[ahmed 22]

انا من الناس اللي كانت بتحب تتفرج علي برنامج باسم يوسف جدا
ويمكن لحد كام يوم شفت ليه لقاء عاليوتيوب وكنت مستمتع الصراحة ..

تتفق او تختلف
الرجل صاحب كاريزما وتأثير ...
وعمري ما اقتنعت بادعاءات البعض
انه كان جزء من مؤامرة علي البلد والكلام ده ..
ده رأيي ومقتنع بيه .. لاني شايف انه ماضحكش عليا
هو قدم ليا دلايل بشكل كوميدي انا فعليا كنت مقتنع بيها ..
فتح ذهني لافاق اعلي من فكرة انك تعبد السلطة
في وقت كانت بتتشكل افكارنا ..
وفي وقت كان المجتمع افكاره مبنية علي افكار قديمة وصدئة محتاجة تتغير

شوف ...
لبعض الناس .. بداية الطرح ممكن تكون مزعجة ..
وممكن اصلا تجعل البعض يتجاهل بقية الطرح ويركز في اول كلمتين فيه
وهو انك ازاي تتكلم عن شخص هو في نظر كثيرين سبب رئيسي
انه يسقط نظام او جماعة ..
ووجود اشخاص مش علي هواهم حاليا

هو الرجل عامة مصدر اثارة للجذب والهري .. فعادي يعني
وده لوحده كفيل انه يثبت ليك مدي تأثيره ..
لانه قادر يبث فيك شعور انك تحبه او تكرهه لاسباب ممكن نتفق ونختلف عليها

ولكن ده مش هينفي ان الرجل ده من القلائل جدا اللي قدرو
يعملوا تأثير حقيقي بمعناه الحرفي والفعلي اخر كام عقد بشكل ما علي المجتمع ..

و ينطبق عليه كلمة ( مؤثر ) ... وهو مثال مقنع
قدر بضحكة يوصلك فكرة بشعور .. اقنعك وغمرك بيها .. عمل حركة ورواج في المجتمع ...
لان في وقت ما كان بيستني حلقته اكثر من 40 مليون شخص عاوزين يعرفوا بشغف
هو هيقول ايه عن الحدث الفلاني حتي لو معارض ليه .. في وقت كان متوتر و مليان احداث
لدرجة انه كان اكثر من كان تخشاه الانظمة السياسية الحاكمة ..

معلش برنامج كوميدي كان مصدر رعب لجماعة
ثم تم استئصاله من نظام الحكم الحالي لخوفهم من تأثيره علي الناس
في نقده للحكومة او السخرية منها ...
الموضوع جوانبه كتيرة عامة ... بس مش وقته ..

طيب .. شئنا ام ابينا ..نحن في زمن مؤثري السوشيال ميديا
تأثير من نوع تاني .. مرحلة ما بعد باسم يوسف
المرحلة اللي اصبحت السوشيال ميديا واليوتيوب بديل التليفزيون والصحافة
مرحلة لسا بتتشكل بعيوبها وميزاتها ... الشباب والاطفال هما اصحاب اليد العليا فيها

وبالتالي كما العادة وكما اي مجتمع مستهلك
لازم تاخد الجانب الأسوأ وتعيشه لفترة من الزمن حتي تستوعب الظاهرة
وتمتص الجانب السئ فيها ...
وبالتالي العيب الاكبر فيها ان جزء كبير من اطفالنا مغمور فيها لاسفل قدميه حاليا
معظمهم تحت تأثير من يطلقون علي انفسهم .. مؤثري السوشيال ميديا ...

شباب زي حالاتنا كدا من الاخر ... صيحة الفيس بوك واليوتيوب بقت فرصة ليهم
للارتقاء في حياتهم ... وهما استغلوها ... بس هي كمان استغلتهم ..
عشان انك تكون انسان عادي وتعيش مشهور في ظرف سنة ولا اتنين
دي مرحلة مش كل الناس مهيأة ليها .. ومع ذلك وفي زماننا
كل الناس عندها الفرصة انها تعيشها بأنها تعمل صيحة كدا في المجتمع
وتطلع للعلن في 30 ثانية تيك توك او فيديو يكون من نصيبه انه ينطلق علي اليوتيوب
ويعمل ضحة ويبقي ليك كيان ... ويكون قدرك انك يكون ليك متابعين بالملايين ..
في وقت انت مجرد شخص بينضج في الحياة ومطلوب منه يكون قدوة ومثل
طالما تبوء المكانة دي ...
هنا شخص عادي بقا مشهور تأثيره اكبر من لاعب كورة واكثر من مغني
لانه كله بيتأمل انه فيه فرصة انك ممكن تكون مكانه ..
الحلم هنا مش شرطه انك تمتلك موهبة كريستيانو او صوت ديماش

ماتبصش لنفسك حاليا يا من تخطيت الثلاثين عاما ..
انت خدت مرحلتك وانتهي جزء كبير من تشكيل شخصيتك في وقت الثورات ..
يمكن كان بيؤثر فيك خطاب زعامة او خطاب جماعة او فعل نظام
وقتك نضوجك وتشكيل افكارك كان مضطرب شويا ..
انت خدت التجربة واتشكلت افكارك بشكل ما
واصبحت ما انت عليه حاليا ...سواء رضيت علي نفسك او لم ترضي

ولكن الامر مختلف دلوقتي ...
لأن اطفال السوشيال ميديا من عمر 7 سنوات ل 18 سنة
من يؤثر فيهم هم شباب لا يتخطي اعمارهم برضه ال18 - 25 عام ولم يكتمل نضجهم بعد ..
البعض منهم واخد اليوتيوب اكل عيش زي قنوات الجيمنج وغيره ..
والبعض التاني واخد الفيس بوك مصدر لتجارة وبيزنس
وبالتالي يهمه انه يصنع جيوش متابعين يستثمر فيهم لجذب المعلنين
اكثر من انه يقدم شئ مفيد ..

و دي الظاهرة الاكثر رعبا من وجهة نظري ..
لان ييتصنع من خلال الاطفال اللي بيتم التأثير فيهم كيانات لاشخاص
هم فعليا اغلبهم مستغلين ليهم ... وبيلعبوا فقط لعبة السوشيال ميديا من سنين
وبقت جيوش السوشيال ميديا من الاطفال هي من تحكم الان الرأي العام ..
لانهم اصوات للاعلانات .... ولعبة للماركتينج ..

يمكن حاليا ماتحسش بيهم لأنهم عايشين في هوامش السوشيال ميديا
جماعات التعصب الكروي ... جماعات اللي بتعبد بعض اليوتيوبرز وبيخدوهم قدوة حياة ..
جماعات الموسيقي والفنانين ...

بس لو تابعت اي فيديو علي اليوتيوب وانا بكلم عربيا علي فكرة مش مصر بس
وتشوف مثلا لما يوتيوبر اصبح عنده مليون او 5 مليون متابع
وتشوف ازاي قادر انه يكون موجه للمتابعين بتوعه .. هتفهم قصدي ايه

وبالتالي لما يكون عندك كتلة من البشر قادر توجههم .. ده بيخليك زي محرك الدمي
بتنزع من الاطفال شخصيتهم .... لان اللغة اللي بتخاطبهم بيها في بعض الاوقات
بيكون فيها لغة اوامر اكتر بشكل مبطن ....
ودايما تلاقيه يقولك ادخل تابع الفيديو .. اعمل لايكات لفلان ..
ادخل روح صفحة فلان .. وقوله احنا جيش اليوتيوبر فلان عشان تثبت قوتنا ..

نرجع ونقول ان فيه عوالم في السوشيال ميديا واليوتيوب خاصة خفية عن ارض الواقع ..
شبه اطفال بتوجه اطفال ... ظاهرة صعبة .. بتختفي فيها القدوة الصحيحة ..
وانا مش بقصد بكلمة شبه اطفال اني اقلل لا قدر الله من رجولة شاب عنده 18 او 25 سنة

اقصد ان بعض الاشخاص ينقصهم النضج والتجربة اصبحوا فجأة مشهورين ومؤثرين واصحاب رأي
واصبحوا يمتلكون المال ... وبالتالي بقا معاهم تناقضات السنين في ارائهم
لان مش كله بيكون قادر يوجه الحاجات اللي اتخلقت دي في وقت قصير
وصنعت شهرة لشخص بشكل صحيح ..
وبيكون المتابعين اللي في النص متشبهين بالشخص ده اكثر منه متأثرين
متشبهين في طريقة لبسه وخروجه وكلامه وافكاره
ويكون عالمهم ضحية لافكاره وتوجيهاته لانهم بيكونوا منقادين وشبه عمي

البعض ممكن يشوف الكلام مبالغ فيه .. بس حقيقة الكلام ده اقل من الواقع بكتير
حتي ممكن اقولك ان الموضوع اكيد مش مقتصر علي مؤثري الشوسيال ميديا العاديين فقط ..
يعني عندك حتي ظواهر زي الكي بوب ... وهو نوع من انواع الموسيقي في كوريا
عمل غزو لعقول الشباب العرب .. واصبح من يمثلون الكي بوب من مغنيين
زي العياظ بالله الهة لبعض الشباب و كدا .. وقدوة ومثل واسلوب حياة ...
وليهم صفحات للفانزات علي الفيس بوك اسمائها اغرب من الغرابة .. تحسها عبادة فعلا
وبكرر التاني انا بكلم عن ظواهر تكتسح العالم العربي ككل مش مصر بس ..

الخلاصة احنا في صدد صناعة مجتمع تنقصه الهوية بشكل اكبر مما هو عليه
تنقصه مفهوم القيادة في شبابه واطفاله حاليا ..
للي اصبحوا تابعين اكثر منه اصحاب شخصية
وبالتالي التليفون اللي بيتساب في يد الاطفال ما بين 7 الي 18 سنة وفيه نت
بالتوكتوك بتاعه باليوتيوب بالفيس بوك بالانستجرام .. وهو بمثابة عالم موازي
يعيش فيه الاطفال حاليا طفولتهم مع اطفال اكبر منهم قليلا بيوجهوهم
وبيعيشوا في احلامهم
وبالتالي مفهوم مؤثري السوشيال ميديا بيخلق اجيال ينقصها العزم للتغيير
وبالتالي السقوط نحو الهاوية بشكل اكبر مما نحن فيه الان ..

من كام سنة كان جيلنا يطمح لجزء من التغيير
الجيل الحالي يتم امتصاص مصطلح التفكير منه .... وبالتالي لا تغيير ..