أن التركيبة العقلية لادراك الأشياء والتعامل معها -للغالبية التي جاءت من بلاد العجم والعرب إلى بلاد الغرب- والكيفية الفهمية في التصرفات التي يقوم بها الفرد والأفعال التي تمارس -للغالب الذين حضروا منهم- لم تتغيرا -أعني : فهم الأشياء والتصرفات- بتغير المكان ولم تتبدل بتبدل المناخ والبيئة والوسط والأزمان ؛ وكيفية نظام الحكم -في الغرب- الذي يُعلي من قيم الإنسانية ويرتقي بمفاهيم البشرية والصورة الوردية المرئية المطبقة من مبادئ الديموقراطية الأربعة والمعاشة ؛ ويقابلها عند العرب آخرى اسمية علىٰ الورق وتسمع في نشرات الأخبار دون أدنى درجة من التطبيق ، وغالب الذين يحملون جنسية غربية ما زالوا يتقمصون نفس الجلباب الذي آتوا به من موطنهم الأصلي ويتمنطقون نفس النطاق ؛ وشدوا العمائم فضاقت الأوعية الدموية الموصلة لتغذية خلايا المخ والخلايا الرمادية القادرة على التفكير والتعليم وحفظ المعلومات المفيدة ، ولا أقصد طريقة إعداد الطعام أو كيفية طهيه أو تناوله وكيفية احتساء الشوربة بصوت مرتفع يسمعه الجيران أو بآداب مائدة الطعام وكذا الشراب المحبب ؛ واستحباب ألوان اللباس وشكله ؛ كما لا أقصد المبيت في سكن توفره الدولة التي يحمل جنسيتها ، بل أقصد الفهم الصحيح والوعي المستنير لما جدَّ عليهم مِن مجموعة الأفكار والمفاهيم والقناعات والقيم والعادات والتقاليد أو المناخ العام الذي يعيش فيه ؛ وأقصد التعايش الإيجابي البناء مع المحيط الذي يتواجد فيه سواء الشارع العام ومكان العمل والزملاء والمعارف ومنطقة التنزهة واستخدام المواصلات العامة والتنقل من مكان لآخر والأماكن الخاصة ، فالغالبية احضروا معهم كل شئ مِن أواني الطبخ إلىٰ فرش الغرف وما يتعلق على جدران غرف المعيشة والإستجمام وغرفة النوم؛ أضف غيابهم عن اسثتمار الأموال التي تحصل من معونات إجتماعية متعددة ؛ إذ قد تم تحويل المدخرات لبلد المنشأ بدلا من اسثتمارها في بلد التجنس .

- مسألة التهيئة النفسية والإعداد العقلي والإدراكي والتأهيل الفهمي لتلك النقلة النوعية الحادة مِن مناخ وبيئة وتربية وثقافة وتقاليد وعادات ومجموعة حزم الأفكار وكتل القيم التي تربوا عليها ومجموعة كتل المفاهيم والقناعات التي دُرِست لهم ودرسوها يرافق هذا كله ممارسة حياتية يومية لشخص عاش ربيع حياته تحت ظل نظام[(٢)] بعينه ليكونه مواطنا يوافق النموذج السائد لمواطني مسقط رأسه من آحدى دول العالم الثالث ؛ فيريد ويرغب في الهجرة فيحمل بعد سنوات جنسية العالم الأول[(٣)] ؛ هذه النقلة النوعية لم ترافقها تأهيل نفسي وذهني للتواجد في منطقة آخرى ، أقول : تلك التهيئة لم تتم وذلك الإعداد لم يحدث وهذا التأهيل لم يلاحظ[(٤)].

- فتدخلت أجهزة معنية بشأن من يرغب في البقاء والتجنس في نظام دولة مستضيفة حمل جنسيتها حديثاً مَن تنشأ كمواطن مِن العالم الثالث لعلاج مسألة دمجه وقضية إعداده وفكرة أن يوافق حاله الوضع الجديد وتأهيله.

- استسهل النظام الطريق فبدء بالمرأة -الأم- فوجدت برامج لم تأتِ ثمارها المرجوة ، إذ المسألة في حقيقتها هي رجل بجوار امرأة وبينهما ولد ، فحل مسألة المرأة ينبغي أن يمر من خلال حل قضية الرجل ، وحل قضية الرجل يجئ حين يمر بحل مسألة المرأة والفصل بينهما -المرأة والرجل- كانت نتائجه أن لا حل توصل إليه نظام دول قبلت بمَن يحمل جنسيتها واعتمدت فقط علىٰ اللغة كوسيلة ؛ وإن كانت اللغة -بداهةً- هي العتبة الأولىٰ لدخول البيت الغربي ، وهذا بالطبع ينطبق على الجيل الأول ؛ أو مَن جاءوا حديثاً ، والنتيجة أن ابناء المرأة التي حاولت الأجهزة ذات العلاقة دمجها ذهبوا إلىٰ دول الفقر والجهل والحروب وقُتل حتىٰ كتابة هذه المقالة أكثر من (19) ولدا فقط في النمسا ؛ ولدوا في الغرب وتحصلوا علىٰ التعليم الإلزامي في دول الغرب ؛ وعاشروا ابناء الغرب في سنهم .

في ديسمبر 2015 :" قدرت خسائر التنظيم الإرهابي بالأرواح، بما يفوق 20 ألف قتيل.(!!!)".

وفي مارس 2018 :"أفادت إذاعة فرنسا الدولية بأن نحو 300 فرنسي ينتمون لتنظيم داعش قتلوا في العراق وسورية منذ عام 2014. وأضافت أن من بين القتلى 12 امرأة، فيما تحدثت آخر الاحصاءات عن عودة 256 شخصا إلى فرنسا بعدما قاتلوا مع داعش في مناطق القتال، ويضاف إليهم 78 قاصرا. وكانت الحكومة الفرنسية ذكرت في وقت سابق أن نحو 1700 فرنسي توجهوا إلى مناطق القتال في العراق وسورية منذ من 2014، وأشارت إلى أن نحو 730 شخصا و500 طفل لا يزالون في المنطقة المذكورة.

". ومازال هناك حوار سياسي برلماني ونقاش مدني مجتمعي حول هل يعود إلىٰ دولته التي يحمل جنسيتها أم يبقىٰ حيث هو ، ويأتي -ثانياً- حوار سياسي وبرلماني ونقاش مدني مجتمعي حول ابناء الداعشية(!) كالحالة البريطانية أو الفرنسية أو النمساوية أو الألمانية ؛ وبعض الجدات ترغب في احضار أولاد ابنتها الداعشية(!) ؛ أضف وليس سرا فئات معينة من أبناء الغرب الأصليين وارباب السجون وسابقي سجل إجرامي شاركوا في بناء كيان هلامي على رمل دولة الخلافة الداعشية(!).

- واللافت هنا أن التجمع[(٥)] الإسلامي لم يدلِ بدلوه في المسألة مع أنه المعني أولاً وأخراً بهذه القضية سواء رغب في النقاش أو خاف أن يشارك .

- وقضية ابناء المتجنسين في الغرب وبقية من ذهب من ابناء الغرب إلى مناطق النزاعات[(٦)] قضية لم تحل ولم يبت فيها بصورة صحيحة وواقعية ؛ وهذه معضلة حقيقية تواجه الغرب بأسره وليس فقط تواجه المناطق المنكوبة ، ومن نافلة القول أن تلك الجماعات صناعة غربية عربية(!).

- يفهم من حادثة نيوزيلندا : أن " جرائم القتل «العقائدي» باسم الدين أو باسم الهوية واحدة في الحقيقة . ومع ذلك فإنّ الإدراكات لها شديدة الاختلاف ، وكذلك تكون ردود الفعل . الطرفان اللذان كانا الأكثر ارتياعاً في مقتلة المسجدين ومذبحة الجامعين بــ كرايستشيرشهما: رئيسة وزراء نيوزيلندا وشعبها، والمسلمون في أصقاع الأرض. وكلا الطرفين فوجئ من دون حدود : فالنيوزيلنديون : لأنّ بلادهم لم تتعود علىٰ هذا الإجرام الجماعي ، وقد سارعوا للقول إنه أسترالي الجنسية ليس اعتذارا أو تبريرا ، بل للإهانة التي شعروا بها لهول الجريمة وفظاعتها ، التي تنال من شرف أمتهم وإنسانيتها - وأيضا المسلمون لأنها مذبحة ضد مصلّين عديمي الحيلة. ورغم اعترافهم بأنّ رد فعل السلطات النيوزيلندية كان لائقاً ورفيع المستوىٰ ؛ فإنّ كثيرين منهم ظلُّوا يعتبرون أنّ قتل المسلم في نظر الغربيين ، أهونُ وقْعاً من قتل الآخرين . فــ القاتل من عقائديي اليمين المتطرف الجديد، كــ القتلة الداعشيين من عقائديي التطرف الإسلامي : فلماذا عندما يقتل غربي سبق أن صرَّح أنه يقتل باسم المسيحية، لا يُعتبر من أهل الإرهاب المسيحي ، ويقالُ غالباً إنه مختلٌّ أو مجنون ؛ بينما عندما يقتل شابٌّ مسلمٌ يقول إنه يفعل ذلك بدوافع جهادية ، نصدّقه، ونقول إنه إرهاب إسلامي؟!

نعود لمِصر فــ كيف يقتل إرهابيون ثلاثمائة من المصلين بمسجد الروضة بسيناء ويظلُّ الإرهاب إسلامياً ، بينما يمارس المتعصبون الدينيون أو الإثنيون في ميانمار عمليات قتل جماعي ضد المسلمين القاطنين معهم ، ويشارك في ذلك الجيش وبعض رجالات السلطة ، ثم لا يقال إن هذا إرهاب ديني بوذي ، ولا تجد المذبحة نهاية حتى الآن؟ . وبدلاً من إعلان الأُمم المتحدة حكومة ذلك البلد إرهابية أو فاشلة على الأقلّ ، يظلُّ الأمل لدى المؤسسات الدولية الإنسانية قائماً في أنّ تتدخل الحكومة أخيراً لأمر الجيش بإيقاف المذبحة؟! . تقول جهات المعرفة والخبرة إنّ الصينيين يحمون حكومة ميانمار ، ويمارسون التصرفات نفسها ضد الأويغور المسلمين في سينكيانغ.لا يزال «ضمير» العالم الحديث في عهدة الأوروبيين والأميركيين وحلفائهم . وهو في العادة ضميرٌ برع في مراقبة حقوق الإنسان والحريات الدينية لدى الآخر والغير. والغير -هنا- بالطبع قد يكون روسياً أو صينياً ، لكنه في الأغلب الأعمّ مسلم .

صمويل هنتنغتون قدم أطروحته الشهيرة في صراع الحضارات ، ويمكن احصاء ارتكاباتٍ هائلة كانت تجري في العالم [2005 – 2006] ويقوم بمعظمها أُناسٌ غير مسلمين ؛ فلماذا ينفرد المسلمون من وجهة نظره بأنهم يملكون تجاه الآخرين تخوماً دموية ، أو أنّ العنف يميز علاقاتهم بالآخرين؟ .

فرد صاحب الاطروحة قائلاً: لأنّ العنيفين مِن المسلمين يعلِّلون لجوءهم للقوة بأنّ دينهم يقتضي ذلك ، وهو ما لا يذهب إليه معظم المرتكبين الآخرين .

وحين يجئ الرد بأن معظم المسلمين أو كثرتهم الساحقة تبرأوا من هؤلاء ، ولا تعتبرهم مسلمين صالحين .

فأجاب متردداً: سيؤثر هذا الإنكار للعنف من جانب الأكثرية على الرأي العام العالمي في المدى الطويل ، أما الآن فيكون – هذا كلام هنتنغتون- عليكم أن ترغموا شبانكم المتطرفين على الانضباط وعدم استسهال العنف باسم الغضب أو الظلم ، وقد نصحكم بذلك المستشرق برنارد لويس وآخرون كثيرون" . ويردف :" لا يمكنكم تعليل ذلك بالاستعمار وبإساءات الغرب ، فقد عانى الصينيون والهنود مثلما عانيتم وأكثر، لكنّ أحداً منهم لم يفكر في مهاجمة برج التجارة العالمي! أما استئثار الغرب بدعوى الضمير والديمقراطية وحقوق الإنسان فمبرره أنّ الغربيين استطاعوا جعل هذه الاعتبارات قيماً إنسانية عالمية. وقد يتسلم الصينيون زمام السيطرة في العالم قريباً، لكنّ هذه القيم ستظل هي السائدة حتى لديهم أو أنهم سيظلون يدعون حراستها. وذلك - كما سبق القول - لأنّ تلك القيم والمبادئ صارت قيماً عالمية إنسانية وإلى أجلٍ غير مسمى!انتهى حديث صاحب الأطروحة .

فلنذهب إلى الجهة الأُخرى. في أواسط العام 2018 صدر كتابٌ لفرنسيس فوكوياما اسمه: الهوية. وفوكوياما هو صاحب أُطروحة «الإنسان الأخير» في كتابه مثل مقالة هنتنغتون من العام 1993. وقد قال فيه (فلسفياً وليس استراتيجياً مثل هنتنغتون) إنّ قيم الديمقراطية سجلت انتصاراً نهائياً بسقوط الاتحاد السوفياتي ، والذين لم يلتحقوا بها (مثل المسلمين أو الصينيين) لن يستطيعوا إيقاف تقدمها. لكنه وبعكس هنتنغتون تراجع عن ذلك الاعتبار (الفلسفي) بعد غزو أميركا للعراق عام 2003 وتدميره. ما سمّى فوكوياما في كتابه الجديد متطرفي الهوية يمينيين جدداً، بل ذهب إلى أنّ الهوية لها عدة منافذ ومداخل ومصادر ، ولها جانب ديني ولكنه ليس قوياً ولا غالباً ، بل يلتحق بالإثنية والقومية والمحليات ويتمثل بمثالاتها . والهوية بعكس القومية ليس امتداداً أو سيطرة ، بل هي تقوقُعٌ وتطلُّبٌ للطهورية . وفي هذا المنزع فقط تشبه الدين الذي تظهر فيه من حينٍ لآخر اتجاهات وتيارات تطهرية ، واضحة الآن لدى الإحيائيين المسلمين والإحيائيين الإنجيليين . ومع أنّ ظواهرها ليست واحدة ، فهي تتشارك في الخوف والتطيُّر من الآخَر الذي يهدد صفاءها الإثني أو الجهوي أو الديني . وقد اختارت حتى الآن وسط ظواهر العولمة الشاسعة ، أن تصل للسلطة أو تحاول من طريق الانقياد لقادة كاريزماتيين ، وإجراء تحالفات مؤقتة ، وهي تعلم أنها لن تصبح أكثرية إلاّ في ظروف استثنائية مثل الأزمات الاقتصادية . ولذا فإنّ كثيرين من أهل هذه النزعة يلجأون للعنف (الذي يكون شعائرياً أحياناً عند اشتداد الأزمة) لنفاد الصبر ، وتفاقم الإحساس بالتلوث من الغير أو من الكثرة الداخلية وأحزابها الكبيرة . وهم يعادون الآخرين من المهاجرين وغيرهم للتطهر من التلوث ، لكنهم يظلون شديدي العداء للآخر الداخلي (الذي يخالفهم في منزعهم) ، ويظل في نظرهم العدوّ الرئيسي ، كما حدث في النرويج قبل سنوات.

ستتكرر أحداث العنف الأعمى الكاره وفي الواجهة الآن الغرباء والمهاجرون . لكنّ المراقبين مختلفون بشأن تطورات هذا النزوع الطهوري الإجرامي . هناك من يقول إنه لا حاجة لهذا العنف المفرط ما دام هؤلاء يتقدمون في الانتخابات ويصلون للسلطة ، كما حدث ويحدث في عدة بلدانٍ أوروبية . وهناك من يرى أنّ هذا الخوف المعولم سيدفع دائماً للعنف ، وليس في أوروبا فقط ؛ بل وفي آسيا وأفريقيا أيضاً ، وتارة للتخويف (= إدارة التوحش) ، وطوراً لأنّ الطهورية الشديدة مرضٌ ينتشر بالعدوى ، وحبّ المغامرة لدى الشباب ، وإلاّ فكيف يمكن تعليل ظاهرة شبان «داعش» وفتياته؟!

لقد جامل الغربيون التطرف الهوياتي كثيراً بحجة حرية التنظيم السياسي ، وحرية التعبير . وما لوحق إلاّ الذين يقولون إنهم نازيون أو فاشيون أو يُعتبرون معادين للسامية . والمهدَّد الآن ليس الأمن المعيشي أو الحريات فقط ؛ بل والمهدَّد أيضاً مقولة: الضمير أو التفوق الأخلاقي."[(٧)]

- وعلى ما سبق يرىٰ كاتب هذه السطور ومن يراقب الشارع النمساوي : أن استطلاعات لرأي المواطن الغربي تدل بوضوح على هبوط شعبوية أحزاب اليمين المتطرف:

- 57% مِن مَن تم استطلاع رأيهم[(٨)] يرغبون في حل تجمع نمساوي تحت مسمى الهوية .

- وإذا ادعىٰ البعض أن السياسة نجاسة وهي كلمة فارغة قالها جهلة السياسة على مسمع مِن عيون مَن تحدق علىٰ كرسي الرئاسة ويريدون التمجلس على كراسي الحكم والبرلمان وبقية أجهزة الدولة السيادية[(٩)]ويكمل بقية الجهلة ان الدين قداسة فعليهم أن يعودوا إلى قواميس اللغة ومعاجمها لمعرفة كيف وضع لفظ سائس .. يسوس .. سياسة ما غاب عند البعض أنه من خلال الأحزاب العاملة في الحقل السياسي وتخاطب مجموع أفراد الشعب يمكنها أن تصل إلى مقاعد البرلمان وبدوره يقوم بعرض القوانين وبعد المناقشة يتم سنها ؛ وغياب من يصلح للتمجلس على مقعد البرلمان لرعاية شؤون الناس فيمكنه بفهم صحيح ووعي مستنير أن يحقق رغبات مَن أوصله إلى هذا المقعد

ما غاب : أن التجمع الإسلامي في الغرب لم يتمكن من استثمار فراغ المكتسبات نتيجة تحرك الأحداث وتحرك الشارع معها ، كما أنه لم يتمكن التجمع الإسلامي من رفع درجة الوعي المستنير والفهم الصحيح لمواطن عاش زهرة شبابه في دول تعاني ثم انتقل إلى دولة تقدم خدمات للإنسان بصفته الآدمية .

ـــــــــــــــــــــــــــ

[(١)] ذٰلك الرسول الخليل والنبي النبيل ؛ الذي هو آخر الأنبياء ومتمم المبتعثين بما يحمل من وجهة نظر في الحياة ، أو ما كانت تسمىٰ في السابق أمة الإسلام ؛ هذا الذي يدعي منذ سنوات أنه مسلم ، وهي الدرجة الأدنى في سلم الترقي في الإسلام ؛ انتابته حالة من خوار شديد في قواه الإيمانية ؛ وإن ظل مسلماً وبقي في حظيرة الإسلام ؛ وطرأت عليه حالة من الضعف الشديد في فهمه لحزمة الأفكار التي جاء بها الرسول الأعظم وكتلة المفاهيم التي أرساها صاحب الرسالة ووضعف في حمل حزمة من القيم في الحياة اليومية والقناعات انتبابته.

[(٢)] أقدم مثالا [مِصر] وليس للحصر : فالجيل الأول مِن الذي آتوا للغرب في بداية السبعينات من القرن الماضي:

- ولدوا في نهاية عهد حكم ملكي وعاشوا زهرة شبابهم تحت نظام حكم „ناصري” ؛ (نسبة للزعيم خالد الذكر ؛ صاحب الكريزما جمال عبدالناصر). أو

- مَن ولدوا في نهاية العهد الناصري وعاشوا زهرة شبابهم في نظام حكم „ساداتي” ؛ (نسبة لرجل الحرب والسلام ودولة العلم والإيمان ؛ الذي قُتل بأيدي أبنائه). أو ترافق مع تلك التربية أو هذه :

- مَن تربى بين أحضان جماعة (جماعات) توشحت بوشاح الإسلام (اسماً) وتلحفت برداءه (رسماً)؛ سواء مَن اتخذت مِن أفكار الإسلام شعارا دون القدرة على إنزالها على أرض الواقع المعاش ، أو ما أطلق عليه تقسيما بجماعات الإسلام السياسي أو ايضا من بابا ال تقسيم والتجزئة مَن تسربلت بما هو غريب عنه فكرا ونشأة مِثل طرقية المقابر وصوفية الموالد.

وما يفيد كاتب المقال هذا : أن التراث الشعبي يقدم لنا مجموعة رائعة من الأمثال الشعبية كأنها حقائق إجتماعية كوصف أهل منطقة بعينها بصفة أو عدة صفات كـ :

أ.] أهل مدينة الإسكندرية القديمة الأصليين قبل التوسعة ، أو

ب.] أهل منطقة رشيد ،

ج.] أهل منطقة المنوفية ،

د.] الفلاحين ،

هـ.] الصعايدة.

وهذه الأمثال الشعبية تساعد بقدر معقول على رسم شخصية مَن نتحدث عنه.

[(٣)] تقسيم سكان الأرض إلىٰ عالم ثالث يقابله عالم أول... بذرة الفكرة طرحت قديما بتقسيمه إلى ثلاثة عوالم، عالم أوّل وعالم ثاني وعالم ثالث، لأسبابٍ سياسيّةٍ واقتصاديّة، بمفهومٍ يختلف بعض الشّيء عن مفهومنا الحالي لدول العالم، ففي القدم كانت دول العالم الأوّل هي الدّول الرّأسماليّة، وهي دولٌ تتبّع أنظمةً تسمح للأشخاص بتملّك ثرواتها الخاصّة والتّمتّع بها، ودول العالم الثّاني كانت الدّول الشّيوعيّة، والّتي تتّبع أنظمةً بعكس أنظمة الرأسماليّة، والّتي لا تسمح ولا تشجّع مواطنيها بكسب وتملّك ثرواتها الخاصّة، ودول العالم الثّالث كانت الدّول الباقية، والّتي لا تنتمي إلى الرّأسماليّة أو الشّيوعيّة. واختلف تقسيم العوالم، وظهر مفهومها بعد الحرب العالميّة الثّانية، حيث انقسمت لأسبابٍ سيّاسيّة أيضاً إلى ثلاثة عوالم، العالم الأوّل والّتي هي دول حلف النّاتو (كندا، وفرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا، والولايات المتّحدة، إلخ)، والعالم الثّاني هي دول اتّفاقيّة وارسو (روسيا، وألمانيا الشرقية، ورومانيا، وبولندا، إلخ)، والعالم الثّالث هي الدّول الّتي لا تنتمي إلى العالم الأوّل أو الثّاني، كما وأشير إلى العالم الأوّل والثّاني، بالدّول الشّرقيّة والغربيّة، أو الكتلة الشّرقيّة والغربيّة. دول العالم الثّالث، أو الدّول النّامية، هو مصطلح أُطلق أوّل مرّةٍ عام 1952، عن طريق الفرنسي ألفريد سوفيه، في مقالٍ أصدره، مشيراً إلى الدّول الّتي لا تنتمي إلى الدّول الغربيّة (أمريكا الشّماليّة، وأوروبا الغربيّة، وأستراليا، واليابان، وجنوب إفريقيا)، أو إلى الدّول الشّيوعيّة (الاتحاد السّوفييتي سابقاً، والصّين، وأوروبا الشّرقيّة)، وفي وقتنا هذا لا نسمع سوى مصطلحي دول العالم الأوّل والثّالث، بسبب انهيار الاتّحاد السّوفييتي. من الأمثلة على بعض دول العالم الثّالث، دول الشّرق الأوسط، وباكستان، وأفغانستان، وزمبابوي، ومالي، والنّيجر، وتشاد، والكونجو، وهايتي، وكينيا، وجزر سليمان، والصّومال، وأثيوبيا، والصّين، وتانزينيا، وباقي الدّول الإفريقيّة، وغيرها. وخصائصها أنها تتميّز أغلبيّتها والمكوّنة من أكثر من مئة دولةٍ، بخصائص مشتركة، تمثّل في تخلّفها اقتصاديّاً واجتماعيّاً وسياسيّاً عن باقي دول العالم المتقدّم، ومنها:

*.] مستوى معيشي منخفض.

*.] نسبة أمّيّة مرتفعة.

*.] نسبة بطالة مرتفعة.

*.] إقبال كبير على الهجرة.

*.] ارتفاع في النّمو السّكاني.

*.] قلّة الإمكانات الطّبّيّة، وبالتّالي قصر أمد الحياة.

*.] تخلّف اقتصادي.

*.] تبعيّة اقتصاديّة للدّول المستعمرة.

*.] تصدير المواد الأوّليّة... دون تصنيعها.

سبب تخلّف دول العالم الثّالث: عانت دول العالم الثّالث على مرّ العصور من ظلمٍ واستعمارٍ واستبداد، ونهكٍ لأراضيها ونهب ثرواتها، لمدّة تجاوزت في بعض الأحيان الأربعمئة عام، ممّا أدّى إلى انهيار تطوّرها وتخلّفها عن الدّول المتقدّمة، بسبب استغلالها، فدول العالم الأوّل على الأغلب، بنت حضارتها ونموّها وتقدّمها على حساب دول العالم الثّالث. ومن الأسباب الأخرى لتخلّف دول العالم الثّالث هو منعها وحرمانها من تولّي حكمها وإدارة شؤون بلادها بنفسها إبّان فترة الاستعمار الأجنبي عليها، ممّا أدّى إلى إعاقة المجتمعات عن باقيها.

[(٤)] في رحلتي الأولى للهند رأيت بأم عيني السياح من النمسا كل منهم يحمل في يده كتابا للإرشاد السياسي يوصف المنطقة التي سوف يزروها ويبدء في القراءة دون وجود ما يسمى مرشد سياحي.

[(٥)] كاتب هذه السطور ينئ بنفسه عن استخدام مصطلح سيئ السمعة „الأقلية” المسلمة ؛ أو „الجالية” إذ هو يسلخها من محيطها ويجردها من مكان وجودها ؛ وأفراد هذه الأقلية غالبيتهم يحملون جنسية بلاد الغرب بما فيها من قوانين ونظم وأحكام الأصل فيها أن يلتزم من يحمل جنسية هذه الدولة أو تلك بهذا القوانين والنظم والأحكام وفق الأطر العامة التي تعطى لأفراد بعينهم وفق ما نص عليه الدستور الأساسي للبلاد ؛ فحين يكون الممثل الشرعي أمام الدولة والحكومة هيئة بعينها تصبح هذه الهيئة وفق الدستور والنظام هي صاحبة اليد العليا في أي أجازه الدستور وسمح به القانون ؛ وعليه -مثلا- في حالة الزواج الشرعي وفق الشريعة الإسلامية تكون الجهة المخولة عقد قرآن لشخصين هي الهيئة الرسمية المعتمدة من قِبل الدولة والحكومة وليس تحت سقف مصلى أو مركز ؛ إذ أن هذه ليس من صلاحياتهما-مصلى أو مركز- وما يحصله مَن تم عقد القران الشرعي ليس موثق وغير معمول به في أنحاء البلاد ، وتلك الإزدواجية في ذهنية الناس يأتى عنها ضرر ويرسخ الغياب الوجودي في عقلية ونفسية الناس ؛

[(6)] مازال الغموض إلىٰ حد ما يلتف حول الأرقام الصحيحة والنهائية عن مَن شارك مِن أكثر من 130 دولة في العالم وانضموا تحت لواء دولة الخلافة المزعومة(!) ؛ وتجمعات السجون والمادة الترفيهية التي تقدم من الأفلام الأمريكية ومِن خلال القنوات الفضائية مثل مسلسلات القتل والتدمير يجوار هذا وذاك الألعاب الإلكتورنية كانت-وغيرها مناخ خصب لإخراج امثال هولاء من الشباب المشوة نفسيا وفكرا.

[(٧)] مختصر من مقال رضوان السيد؛ كاتب وأكاديميّ وسياسي لبناني وأستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية.

[(٨)] المصدر : „ Unique Researchعدد من جرى استطلاع رأيهم (500) ؛ نسبة الصحة والخطأ (4,4%+/-)

ما ينتمي لحزب الشعب من قال بحل هذه المجموعة 61% و

من قال ببقاءهم ضمن المظلة الديموقراطية للدولة : (28%)

(12% ) لا يدري أو لا يريد أن يدلي بصوته

حزب الحرية المشارك في الحكومة الإئتلافية :

(44%) قالوا بحله ؛

(36%) يبقى

(20%) لا إجابة.

الحزب الإشتراكي(74%) قالوا بحله

(13%) يبقى ضمن الإطارالديموقراطي للدولة

(12%) لا إجابة.

[(٩)] ذات يوم قال كمال الشاذلي :" السياسة نجاسة خليكو انتوا في الطهارة وسيبولنا النجاسة ". تلك الكلمات نقلها الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي ـ المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، قال أنها وُجهت له على لسان عضو مجلس الشعب الأسبق كمال الشاذلي ـ المنتمي للحزب الوطني آنذاك.

https://ــــــــــــــــــــــــــــــ







  رد مع اقتباس