عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /11-30-2021, 04:38 AM   #2966

بحر القمر

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله وحدَه، صلى الله على مَن لاَّ نبيءَ بعدَه،
أما بعدُ:
فهذا المقال استجابة لطِلْبَةِ بعض إخواني أمثالي من طلبة العلم أن أخصص لشيخنا الإمام الهبطي منشوراً خاصاً أُبَيِّنُ فيه بعضَ المعلومات عنه، بعد أن كان المقالُ السابق الُمؤرَّخُ بتاريخ: 04 شوال 1440 هـ خاليا من هذه المعلومات،
فأقول وبالله التوفيق، وعليه التكلان:
الإمامُ الهبطي، هو: الشيخُ العلامة، الفقيهُ الأستاذُ المقرئ الكبير، النَّحْويُّ الفَرَضِيُّ الشهيرُ؛
الوليُّ الصالح، والعَلَمُ الواضح؛ أبو عبد الله؛ سيدي محمدُ بنُ أبي جُمْعَةَ الهِبْطِيُّ
– منسوبٌ لبلاد الهِبطِ (وهي مِن بلاد جبالة قرب قبائل غُمَارة بشمال المغرب الأقصى، فلعل نسبته لهذه الأماكن؛ نسبة أجداده، أو نسبة ولادته قبل انتقاله إلى فاس) – الصُّمَاتي (بلاد صماته من بلاد جبالة كذلك بشمال المغرب) الفاسي داراً وإقامة.
بها تلقى تكوينَه العلميَّ في شتى الفنون والعلوم، على مشايخ عصره، وأئمة بلدِه، قال في "سلوة الأنفاس" : (مقرئا عارفا بالقراءات، مرجوعاً إليه فيها).
وبعد أن أتقن القراءات والتجويد؛ تصدى للإقراء بمدينة فاس.
من تلاميذه:
ابنُ عدة الأندلسي.
والشيخ السنوسي.
توفي – رحمه الله –، سنة ثلاثين وتسعمائة (930هـ)، وقبرُه بطالعة فاس.
*** أنموذج من بعض أسانيده في القرآن الكريم:
وأكتفي بذكر سند في رواية ورشٍ
فَمِن شيوخ الإمام الهبطي: (ت 930)
ابنُ غازي المكناسي (919)، وشيخه الصُّغَيّر (887)، فقد أخذ عنهما،
وأخذ الشيخ الصغير
عن أبي العباس أحمد الفلالي
عن أبي عبد الله محمد الفخار
عن أبي العباس أحمد الزواوي (ت: 749).
عن أبي الحسن سليمان القرطبي (ت: 730).
عن أبي جعفر أحمد بن الزبير (ت: 708).
عن إسماعيل بن يحيى الشهير بالعطار (ت: 668).
عن القاضي أبي بكر (ت: 604).
عن عبد الله القيسي القرطبي (ت بعد: 540).
عن عبد الله بن عمر؛ الشهير بابن العرجا (ت: في حدود 500).
عن أبي العباس بن نفيس المصري، الأطرابلسي الأصل (ت: 453)
عن أبي عدي بن الفرج، المعروف بابن الإمام (ت: 381).
عن أبي بكر بن سيف (ت: 307)
عن أبي يعقوب الأزرق (ت: 240).
عن سيدنا عثمان بن سعيد ورش: (ت: 197)
عن إمامنا نافع المدني: (ت: 169)
عن الإمام أبي جعفر المدني (ت: 130)
عن سيدنا أبي هريرة – رضي الله هنه – (ت: 57)
عن كاتب الوحي؛ سيدنا زيد بن ثابت – رضي الله عنه- (ت: 45)
وقرأ زيدُ بن ثابتٍ على إمام المقرئين، وسيد المُجودين: أبي القاسم؛ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم؛ النبيءِ الاُمي، العربي القرشي: صلى الله عليه وسلم، وتفضل وتكرَّم.
وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمين الوحي جبريل عليه السلام.
والقرآن الكريم من عند الله جل جلاله، ولا إله غيرُه.
**** معلومات عن الوقوف المنسوبة إلى الإمام الهبطي:
قبلَ أن يقيد الإمام الهبطي هذه الوقوف؛ كانت الأمة المغربية قبل ذلك متبعة لوقوفٍ معينة،
فالإمامُ الهبطي وجد الأسباب الملائمة لتقييد وقوفه، ولم ينفرد بذلك وحده، بدليل وجود تقييد لوقف آخر لشيخه وشيخ شيخه: الإمام الصغير (ت: 887)، (مخطوط) فهذا يعني أن فكرة تقييد الوقف كانت قبل الإمام الهبطي – رحمه الله –
*** هل في الوقوف الهبطية ما هو قبيح؟
الجوابُ: لا،
قال الإمامُ عبدُ الواحد المارغني – رحمه الله - :
(واعلم أن أوقاف الشيخ الهبطي – رضي الله عنه – كلها مرضية؛ موافقةٌ جاريةٌ على قواعد فن القراءات ووقوفِه، وما تقتضيه العربيةُ وأصولها...).
*** هل هناك انتقادات على هذه الوقوف؟
الجوابُ: نعم.
وأشهر من انتَقد عليه؛ الشيخُ الـمُحَدِّثُ؛ عبدُ الله بن الصديق الغماري – رحمه الله – في رسالةٍ أسماها:
"منحة الرؤوف المعطي، ببيان ضعف وقوف الشيخ الهبطي"
حتى وصف شيخَنا الهبطيَّ بأنه لا يعرف النحوَ ولا الآجرومية!
غفر الله للشيخ الغماري تسرعَه، فلا شكَّ أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة بتاباً، وهذا لا يحتاج للاستدلال لَه؛
ولكن مع ذلك نقول:
أولا: لأن الشيخ الغماري مُحدِّثٌ، وليس مقرئا، فهو ليس من أهل الاختصاص، وقولُه لا يلزم.
ثانيا: الواقعُ على خلاف ذلك؛ فالمترجمون للإمام الهبطي يصفونه بالنحوي الكبير، فها هو صاحب سلوة الأنفاس يقول:
«المقرئ الكبير، النَّحْويُّ الفَرَضِيُّ الشهيرُ».
ثالثا: أن الشيخ الغماري لم يطلع على كتب الوقف والاِبتداء، وهذا ظاهر من انتقاداته الكثيرة، في رسالته المذكورة؛ إذْ لو اطلع عليها لما شنع على إمامنا الهبطي – رحمة الله عليهما –
رابعاً: أن كثيراً من الوقوف التي انتقدها عليه؛ سبقها إليها غيرُه، فليس هو مَن اخترعها.
فمنها:
*قوله تعالى مطلع سورة البقرة: (لا ريب)؛ قال أبو جعفر النحاس في كتابه: " القطع والائتناف" : (قال نافع: " (لا ريب) تمام" وهذ مهم؛ لأنه مروي عن إمام القراءة المدنية: نافع رضي الله عنه.
*الوقف على: (فلما أضاءت ما حوله) وصفه الزمخشري في "الكشاف" بأنه أبلغ.
*(هو الذي أنزل عليك الكتــب منه)، وهو التمام عند إمامنا نافع، كما أخبر النحاس.
ويؤيده أيضا قوله تعالى: (تنزيل الكتــب لا ريب فيه من رب العــلمين)
فالمنتقدون لهذه الوقفة يقولون: (معلوم أن الكتــب أُنزل من عند الله، فلم هذا التعسف والوقف على: (منه)؟
أمَا علموا أن هناك آيات تؤكد هذا الوقف؟ وهو مروي عن الإمام نافع أيضا؟
*الوقف على: (إسحــق)، من قوله تعالى: (ووهبنا له إسحـــق. ويعقوب نافلةً)؛
فالوقف على: (إســـحق) هو التمام عند إمامنا نافع والأخفش وأحمد بن موسى ، وحكاه أبو حاتم عن المفسرين.
وقال الحافظ أبو عمرو الداني: هو مروي عن نافع، قال: (ويبتدئ: (ويعقوب نافلة)، أي: وزدناه يعقوب نافلة، وهو ما يؤيده التفسير.
وأكفتي بهذه الأمثلة، وإلا فغيرها كثير، لكن المقام لا يتسع للتطويل...
لذا فكل الوقوف صحيحة، ولا يوجد فيها قبيحٌ، فلا تشوشن عليكم رسالة الشيخ الغماري – رحمه الله وجزاه عن الأمة الإسلامية خير الجزاء –
**** هل الوقوف الهبطية من السُّنَّة أم لا؟
اشتهر عند الناس قولهم: الوقوف السنية، والوقوف للمعاني،
وقولهم: (السنية) يفيد أن غيره ليس بسني، وهذا تشويش على الطلبة، لذلك يقولون: إذن: نتبع السنة ونترك غيرها! والصحيح أن كله سني، والوقفُ الهبطي أيضا سني،
وحجة القائلين بأن الوقف على رؤوس الآي سنة مطلقا حديثُ أم سلمة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ "الحمد لله رب العــلمين" ويقف، ثم "الرحمن الرحيم" ويقف.
وهذا ليس فيه دليلٌ على أن النبيءَ صلى الله عليه وسلم كان يلتزم بالوقف على رؤوس الآي، وذلك لما يلي:
قال في التبيان:
(قال بعض العلماء: " وفي الاِستدلال بهذا الحديث نظرٌ،
وذلك لأنه حديثٌ غريبٌ غيرُ متصل الإسناد،
رواه يحيى بن سعيد الأموي وغيره عن ابن جريج عن ابن مليكة عن أم سلمة،
والأصح ما رواه الليثُ عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مالك أنه سأل أم سلمة
عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاتِه، فقالت:
"ما لكم وصلاته؟ ثم نعتت قراءته مفسرة حرفا حرفا" ذكر ذلك الترميذي.
ومن تفسيرات العلماء لقولها رضي الله عنها: (مفسرة حرفا حرفا)، أي: أنه كان يتبع المعاني في وقوفه، فلا يقف على المعاني القبيحة، وهذا الحديث يدل على أنه لم يكن يقف على رؤوس الآي، بل على المعاني.
وجَمَع العلماءُ بين هذين الحديثين بقولهم:
(حينما كان الناس في حاجة إلى بيان الآيات؛ حَسُن الوقف على رءوس الآي، ولو لم يتم المعنى، وحينما كان الناسُ في غنىً عن معرفة رءوس الآي لم يحسن الوقفُ إلا حيث يتم المعنى).
وقال الزركشي في " البرهان " :
(سبب اختلاف السلف في عدد الآي: أن النبيءَ صلى الله عليه وسلم – كان يقفُ على رؤوس الآي للتوقيف، فإذا عُلِمَ محلها وصل للتمام).
فاستنباطا من هذين الحديثين الشرفين؛ يمكن القول أنَّ الوقف على رؤوس الآي سنة، وكذلك اتباعُ المعاني سنة؛
لأن الأمرين معاً ثبتا عن النبيءِ صلى الله عليه وسلم،
فالقولُ: بأن الوقف على رءوس الآي سنة، وغيره ليس كذلك: تحجيرٌ للواسع، ورد للآثار بلا مستند.
ثم انظروا إلى قبح المعنى لو وقفنا على رأس هذه الآية مثلا في قوله تعالى:
(ألا إنهم من إفكهم ليقولون) هذه رأس آية 151 من سورة "الصافات" فالقائلون بسنية الوقف على رءوس الآي مطلقا؛ يجوز الوقف عندهم على: (ليقولون) والبدء بـ: (ولد الله وإنهم لكـذبون)
وهذا – على مذهبهم - يسمونه بدءا قبيحاً إذا لم يكن رأس آية، ويسمونه سُنَّةً إذا كان رأس آية !!!
وبناءً على ما ذُكِر؛ فإنَّ وقوف إمامنا الهبطي سنةٌ، لأنه ثبت أن النبيء صلى الله عليه وسلم وصل لإتمام المعاني.
ووقوفُ الإمام الهبطي - رحمه الله - : كثيرٌ منها مروي عن إمامنا نافع، وهو: إمامُ السنة في القراءة المدنية، قال إمامنا مالك – رضي الله عنه - : (قراءةُ نافع سنة)، فنتج لدينا أن وقف الإمام الهبطي سنة كذلك..
**** تتميما للمقال:
هل التزم المغاربةُ بهذه الوقوف في كل القراءات؟
الجوابُ: لا؛ لأن هذه الوقوف مبنية على المقرإ النافعي وما وافقه.
والمغاربةُ خالفوا وقوفه إذا اقتضى ذلك،
وهذه المخالفةُ إما: وصلُ ما وقف عليه، أو الوقفُ على ما وصله،
وإليك ثلاثة أمثلة من كل القسمين:
أمثلة القسم الأول، وهو: ما وصله المغاربة ووقف عليه الهبطي في المقرإ النافعي.
أ ـ قوله تعالى في سورة آل عمران: (شهد الله أنه لا إله إلا هو...) وصل المغاربة هذا المقطع كله إلىى: (الإسلام)، على قراءة الكسائي، لأنه يقرأ (إن) بالفتح، هكذا: (أنَّ) وفي قراءة نافع نقف على: (بالقسط)، و (لا إله إلا هو)، و (الحكيم).
ب ـ وقف الهبطي على كلمة (كن) باطراد حيث وردت؛ لأن قراءة: (فيكونُ) بالرفع على المقرإ النافعي ومَن وافقه،
ووصلة المغاربة إذا قرأوه للشامي، لأنه يقرأ بنصب: (فيكونَ)، في مواضع؛ فنميز بين قراءة الشامي فيها بالوصل، وبين وقراءة الجماعة بالوقف.
وكذلك للكسائي في موضعي النحل ويس، لأنه يوافق الشامي على النصب.
ج ــ وقف الهبطي في سورة البروج على (ذو العرش)، والبدءُ بـ: (المجيدُ فعال لما يريد)،
وقرأه المغاربة بالوصل على قراءة حمزة والكسائي؛ لأنهما يقرآن: بجر (المجيدِ).
أمثلة القسم الثاني، وهو: ما وقف عليه المغاربة ووصله الهبطي في المقرإ النافعي.
أ ـ وصل الهبطي كلمة (وأمنا) بـ (واتخَذوا) لأن نافعا يقرأ بفتح الخاء، ووافقه الشاميُّ، وقرأت الجماعة بكسر الخاء: (واتخِذوا)، فعلى قراءتهم يوقف على: (وأمنا). ثم نبتدئ: (واتخِذوا... ).
ب ـ في أواخر سورة "المومنون" الوصلُ للهبطي في: (إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون). وقرأه حمزة والكسائي بالكسر، هكذا: (إنهم) فعلى قراءتهما يوقف على: (صبروا)، ويُبتدأ بـ (إنهم).
ج ــ في سورة الطور، قوله تعالى: (إنا كنا من قبل ندعوه أنه هو البر الرحيم) قرأ نافع والكسائي بفتح: (أنه) لذلك وصله الهبطي، لأنه على المقرإ النافعي كما سبق،
وعلى قراءة غيرهما نقف على: (ندعوه)، ونبتدئ: (إنه هو البر الرحيم) بكسر همزة (إنه).
وهذا مطرد في كل القراءات، وجرى عليه عمل المغاربة قديما، والتزموا به حفظا، وهو مدون في الرمزيات والرسميات،
فإذا قلت – مثلا - لمن حفظ القراءات بالطريقة المغربية: اقرأ لعاصم: ( وإذ جعلنا البت مثابة ... ) فإنه - سليقة - سيقف على: (وأمنا)، لأنه كذلك حفظها.
وقل مثل هذا باقي الأمثلة المذكورة...
فتعين من هذا كله:
-أن الإمام الهبطي إمام لغوي ونحوي كبير.
-أن المنتقدين لوقوفه ليسوا من أهل الذوق السليم، لأن في هذه الوقوف فوائد جميلة تتعلق باللغة والنحو.
-أن معرفتها يجعلك تعرف كيف تقف لنافع أو غيره من القراء.
لذا؛ فنصيحة محب:
لا تتبعوا: "قال فلان وقال علان"، وخذوا العلم من مصدره، واعرفوا لعلماء الأمة حقهم وفضلهم، وترحموا عليهم وعلى شيخنا الهبطي رضي الله عنهم أجمعين،
واللهَ أسأل أن يكون هذا المقال خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به طلاب علم القراءات، وخاصة من يشتغل على هذا العلم في البلدان المغاربية،
ورجاءً مَن يطلع عليه: أن يتذكرنا بدعوة خالصة.
والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
وكتبَ هذا المقالَ؛ الطالبُ: الصبحي العُمَري،
ليلة العاشر من ذي القعدة الحرام، عام: 1440 هـ،
بالرباط / عاصمة المغرب الأقصى – حرَسه الله -







  رد مع اقتباس