الموضوع: واحدة بواحدة
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-26-2021, 12:47 PM   #1

د/ عبد الله

مشرف الابداعات الادبية سابقا

 

 رقم العضوية : 100114
 تاريخ التسجيل : Nov 2015
 الجنس : ~ رجل
 المكان : مصر/السعودية
 المشاركات : 10,836
 الحكمة المفضلة : إن لم تستح ِ فاصنع ما شئت
 النقاط : د/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 7546079
 قوة التقييم : 3774

د/ عبد الله غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

وسام الابداع مميزى القسم وسام مسابقة شاعر العامية 2016 المركز الثانى وسام مسابقة فارس الكلمة مركز أول وسام تكريم اصحاب المواضيع المميزه بالاقسام الادبيه وسام مسابقة قصص رمضانية مركز أول تكريم  قسم الخواطر والشعر مسابقة  كان  زمان مميز  قسم الابداعات مسابقه  كفاح  ام  المركز  الاول 

افتراضي واحدة بواحدة

لا أدري ما الذي حدث؟ وما الجرمُ العظيمُ الذي صنعتُه؟
ما أذكره جيدًا أنّ آخر ما نطقتُ به كان: "وأنا أحبُّ الشعرَ أكثر من أيّ شئ.
بعدها شعرتُ بحرارة الغضب تخرج من عينيها كالزيت المغلي يتساقط فوق رأسي تباعا.
ثمّ استدارت ودلفت إلى غرفتها لتحرقها غضبا.
كان ردّي تعقيبًا على جملتها: " أنا أحبُّ الرواياتِ أكثر من أيّ شئ.
فهل قلتُ شيئًا محرّمًا؟
أم أنَّ رواياتها نظيفةٌ أنيقةٌ وشِعري مُتَّسخ؟
توجّهتُ إلى باب الغرفة وطرقته فلم تُجب, أعدتُ الطرق مرارًا مُناديًا عليها في رقّةٍ تليقُ
بمثلِ هذه المواقف المُتكرّرة, فلم تُجب.
فلما يئستُ جلستُ على المقعد في الرُدهة أحاول تذكُّر أيَّ شئٍ عن جريمتي النكراء.
أعلمُ أنّ النساءَ يملنَ إلى استخدام أسلوب الغموضِ والتمنُّع
كذلك نحنُ الرجال قد نفعل ذلك مرةً أو مرتين..في العمر
وهو الرقمُ نفسه عند النساء...في اليوم.
بعد نصف الساعة وجدتُها تفتح باب الغرفة فانفرجت أساريري وظننتُ أنها قد أعلنت انتهاء مدّة
عقابي لمّا وجدتها تقترب منّي, فهممتُ أن أقوم إليها فاحتضنها وأعتذر عن جريمتي التي لم أعرفها بعد.
ذلك قبل أن تمد يدها بورقة وضعتها أمامي على المنضدة وعادت إلى حصنها دون أن تنطق بكلمة.
فتحتُ الورقة وبدأت أقرأ ما جاء فيها:
" حسنٌ أيها الشاعر المحبُّ للشعر(أكثر منّي)..فقاطعتُها بزفير قويّ أخرجته وقلت في نفسي:
"هذه هي جريمتي إذن؟؟
لقد قلت أكثر من أي شئ وليس أيّ شخص.
ثمّ إنكِ قد قلتِها قبلي
وهل أقول الشعر إلا فيكِ أيتها المجنونة؟
ثم عدتُ إلى ورقتها فأكمَلَت:
" سأعقد معك اتفاقا, أريد منك إعراب كلمة
إذا توصلت للإجابة ستدخل لتنام في الغرفة, وإذا لم تتوصل إليها ستنام كما أنت على الأريكة ليلتك هذه وليلة غدٍ أيضا.
قلت في نفسي:"لا بأس, هذه لعبتي.
فأكملت:
أدور على الديارِ ديارِ ليلى
أُقبّلُ ذا الجدارَ وذا الجدار
ما موقع"دار ليلى" من الإعراب؟
أمامك عشر دقائق للإجابة, بعدها لا تحاول طرق باب الغرفة.
انتهت العشرُ دقائق ولم أطرق باب غرفتها بعد,فانصعت لنصيحتها ومددت جسمي على الأريكة وتغطيت بخيبتي.
بعد حوالي ساعتين أحسست بملمسٍ حريريٍّ ينساب على وجهي
ففتحت عينيَّ وأنا أُدرك جيدًا ما الذي سأراه: إنه وجهٌ كالقمر يُغدقُ عليِّ بابتسامته.
كما أنني أدرك جيدا ما الذي سيحدث الآن: ستضربني في كتفي ضربتين متتاليتين تظُنُّ أنّهما يؤلماني
بينما تتألمُ يدُها أكثر من كتفي.
ولكن خاب ظنّي هذه المرة, فقد كانت ثلاث ضرباتٍ لا ضربتين.
بعدها قمت واحتضنتها ثم حملتها بين ذراعيَّ ودلفنا إلى الغرفة
أغلقت الباب خلفي وأنا أقول في نفسي:" هذه مرّتي الأولى"
وضعتها على الفراش فوجدتها تنظر إليَّ وقد ازدادت بسمتها جمالا وقالت:
" أتظنُّ حقا أنني بلهاء لأصدق أنك لم تعرف الإجابة؟
فابتسمتُ وقلتُ: بل أعرفها..إنها بدل
فردّت في تمعُّض: إجابةٌ صحيحة
فابتسمت قائلًا: أجل إجابة صحيحة, لكنّها ليست الإجابة المناسبة
فرفعتْ حاجبها الأيمن-كعادتي عندما اندهش-وقد أصبحت عادتها
فأخرجتُ ورقتها من جيبي ودسستُها في يدها
فتحتَها وقرأت في آخر الورقة:
وما حبُّ الديار شغفنَ قلبي
ولكن حبُّ من سكن الديارَ
فابتسمت ابتسامةَ رضا وقالت:
لا بأسَ أحيانًا ببعضِ تمنُّع الرجال..ثمّ أكملت:
هذه هي مرّتُك الأولى
ثمَّ اقتربت منّي أكثر حتى شعرتُ بحرارة أنفاسها الذكية على أذني وقالت:
واحدةٌ بواحدة, وبقيت لك واحدة.







  رد مع اقتباس