منذ /03-23-2021, 09:36 PM
|
#1 |
مشرف الابداعات الادبية سابقا
| أمّا عنك.. -أحلامنا قد تضيع في العمر مرة, أمّا نحن فنضيع في المرة عمرا-
نازعتني نفسي كثيرًا أن أكتب إليكِ قبل اليوم لتكون الكلمات شاهدةً على بداية عهدٍ جديد
لكن الفؤاد لم يأذن, فرجوته حتى أذن لبعض الكلمات أن تسقط من بين أصابعي تبحث عنك...أو عنّي.
هل حدّثتكِ قبلُ عن الفراق؟ ..أظنني لم أفعل.
هل أخبرتك كم من الوجع بكى يعقوب شوقًا إلى حبيبه؟
هل وصفت لكِ انقطاع السبل بينهما حتّى جفَ الماء من عينيه وسخر منه من فرّقوا بينهما؟
وهل حدّثتكِ عن قميص يوسف الذي وارى كل تلك المواجع التراب وأجرى الماء في عيني أبيه ورفع أبويه على العرش؟
لم يكن فراق اليوم بالأمر الجديد...فقد عايشناه مذ أول لقاء لنا حتى يظن الناظر إلينا أننا لم نلتقِ حتى نفترق
ونظن نحن أننا لم نفترق حتى نلتقي.
أمّا ما استُجدّ فأنّ الأمر وصل إلى مرحلةٍ جديدة وأن الفراق أصبح واجبا
وأن اللقاء اتخذ له اسمًا جديدا.
أمّا عن الأماني فهي كما هي, وأمّا عنك...فأنت ما زلتِ الأمنية.
وكما قال القائل:
وليست حياة المرء إلا أمانيا....إذا هي ضاعت فالحياة على الأثر
فكأنما قاله عنكِ بلساني
نعم أنتِ الأماني
ونعم نظن أن الأماني قد ضاعت...ولا أظن
ونعم يبقى لي منك الحياة على الأثر
لكن كيف لي أن أجد أثرك؟ كيف أقتفي أثرا هو كان يحييني؟
فقد قلتها لك مرارا وسأظل أقولها: أنت الحياة
قد لا تصدقين تلك الكلمات وترمينني بالخداع والكذب...وحق لك ذلك إن فعلت
فقد عاينتِ مني القسوة زمنا ليس بالقصير
لكنّي يا خليلة الروح قد ران على قلبي من أدران هذه الفانية الكثير والكثير
حتى حجب على القلب نوره وحياته وأظهر منه آثامه وقسوته.
عفوا..كان من الأولى ألا أذكرك بحديث يهيّج الأشجان في وقتٍ لا ينبغي لها ذلك
فقد وُلدتِ أنتِ لتبعثي الأفراح..فكل عام وأنت بالأفراح مكتسية
وكل عام سأتذكر.
التعديل الأخير تم بواسطة د/ عبد الله ; 03-24-2021 الساعة 08:34 AM |
| |