الموضوع: نقطة صوتـ ،،
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /11-25-2021, 12:52 AM   #1

بحر القمر

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي نقطة صوتـ ،،

اعتاد رائحة المستكة ، واللبان ، والبخور المغمور بالوهم ، فهذه جلسة خميسية قبل غروب الشمس ،،

يلاحظ تمتماتهم ، وتمايلهم المصطنع ، ويفهم أن هذا كله تمثيل ودجل ، فمشاعرهم باردة .. برودة زجاج المستشفى الكبير وسط البلد حيثُ يُلصق وجهه بالزجاج ليراقب الجالسين في الجهة المقابلة ، والذين تبدو عليهم عاهاتٍ ، لم يدرك لمَ هو معهم !

· رقم ( 65 ) .. منذ ثلاث سنوات ورقمهم في ترتيب الدخول ( 65 ) لم يذكر اسمه مرة واحدة .. ولم يسمع أسماء البشر في هذا الممر المزروع بالزجاج الكاتم .. فقط أرقام !

تدلف أمه من الباب وهي ممسكة بيده وتبدأ دون مقدمات بإعطاء الطبيب – نعم أعرف أنه طبيب ، لكنه من نوع خاص – ملخص الشهر ، وأعرف تفاصيل كلامها وحتى التفاصيل التي نستها ، لكنها للأسف ترى التفاصيل من زاوية أخرى غير التي أراها ، تُفسّر ( كل ) المشاهد بشكل غير طبيعي وغير منطقي ..

لا ينظر لي الطبيب ، ولا يلتفت حتى نحو جهتي ، حتى أني أحرّك يدي باتجاهه لأشعره بوجودي ، فتقفز أمي مشيرة إلي وتقول : هاه شوفت يا دكتور !

شاف إيه ؟ وماذا اكتشفت أمي في حركتي هذه من دليل لإثبات ما أنا فيه ؟

العالم كله يتحرّك نحوي باتجاهـ غير صحيح ، ابتسامات الناس السامجة ، ومسحة أيديهم على رأسي تشعرني بالقرف من المجاملات العابرة ..

أدركتُ منذ سنوات أنهم يتحدثون عني كثيراً ، ثم بدأ هذا الحديث يقلّ .. والآن يتجاهلون وجودي .. إلا أمّي !

فأنا قضيتها الكبرى ، وشغلها الشاغل .. لم تترك برّا ولا فاجراً إلا وزوّرتنا مكانه ، سواء كان في كهف أو مسجد أو حتى خرابة ، إلى أن أقنعها خالي المتأمرك بإعمال العقل والمنطق وترك حالتي – نعم حالتي – للطب والتجربة ، فبدأ مشوار الدكاترة ، ومن عيادة لمستشفى ..

كل هذا لأجل ماذا ؟

أنا إنسان عادي ، على الأقل أشعر أني عادي .. لكن دائرة البشر حوّلي تلفّ باتجاه، غير صحيح من ناحيتي ،

أقف أمام المرآة فلا أرَ فرقا بيني وبين بقية أقراني ..

أتحرك مثلهم ..

ورغم أني لم أدخل المدرسة ، لكني أدرك مثلهم .. وأفهم مثلهم ..

لماذا لم أدخل المدرسة !

كنتُ أتمنى أن يكون لي دفاتر وأقلام وكراريس .. مثل أخي ، أخي الذي سفّروه إلى بلدِ أخرى ليعيش بعيدا عني حتى لا تنتقل العدوى !

لما دخلتُ مرحلة البلوغ ، انتشر الخبر بسرعة ، وكأن بلوغي مرحلة تأريخية !!

وأصبحتُ خطراً حقيقياً على كل أنثى ، لذلك تلاشت من أمامي ومن حولي كل الإناث .. وفجأة لم أستطع النظر لبنت الجيران ، ولا حتى أختي المتزوجة !!

رغم سوء الأمور وضبابية الموقف ، وضياع الأسباب ..

كانت عجلة الحياة ماشية ..

حتى جاء ذاك اليوم الذي قررتُ فيه أن أتكلّم ، أعبّر عن رأيي فيما يحدث .. : انتو ليه تعملوا كذا ؟ أنا إنسان عادي .

تدرّبت على هذه الجملة فترة طويلة ، لم يكن تدريبي للنطق لكن للموقف ، لأني ولأول مرة سأبدأ معهم حديثاً ..

فأنا طوال 25 سنة مستمع ،

اغتنمت اجتماع العائلة الكريمة ، ووقفت بينهم .. وفعلا سألتهم : أنا شخص عادي ، انتو ليه تعاملوني وكأني مختلف ؟

أنا قلت هذه الجملة أم لم أقلها !

تغيرت كل خطوط الطول والعرض في حياتي .. فجأة لفّوني بشرشف ثقيل ، ووالدي يقرأ الفاتحة وينفخ ، وأمي انهارت ، ولم أشعر إلا ببرودة المكان فعلمتُ أني في المستشفى إياها .. أم زجاج ثخين ..

وقد أجمع الأطباء التسعة أن حالتي وصلت إلى مراحل ( صعبة ) ! ولابد من الحجر ، والتدخّل الكيميائي والعضوي والنفسي و .. الخ من قائمة الفزلكات الطبية .

وكانوا فعلا جادين في التدخلات إياها ..

وكلما حاولت ( التعبير ) كلما زادوا الجرعات .. وازداد الهلع في ملامح قسم الكونسولتو كلو ، حتى أنهم قرروا أن حالتي فريدة من نوعها .. فأصبحتُ بسبب – ندارة حالتي – أنموذجا مختبرياً لكل الوفود الطبية الزائرة ، هذا غير طلاب وطالبات الدكتوراه والماجستير ،

وللحقيقة كانوا محترمين معي جدا ، صحيح حذرين .. ويتواجدوا معي بصحبة حماية وحرس ! لكني وجدتها فرصة للتعرف على ملامح البشر .. وأصبحتُ أمارس هواية التعبير مع كل وجه ..

فكلما دخل عليّ وجه جديد .. أبدأ معه بتعبير أشعرُ أنه يناسبه ، فتختبص الغرفة بمن فيها ، والمختبر المجاور ، وتشتغل الأقلام تسجيلاً ، وأسمع هناك مشادّة بين الأطباء .. فهم منقسمون بين مؤيد ومعارض ، فهناك من يقول حرام عليكم تجعلوه كفأر المختبرات ، والآخرون يقولون في سبيل العلم كل شيء ممكن .. ويبدأ سيل الفلسفات والقيم والفتاوى ..

كل هذا لأني تكلّمت ،

أو بالأصح حاولتُ أوصل فكرتي للآخر ..

قد أكون فقدتُ جزءً من الحرية ، لكني عرفتُ أن لي صوتاً ، صحيح صوتي سبب البلاوي المتعاقبة .. لكنه صوتي ، ولم أطالب بشيء أكثر من معرفة سبب تعاملهم معي بشكل مختلف ،

كيف لو طالبتهم بقائمة الحقوق التي شرعها الله لي !

ماذا لو قلت أريد أتعلّم ، ألعب ، أتزوج ، … الخ

و .. ماذا لو اشتكيت ؟

لو صرخت وقلت : تعبت !

،،

،

الناس ينظرون إلينا من ثقب إبرة ، لا يرون إلا جزء متناهي في الصغر من شخصياتنا ، ولا يريدون أن يروا أصلا إلا هذا الجزء ..

،،

التعبير هو الوجه القبيح الذي يقلبهم علينا ..

،،

دائما التأخر في المواجهة والتعبير يعقّد الأمور ، ويقنع الآخرين أننا كما يظنون ،،،

،،

إذا سلّمت نفسك للآخرين .. ستكون في النهاية فأر أو قرد تجارب – حسب حجمك وقدراتك – !

،،

لا تتعوّد الصمت .. تكلّم مباشرة ، وأبدي رأيك ، .. نعم ، لا تكن متعجلاً فتندم .. لكن لا تسكت ..

،،

لا تظن دائما أن الخطأ في الآخرين ..

وأن من حولك لا يفهموك ..

فقد تكون أنت غير المفهوم ، ودورانك عكس دوران البشر ..

،،







  رد مع اقتباس