الموضوع: فيضان الحياة
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /10-13-2021, 07:55 AM   #1

بحر القمر

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي فيضان الحياة

متعة الحياة أحياناً أنها جميلة من المسافة إلى المسافة.

*************** المساءات المقمرة، تألفها وتنسجم معها مأسوراً دون أي مدى لهذا الانسجام.

تأخذك إلى الحلم من مكانك، حتى لتشعر أنه ينفذ الى روحك، ويستقر داخل أنفاسك.

ولكن هذه المتعة أحياناً تتحول إلى زمن كله جراح، والى لحظات مريرة تصافحها أينما ذهبت دون رحمة أو هوادة منها.

تهبط عليك دون استعداد ، تصبح قدرك ، ونبضك المتناغم مع كل ما يمكن الاصطدام به ، أو الركون إلى الحيرة داخله.

ومع الجمال والوجع وتداخل الأسئلة لماذا، وكيف؟ ومن؟ وأين؟

تظل صورة الحياة ناقصة دون أن تكتمل بالمبتدأ والخبر، وتظل أنت دائماً في مفترق طرق متنوعة قد تسأل كلما داهمتك لحظات البحث عن الأجوبة.

لماذا البعض دوماً يتمرغ في الفرح دون غيره؟

ولماذا البعض يستدعي التعاسة إن غادرت أحياناً إلى أمكنة أخرى لتقوم بواجب الزيارة؟

ولماذا هو بالتحديد ألف هذه التعاسة وتعاطى معها بمنطق أنه ولد تعيساً وسيعيش وسوف يموت أيضاً تعيساً؟

ولماذا إن داهمته أحياناً بشائر السعادة انتفض، وخاف وخانته شجاتته للالتحاق بركبها؟

لماذا يشعر دائماً أنه يواجه امتحاناً رهيباً إن انسكبت لحظة فرح على بابه؟ فيضطر إلى فتح فضاءات الهروب، وإغلاق الأبواب بقوة حتى لا يصاب بعدوى الفرح.

لم يستمتع يوماً بالحياة، ولم تحرضه رغم محاولتها، على إذابة مشاعر الألم الفارغ داخله.

حاولت ذات مرة ترميم الهدم الذي أوجده برغبته في غيابه، لكنه عاد مرة أخرى إلى تكسير كل دواخله، ليشعر أن الحياة اعتادت أن تقسو عليه، وتحاصره، وتغلبه.

تفيض الحياة أحياناً بأفراحها، كما تفيض أنهارها أحياناً بمواجعها وأحزانها.

لكن تظل هذه صورتها الحقيقية، وطرقها التي ينبغي أن نسلكها، ومستحيلها الذي سنظل نمسك به، ونضمّ أطرافه.

هي الحياة برموزها التي نقيس المسافة إليها كل يوم لنفك شفرتها ونقرأ حروفها، بكل اللغات، ونفترش تحت سمائها إن كانت صافية، أو ممطرة، أو مشمسة، ونحن نقف في أمكنتنا التي نختارها، ونرسم خطوطها.







  رد مع اقتباس