عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /11-30-2021, 04:41 PM   #3090

بحر القمر

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

( بناءا علي طلب عضو من الاعضاء الكرام )
الكيمياء في مصر القديمة
كان المصريون القدماء يسمون الكيمياء بـ ( سر الكهنة) و(صناعة تحوت)، وتحوت هو إله المعرفة والكتابة والأسرار (تحوتي، توت، جحوتي). وهو الذي يقال عنه بأنه مؤلف الكتب والبرديات الخاصة بالعلوم الإلهية.
أما (سر الكهنة) فكان المقصود منه أسرار تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهباً وفضة، وتحضير إكسير الحياة.
مراحل تطور علم الكيمياء والمعادن عبر تاريخ الفراعنة
اكتشفت حقائق علوم الكيماء الحيوية, الميتالورجيا وتشكيل المعادن, الأحجار الكريمة, مصادر الثروات المعدنية من الذهب والفضة والنحاس عند المصريين القدماء بـالحضارة الفرعونية .
ارتبطت كلمة كيمياء باسم مصر، فقد جاءت هذه الكلمة من (كيمت) أو (كيم) أو (كمت kemt) و(كيميا chemia)، وهو أحد أسماء مصر القديمة الذي يعني الأرض السوداء وهي تربة وادي النيل المشبعة بالمعادن التي تعطيها هذا اللون الداكن.
ومعروف أن كلمة كمت وكلمة كبت (الأرض، جدار بتاح) هما أصل كلمة قبط التي أصبحت جذراً لاسم مصر في اللغات الأجنبية (إيجبت Egypt).. أما اسم (خيمياء) فهو الاسم العربي للكيمياء والتي ظلت مرتبطة بالمناخ السحري.
المحتوى
الكيمياء في مصر القديمة:
كان المصريون القدماء يسمون الكيمياء بـ ( سر الكهنة) و(صناعة تحوت)، وتحوت هو إله المعرفة والكتابة والأسرار (تحوتي، توت، جحوتي). وهو الذي يقال عنه بأنه مؤلف الكتب والبرديات الخاصة بالعلوم الإلهية. أما (سر الكهنة) فكان المقصود منه أسرار تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهباً وفضة، وتحضير إكسير الحياة.
ونرى أن سومر كانت قد عرفت الكيمياء وأسرارها قبل الطوفان على يد (إينميدر أنا) وهو أحد ملوك ما قبل الطوفان والذي يشكل الجذر الأساس لما عرف، فيما بعد.
بـ (هرمس) ونرى أن شخصية هرمس هذه حملت معها الكيمياء إلى كل العالم القديم المعروف آنذاك ومنها مصر، وستكون هناك علاقة وثيقة جداً بين الإله السومري (توت) والإله المصري (تحوت) وهذان بالهرم وبهرمس، وسينتقل هرمس إلى بلاد الإغريق ويسمى هناك باسمه وتحت غطاء الكوكب (عطارد) الذي له اسم خفي هو (أطر سمين) ومن هرمس سيظهر هرمس مثلث العظمة الذي تدور حوله الأساطير الكثيرة.
هذه الأفكار وغيرها ستتناسل في بيئة الشرق المتوسطي القديم وتنتعش أكثر في تاريخه الوسيط (اليهودي والمسيحي والإسلامي).
لا يمكننا الفصل بين الكيمياء العلمية الدنيوية والخيمياء السحرية الدينية، ليس في مصر القديمة فقط، بل في كل الحضارات القديمة؛ فقد انقسمت العلوم كلها إلى علوم دينية وعلوم دنيوية دون فصل حاد بينهما واندمجا كلياً في التاريخ الوسيط مع سيادة الحضارات الدينية الشمولية.
الكيمياء المصرية Alchemy هي الأساس:
وهي نوع من العلوم الباطنية وهي التي تسمى بـ (سر الكهنة) و(صناعة تحوت) وهدفها التحويل، تحويل كل شيء إلى شيء آخر مضاد له، مثل تحويل المعادن إلى ذهب أو تحويل الموت إلى خلود، وتحويل النفس إلى روح وتحويل المجتمع من الرذيلة إلى الفضيلة وكانت عملية التحول تمر بثلاثة ألوان أو أربعة هي (الأسود رمز التحلل، والأبيض رمز التطهر، والأصفر رمز الروحية، والأحمر رمز الخلود والرفعة).
كان أساس الخيمياء، في مصر، هو كتاب غامض ينسب للإله تحوت اسمه (ألواح الزمرد) واسمه الفرعي (كما فوق كما تحت)، وكان هذا الكتاب يسعى للتحويل في كل شيء ليصل إلى أهم أشكال التحويل وهو تحويل الوعي الإنساني من الوعي المادي إلى الوعي الكوني الروحي. ولذلك يمكن القول إن الخيمياء هي علم شامل أبعد من مرادفه العلمي (الكيمياء)، فهي تسعى لتحويلات كبرى وشاملة في كل حياة البشر.
يتأكد هذا لدينا إذا عرفنا من نصوص معبد أدفو أن تحوت مسؤول عن كل صروح الحضارة من معابد وأهرام مقدسة كانت تربط بين عالمي الطبيعية وما بعدها عن طريق الفلك والتنجيم وجعل الأرض صورة من السماء أو حث الأرض لكي تكون صورة من السماء، وهو ما جاء في (متون هرمس) من أن (مصر هي صورة من السماء).
كان الهرم هو رمز الخيمياء الأشمل ورمز تحوت وهرمس فهو الذي يتضمن فكرة ربط السماء بالأرض لأنه أشبه بالمحطة الكونية وصورة لخارطة السماء على الأرض.
كانت الخيمياء تربط الآلهة بالكواكب وترصد تأثير الكواكب (الآلهة) علينا؛ فلكل إله كبير كوكب أو نجم، حيث إيزيس هي نجم الشعرى (سيريوس) وأوزوريس هو مجموعة أوريون وست هو نجم ليبوس وهكذا. ارتبطت الخيمياء بالسحر والعرافة والتنجيم من جهة، ولكنها كانت نواة العلوم الحقيقية من جهة أخرى.
علوم الكيمياء الحيوية في الحضارة الفرعونية:
ذكر الباحث وسيم السيسي في المؤتمر القومي العاشر للكيمياء الحيوية والبايولوجيا الجزيئية ضمن بحثه الموسوم (الكيمياء الحيوية في مصر القديمة)، أن هنالك مجموعة من المنجزات المهمة لمصر في هذا المجال وهي بإيجاز:
معرفة الحمل عند المرأة عن طريق وضع بول المرأة المشبه بحملها على سنابل القمح والشعير وحصول متغيرات معينة فيه، وقد ظلت هذه الطريقة مستخدمة في أوروبا حتى القرن الثامن عشر وقام علماء مصريون معاصرون بإعادة هذه التجربة وأثبتوا صحتها.
معرفة سبب عقم النساء بزيوت الثوم الطيارة، حين كانت توضع بعض فصوص الثوم مهبلياً، ثم بعد 8 ساعات يشم الطبيب رائحة تنفس المرأة فإن كانت أنابيب فالوب سليمة ظهرت رائحة الثوم، وإن كانت مسدودة لا تظهر رائحة الثوم.
كان الأطباء المصريون القدماء يخيطون الجروح في الساعات الست الأولى وبعد ذلك كانوا يضعون العسل الأبيض أو لباب خبز الشعير المتعفن (لقتل البكتيريا)، ولعل هذا العفن هو عفن فطر البنسلين الذي اكتشفه الكسندر فلمنج عام 1928.
استخدام الخس للنشاط الجنسي، وقد كان الخس يرافق إله الخصوبة (مين)، ولا شك أن كلمة (مني) العربية جاءت من هذا المصدر، والمعروف أن الخس يحتوي على فيتامين E الذي يعمل على التنشيط الجنسي.
استخدام كبد الثور لعلاج العشى الليلي وفقر الدم، وتفسير ذلك لأن كبد الثور يحتوي على فيتامين B12 وفيتامين A.
ويمكننا إضافة ممجزات أخرى في هذا المجال، هي:
كانت مساحيق العيون للملكات المصريات مثل (نفرتيتي) تحتوي على مركب رصاصي مصنوع يساعد في علاج بعض أمراض العيون أو الوقاية منها.
كانت كيمياء التحنيط تدل على معرفة عميقة بالكيمياء الحيوية حيث “ينقعون الجسد في حمام من النطرون (ملح الصوديوم والأمونيوم والسيليكون والأوكسجين) لمدة 70 يوماً. وتقتل هذه العملية البكتيريا في المستقبل أن تجد موقعاً مناسبا لها. كانوا يقومون بعد ذلك بلف الجسد بأشرطة من القماش مكسوة بالصمغ ثم يدفنون الجثة في قبر محكم الإغلاق، معزول عن الرطوبة المفسدة والهواء. ولذ تمثل العملية غموضاً أكثر من عملية تمليح اللحم.
الكيمياء في مصر القديمة الصناعية عند الفراعنة:
في كيمياء الألوان والأصباغ التي كانت تستخدم في تلوين الرسومات المصرية في الجدران والبرديات، كان المصريون يستخدمون لون التركواز الأزرق الذي يسمى (الأزرق المصري) وهو الذي أكسب الرسومات خصوصية لونية وأعطاها ثباتاً لونياً طويل الأمد، وهو مركبات وأكاسيد كانت تلصق في السطح المراد تلوينه عن طريق زلال البيض أو الصمغ أو الغراء الحيواني.
في كيمياء العطور حضر المصريون عطورهم من الأزهار ومن شجرتي اللبان والتربنتينا اللتين تنبتان على شواطئ البحر الأحمر، وكانوا يستخلصون العطور والمراهم العطرية والجلدية في مصانع صغيرة لأغراض دنيوية حيث يميزون بين عطور أخرى للآلهة التي كان بعضها يمتلك عطراً خاصاً، وكانت بعض المعابد تحتوي على غرف خاصة لتحضير العطور مثل معبد أدفو، وجدران تلك الغرف توضح بنقوشها كينونة تحضير المركبات العطرية التي قد تحتاج إلى فترات طويلة تصل إلى نصف سنة. وكانت العطور مهمة جداً في اغراض الزينة لسيدات القصر الملكي وللفرعون وزوجاته، بل ولطبقة الحكام وعامة الناس.
كانت العطور تحضر في لوح كبير من ورق البردي وتنقع لأيام ثم تعصر من قبل نساء بلف هذا البردي وعصرها لتجمع في أوان خزفية وتستعمل لأغراض دنيوية وجمالية. أما العطور التي تصنع عن طريق حرقها في إناء فخاري والاستفادة من بخورها أو سائلها، فكانت تستخدم لأغراض دينية مثل مسح تماثيل الآلهة ومعابدها، وجنائزية مثل مسح جسد الميت وإطلاقها في جنازته، وقربانية وليس لأغراض دنيوية.
النباتات المستخدمة في إنتاج العطور هي النبوت الأحمر، الحناء، القرفة. أما الأزهار فهي آيريس، اللوز المر، الزنابق، المر. وهناك عطور من أصل حيواني كالمسك. وقد كشف عن إناء من الألبستير كانت توضع فيه الزيوت العطرية للملك توت عنخ آمون. والإناء عبارة عن سفينة أو مركب مقدمته على شكل الغزال البري وتركبه زوجة الملك وترتدي باروكة وتمسك بيدها اليسرى بوقاً (رمز الخلود)، واستخدم النحات اللون الأخضر الذهبي.
صناعة الخزف والقيشاني كانت تتضمن خلطاً كيميائياً لمادة حجر الكوارتز وصهراً لها مع الرمل السلكوني ثم إضافة النطرون والمواد الزجاجية، وكانت تشير إلى مجموعة من العمليات الدقيقة التي جاءت من تجربة طويلة في هذا المجال.
كيمياء الزجاج هي الأخرى تحتاج إلى إذابة الرمل السلكوني ورمل الكوارتز والنطرون والرماد والألوان.
كيمياء الألوان الصناعية كانت تتعامل مع خامات ثابتة مثل:
اللون الأسود: مركبات النحاس والمنجنيز أو الحديد
اللون الأزرق: مركبات الكوبالت أو الحديد والنحاس
اللون الأخضر: مركبات النحاس أو الحديد
اللون الأحمر: أوكسيد النحاس الأحمر
اللون الأبيض: أوكسيد القصدير
اللون الأصفر: أوكسيد الرصاص
الصناعات الغذائية الكحولية كانت هي البيرة (الجعة) والنبيذ، وكانت البيرة تعتمد على تخمير الشعير أما النبيذ فكان يعتمد على تخمير أنواع من الفواكه أهمها العنب ونبيذ جمار النخيل الذي كان يستخدم للتحنيط ونبيذ البلح وهو العرق غير المقطر، ونبيذ ثمار المخيط وربما نبيذ الرمان والتين.
الصناعات الغذائية غير الكحولية كالسكر وسكر القصب والشهد (العسل) وعصير البلح وعصير العنب وغيرها. وصناعات اللبن والزبد والجبن وغيرها.
العقاقير والأدوية وسنبحثها مفصلاً في موضوع الطب والصيدلة.
كيمياء المعادن والتعدين، وهي أكبر أنواع الكيمياء وأساسها، وقد شرحناها في فقرات سابقة وسنفصل فيها هنا.
الكيمياء في مصر القديمة – علوم الميتالورجيا (تشكيل المعادن):
الذهب: رافقت الآثار المصرية كميات هائلة من الذهب الذي كان يستعمل لأغراض كثيرة، وكانت الكتابات المصرية تصنفه إلى أربعة أو أكثر وهي (الذهب، الذهب الطيب، ذهب الجبل، الذهب التقي).
“وربما كان ملك مصر أغنى ملوك بلاد الشرق بالذهب (إنه جبل ذهبي يضيء المملكة كلها، مثل إله الأفق) وعندما استولى أهل طيبة على مناجم الصحراء، صار معبد آمون المزدهر مصرفاً حقيقياً. كانت مصر وبلاد النوبة هما البلاد المنتجة للذهب.
وكان الكوارتز المحمل بالذهب وفيراً في قلب الجبال الشرقية والجنوبية الشرقة فيكسر الصخر ويغسل، ويجمع الذهب تبراً في أكياس من الجلد، ثم يصهر ويحول إلى قوالب بشكل متوازي المستطيلات أو حلقات.
بالإضافة إلى مناجم الذهب المصرية كانت النوبة مصدراً للذهب وكذلك أثيوبيا وبلاد بونت، وبلاد الشام أيام الدولة الحديثة.
معدن الذهب في الحضارة المصرية الفرعونية:
كان الذهب غاية الكيمياء، ولهذا كان رمز الخلود عند المصريين ولذلك ارتبط بالملوك والفراعنة، وهناك من يقدر أن وزن ما استخرج من أرض مصر كان 3500 طناً من الذهب على مدى ثلاثين أسرة ملكية في تاريخها القديم.
ولذلك يعتبر المراقبون أن الفراعنة استنزفوا مناجم الذهب المصرية وخصوصاً الصحراوية منها، وهناك من يقدر عدد مناجم الذهب التي استثمرت في ذلك الوقت بمئة منجم وأن الذهب كان موجوداً في ثلاثة أشكال أساسية وهي المرافقة للصخور (الماخية) وفوق الماخية والبركانية والتي ينتزع منها الذهب ويعاد ترسيبه في شكل عروق (المرو) التي تحمل الذهب بين هذه الصخور.
كان الذهب يسمى في اللغة المصرية نوب Nwb وكان مرتبطاً بالشمس بسبب علاقتهما باللون الأصفر. وتحود الكلمة إلى نوبيا التي هي أكبر مناطق الذهب آنذاك. كانت مناطق النوبة وقفط ووادي جضامي وإرديا وإداهت وسملة ووادي حمامة وأبو جريدة مصادر للذهب.
أما أهم مناطق الذهب في الصحراء الشرقية فهي مناجم وادي الحمامات (بردية تورين) ووادي السد (8 كيلومتر من وادي عطا الله) ووادي الفواخير (أربعة كيلومترات من محجر بخن)، ووادي عباد قرب البحر الأحمر عند معبد الرديسية ومنجم دونجاش شمال شرق ساموت ومناجم وادي الهودي ووادي العلاقي.
أما في النوبة فقد أشارت نقوش على معبد الأقصر من عصر رمسيس الثاني إلى أماكنها من الجنوب إلى الشمال وهي: عروش الأمين (جبل برقل)، جبل عمو (بين صوليا وكرما)، جبل كوش (قربا سملة)، صحراء تاستي (منطقة واوات)، جبل ختتي حن نفر(النوبة السفلى)، الجبل المطهر (وادي الحمامات)، جبل إدفو (مناجم وادي عباد)، جبل قفط (شمال وادي الحمامات).
وهناك مناجم على الطريق بين مرسى جواسيس باتجاه داخل وديان سمله وجضامي. وفي واحد من المناجم القريبة من أبولينوبوليس عثر على خارطة من البردي يعود زمنها للقرن الرابع عشر قبل الميلاد تحمل أسماء مناجم الذهب شرق النيل. وهناك آثار لحوالي 1300 منزل لعمال المناجم في وادي الفواخير عند منتصف الطريق بين كبتوس والبحر الأحمو.
وفي معبد رمسيس الثالث في مدينة هابو، هناك نقوش لثماني حقائب كبيرة، سبع منها تحتوي على الذهب كانت عبارة عن قطع قماش تحتوي حبوب الذهب المغسولة وتعلق هذه القطعة من الجانبين وتعصر.
ربما كان رمز الذهب هو الشكل الذي يمثله الفرن أو قطعة القماش والذي أصبح رمزاً لها ثور الحارس على الوديان الشرقية للذهب. وكان الذهب يستخرج بواسطة طريقتين هما:
مناجم الذهب التي تحتوي الذهب داخل جبال حجرية ويسمى ذهب الجبل (نوب -إن -ست)
الذهب المخلوط بالرمل على سواحل الأنهار مع الغرين ويسمى ذهب النهر (نوب-إن-مو).
الكيمياء في مصر القديمة – معدن الفضة عند الفراعنة:
اكتشفت الفضة في مصر منذ ما قبل عصر الأسرات، وظهرت في ثقافة نقادة الثانية (3300-3900) ق.م في مواقع العمرة وجزرة والمعاني وحلوان؛ حيث استخدمت مع معدني النحاس والذهب في الحلي وصناعة الأواني. ومناجم الفضة في مصر قليلة، ولذلك كانت تستورد من خارج مصر وخصوصاً من غربا آسيا. ولم يعرف تعدين الفضة في مصر لندرتها، حيث كانت تعتبر أنفس من الذهب لهذا السبب، وقد عثر على بعض الأدوات المصنوعة من الفضة في مقبرة الملكة (حتب حرس).
نضيف هنا هذا الجدول بأهم المعادن في مصر القديمة وأسمائها ورموزها:
الذهب الأبيض (الألكتروم):
مزيج من الذهب والفضة، يكون إما طبيعياً أو صناعياً، وكان موجوداً في مصر بشكل طبيعي وقد استعمل كألواح رقيقة لتكسية جدران القصور والمعابد في عصر الدولة الحديثة.
وهو خليط من الذهب بنسبة %75 والفضة بنسبة %22 والنحاس بنسبة %3 وكان موجوداً في الطبيعة بنسب قريبة من هذه أو يصنع بها؛ وتستورده مصر القديمة من بلاد بونت (الصومال) وكان مطواعاً في صناعة الحلي وتكسية قطع الأثاث الخشبية والأبواب وقمم المسلات.
النحاس:
خامات النحاس هي الأوزويت والكرسوكولا والدهنج، كان النحاس أول المعادن المكتشفة والمستعملة في مصر فقد رافق عصر الكالكوليت (العصر الحجري النحاسي) في حدود 3400 ق.م. وظهرت مناطق أو مناجم النحاس عند الصحراء الشرقية بين النيل والبحر الأحمر. وكان النحاس يستخرج من وادي معارة وسرابيط الخادم.
النحاس الأصفر: وهو خليط من النحاس والزنك وجدت خاماته في مصر وعثر على حلي في مقابر بلاد النوبة مصنوعة منه في عصور متأخرة.
“كان خام النحاس يستخرج من طبقات الدهنج، حيث تقطع الطبقة التي تحتوي على معدن التحاس ثم تؤخذ تلك الطبقة وتسخن حتى تتحول إلى ذرات دقيقة كالتراب، بعد ذلك تخلط بكمية من الفحم ثم تشكل بهيئة كومة فوق سطح الأرض أو توضع في حفرة، ثم تشعل نار تجعل هذا الخليط يذوب.
وبعدها تترك حتى تبرد ثم تبدأ عملية فصل النحاس المذاب عن الرواسب ثم تقطع القطع النحاسية إلى أجزاء لتسهيل عملية حملها ونقلها.
ويشير العلماء إلى بقايا فرن كريم في سيناء يغلب الظن أنه كان يشبه غرفة مغلقة – ربما كان يستخدم لهذا الغرض – وبعد صهر المعدن ترفع مواد الاحتراق حتى يبرد المعدن ثم يكسر إلى قطع أصغر للاستعمال. ويشير الباحث فليدرز بتري إلى أن طريقة تشكيل النحاس بعد صهره ذلك بصبه في قوالب مفتوحة نحتت من قطع سميكة.
الكيمياء في مصر القديمة – الحديد:
اكتشف الحديد في مصر في وقت مبكر واستعمل بشكل محدود، ولكن استعماله الوافي حصل حوالي 800 ق.م، وكان اسمه معدن السماء (با – إن – بيت) وقد سمي الحديد بهذا الاسم نفسه في وادي الرافدين.
ظهرت أول آثار استخدام الحديد في عصر خوفو حيث عثر على آلة حديدية تعود لذلك العهد (في حدود 2800) ق.م. وكان يستخدم في صناعة التمائم والخرز والأبواب والشبابيك.
توجد خامات الحديد بكثرة في أراضي مصر، إلا أنها غير نقية حيث توجد بشكلين أحدهما بشكل بلورات من أوكسيد الحديد في الصخور البركانية والآخر على شكل تراب أو قطع شهب سماوية، إلا أن الأخير يوجد مخلوطاً مع معدن النيكل.
وتوجد خامات الحديد في الصحراء الشرقية وسيناء وفي منطقة المغرة قرب أسوان، ولم يستخدم المصريون القدماء الحديد بهيئته المعروفة كمعدن حيث لم يتعرفوا على طريقة استخلاصه من خاماته ولم يشع استخدامه إلا في العصور المتأخرة، ويعزي باحثون بطء استعماله إلى أن الحديد يحتاج إلى التسخين ثم يتشكل، على خلاف معدن التحاس الذي يتشكل وهو بارد.
الكوبالت: الذي كان يستخدم في تلوين الزجاج وفي الصقل.
الرصاص: عثر عليه في قبور ما قبل الأسرات؛ وعثر عليه مخلوطاً في فلزات الغالينا في جبل الرصاص قرب سواحل البحر الأحمر. وكان يستخدم في كحل العيون وصناعة التماثيل الصغيرة والخواتم والحلي والأواني المنزلية وثقالات شباك الصيد والحلقات والعقود.
الزئبق: عثر عليه في المقابر المصرية حوالي 1600 -1500 ق.م.
القصدير: غير موجود في مصر، وليس له منجم أو خامات أولية، والموجود منه مستورد من مناطق آسيا، وأقدم ما عثر عليه منه هو خاتم وزمزمية ماء في المقابر المصرية تعود للأسرة الثامنة عشرة.
البرونز (الشبه): وهو خليط من النحاس والقصدير وقليل من الرصاص، وكان اكتشافه متأخراً في مصر يصل إلى عصر الأسرة الثانية عشرة، وشاع في عصر الدولة الحديثة. ولكن المعلومات حوله ضئيلة جداً ولا دليل على أنه اكتشف في مصر أو اكتشفت خاماته.
وهناك أحجار أخرى أقل أهمية في الاستخدام مثل البرشيا، الدولميت، الظران (الصوان)، الجبس، الصخر البورفيري، وكلها لا تستخدم للبناء بل للصناعات الحجرية كالأواني والتوابيت والمسلات…إلخ.
الكيمياء في مصر القديمة – الأحجار الكريمة وشبه الكريمة:
وهي الأحجار الثمينة، وكانت تستخدم في الحلي والزينة وفي صنع التعاويذ والغرز والمجوهرات والجعارين وترصيع وتطعيم الصناديق والتوابيت.
من هذه الأحجار: العقيق، الجمشت، الزمرد المصري، حجر الدم، والخالكيدوني (العقيق الأبيض)، المرجان، العقيق (حجر سيلان)، اليشم، العقيق الأحمر واللازورد، الدهنج، حجر الزبرجد، الجزع (حجر الظفر)، اللؤلؤ، البلورات الصخرية، جزع عقيق، الفيروز، الفلسبار، الشب.
ولا بد من التذكير أن المصريين القدماء لم يعرفوا الماس ولا اللازورد ولا حجر الأوبال أو الياقوت الأحمر أو الأزرق، وقد ذكرت أحياناً على أنها كانت تأتي من الخارج كهدايا أو غنائم. وكان اللؤلؤ يستخرج من شواطئ البحر الأحمر ويستعمل على نطاق واسع في الحلي.
أتمنى ان ينال مقال الكيمياء في مصر القديمة الاعجاب والتعرف على اسرار الحضارة الفرعونية من خلال الموقع.
كتابة: تامر احمد عبد الفتاح، مصر
باحث في تاريخ الحضارة المصرية


























  رد مع اقتباس