أتى الأعشى الأسودَ العَنْسي وقد امتدَحَهُ فاستبطأ جائزَته.
فقال الأسوَدْ: ليس عندنا عينٌ, ولكن نُعطيك عَرَضاً, فأعطاه بخمسِمائة مثقال دُهناً, وبخمسمائةٍ حُلَلاً وعَنْبَراً.
فلما مرَّ ببلاد بني عامر, خافَهُم على ما مَعَه, فأتى عَلْقَمةَ بن عُلاثَة فقال له: أجِرني.
فقال: أجرتُكَ.
قال: تُجيرني من الجن والإنس ؟
قال: نعم !
قال: ومن الموت ؟
فقال: لا
فأتى عامرَ بن الطُّفيل, فقال: أجرني
قال: أجرتُك.
قال: من الجنِّ والإنس ؟ قال: نعم !
قال: ومن الموت ؟ قال: نعم !
قال: وكيف تُجيرُني من الموت !؟
قال: إنْ متَّ وأنتَ في جِواري, بعثتُ إلى أهلك الدِيّة.
فقال: الآن علمتُ أنّك أجرتني من الموت.
ثمّ مدح عامراً وهجا عَلقمة, فقال علقمة: لو علمت الذي أراد كنتُ أعطيتُه إياه.
|