لما حاصر الحجاج عبدالله بن الزبير في مكة وأصبح بن الزبير وحيدا محتميا بالكعبة
ذهب إلى أمه أسماء بنت أبي بكر وكانت قد جاوزت المائة من عمرها وذهب بصرها
وأخبرها أنه يخشى أن يفجعها بموته فيكون قد عقها
فثبتته أمه وأخبرته إن كان على الحق فليمضِ ولا يخشى شيئا
حتى أنها لما احتضنته شعرت بشئ قوي حول بطنه فأخبرها أنه درع يحتمي به
فقالت: ليس هذا لباس من يريد الشهادة.
وذهب بن الزبير وقاتل جنود الحجاج فلم يتمكنوا منه وكان شيخا كبيرا
حتى أصابه أحدهم بحجر فسقط وقتلوه وذهبوا به إلى الحجاج فأمر بصلبه.
ظل بن الزبير مصلوبا عدة أيام والناس يمرون عليه ويبكون . وكان بن عمر يقف أمامه ويسلم عليه
طلب الناس من الحجاج أن ينزله فأبى وقال : لا أنزله حتى تأتيني أمه.
فجاءت أسماء ووقفت أمام ابنها المعلق على خشبة وقالت جملتها: أما آن لهذا الراكب أن يترجل؟
فاستحى الحجاج وأمر بإنزاله ودفنه.
|