مقتل وتشريد نحو 50 ألف شخص
زلزال إيطاليا "يدمر" بلدات بأكملها رغم تنبؤات عالم بالكارثة
نقل الجرحى الى المستشفيات
روما - رويترز
دمر زلزال ضرب وسط إيطاليا صباح الاثنين 6-4-2009 مناطق سكنية بالكامل، وأسقط 90 قتيلاً، وشرد نحو 50 ألف شخص، وفقاً لتصريحات كبار المسؤولين في الحكومة الإيطالية. وكان عالم إيطالي قد توقع الزلزال قبل أسابيع ولكن الحكومة أسكتته بعد تلقي بلاغات تفيد بأنه ينشر الهلع.
ومن جانبها، أصرت الحكومة اليوم على أن التحذير الذي قدمه عالم الزلازل جياتشينو جيولياني لا أساس له من الناحية العلمية.
وقد شعر الناس بهزات أرضية في منطقة لاكويلا بمنتصف يناير/كانون الثاني، وتكررت على فترات متقطعة مسببة حالة من التحسب في تلك المدينة الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر شرقي روما.
وكانت حافلات صغيرة مزودة بمكبرات صوت جابت البلدة قبل شهر، لتبلغهم بضرورة اخلاء منازلهم بعد أن تنبأ جيولياني بزلزال كبير ما أثار غضب رئيس البلدية.
وتم إبلاغ الشرطة بما يفعله جيولياني الذي بنى توقعاته على مدى تركز غاز الرادون حول المناطق ذات النشاط الزلزالي الكبير، وأجبر العالم الايطالي على محو النتائج التي تنبأ بها من شبكة الإنترنت.
وحينما وجهت وسائل الاعلام أسئلة لرئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين بشأن ما اذا كانت الحكومة قد أمنت السكان في ضوء تحذيرات جيولياني، اتخذت نبرة رئيس الوزراء شكلا دفاعيا.
وقال "في الوقت الحالي ينبغي التركيز على جهود الاغاثة، ويمكننا أن نناقش في ما بعد مسألة توقع الزلازل".
وعقدت وكالة الدفاع المدني الايطالية اجتماعا في 31 مارس/أذار للجنة الاخطار الكبرى يضم علماء كلفوا بتقييم حجم الاخطار في لاكويلا من أجل تطمين الاهالي.
وقالت الوكالة في بيان عشية ذلك الاجتماع "ان الهزات الارضية التي يشعر بها الاهالي جزء من سلسلة عادية، وهي أمر طبيعي للغاية في منطقة مثل تلك المحيطة بلاكويلا"، وأضافت انها لا ترى ما يدعو للخوف.
وأشار رئيس الوكالة جويدو بيرتولاسو الى ذلك الاجتماع خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع برلسكوني.
الزلزال ربما يكون شرد ما يصل الى 50 ألف شخص
الزلزال دمر بلديات
ومن جانبه، أكد رئيس مجلس النواب الايطالي جيانفرانكو فيني، أن الزلزال "دمر فعلياً" بلدات بأكملها، كما أصبح من الصعب الوصول الى نحو 15 ألف مبنى.
وقال متحدث باسم ادارة الحماية المدنية الايطالية إن الزلزال ربما يكون شرد ما يصل الى 50 ألف شخص. فيما أكد وزير الداخلية الايطالي روبرتو مارونيان عدد القتلى في الزلزال ارتفع الى 50 قتيلاً.
وقد أعلنت حالة الطوارئ في ايطاليا، بعدما هزَّ زلزالٌ قوي مساحةً شاسعة وسط البلاد، في وقتٍ مبكر من صباح الاثنين، ما أدى إلى مصرع عشرات الأشخاص، وانهيار العديد من الكنائس والمباني، وفقاً لتقارير أولية.
ووقع معظم القتلى في لاكويلا، وهي مدينة جبلية تعود للقرن الثالث عشر وتقع على بعد نحو 100 كيلومتر شرقي روما ويبلغ تعداد سكانها 68 ألفًا، وفي القرى المجاورة.
وتناثر الحطام في شتى أنحاء المدينة والبلدات القريبة، ما سد الطرق وأعاق فرق الإنقاذ والسكان الذين حاولوا إزالة الحطام بأيديهم بحثًا عن ناجين من الزلزال الذي بلغت قوته 5.8 درجات على الأقل.
وقال المسؤول بإدارة الحماية المدنية أجوستينو ميوتسو إن "آلاف الأشخاص ربما شردوا، كما انهارت أو تضررت آلاف المباني". وذكرت الإدارة أن الزلزال قتل على الأرجح "العشرات".
وبسبب الزلزال، ألغى رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني زيارةً إلى موسكو، معلنًا حالة الطوارئ، وهو ما يعني تخصيص أموال للمساعدات وإعادة البناء.
وقالت أنجيلا بالومبا (87 عامًا) وهي تسير في شارع في لاكويلا "استيقظت على دوي صوت مثل قنبلة، تمكنَّا من الفرار وسط تساقط أشياء حولنا، كل شيء كان يهتز والأثاث كان يتساقط، لا أتذكر أني رأيت أي شيء مثل هذا الوضع طوال حياتي".
وقال أحد سكان لاكويلا وهو يقف أمام مبنى سكني منهار: "هذا المبنى كان مؤلفًا من 4 طوابق" ودُفنت سيارات تحت الحطام.
وفي قطاع آخر من المدينة حاول سكان تهدئة أشخاص يبكون في محاولةٍ لتحديد مكان صوت بكاء رضيع.
وهذا هو أسوأ زلزال من حيث عدد القتلى يضرب إيطاليا منذ عام 2002 عندما لقي 30 طفلاً حتفهم في انهيار مدرسة في الجنوب. وصرح مسؤولون بأن عدد القتلى في هذا الزلزال قد يرتفع لأن المزيد من المباني لحقت بها أضرار.
وأفادت تقارير بمقتل 4 أطفال في أحد المباني في لاكويلا وشخصين في قرية نائية، و5 في قرية أخرى، وذكر مسؤولون أن تقارير تشير إلى أن عددًا من الناس مصابون ومازالوا محاصرين تحت الأنقاض.
وهناك العديد من الروايات التي تفيد بأن بعض الكنائس في المنطقة المقامة على طراز الرومانسك المعماري وأخرى تعود لعصر النهضة تنهار، كما انهار جزء من سكن جامعي وفندق في لاكويلا، ولكن لم يتضح ما إذا كان أحد بالداخل، وانهار أيضًا برج جرس إحدى الكنائس في وسط المدينة.
وأغلقت بعض الجسور والطرق السريعة في المنطقة الجبلية كإجراء وقائي.
وكان مركز الزلزال في منطقة أبروتسو شرقي روما، وشعر كثيرون في العديد من أجزاء وسط إيطاليا بالزلزال، وهرع البعض إلى الشوارع واستيقظ سكان روما من جراء الزلزال واهتز الأثاث وانطلقت صافرات الإنذار بالسيارات.
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن من المعتقد أن مركز الزلزال على بعد نحو 95 كيلومترًا من روما وكان على عمق 10 كيلومترات، وقالت الهيئة في وقتٍ سابق من اليوم إن قوة الزلزال بلغت 6.7 درجات، ولكن خفضت قوته في وقت لاحق إلى 6.3 درجات، وذكر مسؤولون إيطاليون أن قوة الزلزال بلغت 5.8 درجات.
وهذا أحدث وأقوى زلزال ضمن سلسلة من الزلازل هزت منطقة لاكويلا يومي الأحد والاثنين، ويمكن أن تكون الزلازل خطيرة بشكلٍ خاص في مناطق بإيطاليا بها مبانٍ مشيدة منذ قرون بلا ترميم.