حبس عمر الحطيئة، فجعل الحطيئة يستعطفه ويرسل إليه الأبيات، فمن ذلك قوله:
ماذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ زغبُ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ
فلم يلتفت إليه عمر، حتى أرسل إليه الحطيئة:
ألقيت كاسبَهم في قعر مُظلمة = فاغفر، عليك سلام الله يا عمر
إمامُ الذي من بعد صاحبه = ألقى إليك مقاليدَ النُّهي البشرُ
لم يؤثروك بها إذ قدّموك لها= لكن لأنفسهم كانت بك الأثرُ
فامنن على صبيةٍ بالرَّمْلِ مسكنُهم = بين الأباطح يغشاهم بها القدرُ
نفسي فداؤك كم بيني وبينَهُمُ = من عَرْضِ واديةٍ يعمى بها الخبرُ
قال عمر: فإياك والمقذع من القول
فقال الحطيئة: وما المقذع؟
قال عمر: أن تخاير بين الناس فتقول فلان خير من فلان وآل فلان خير من آل فلان؛
قال الحطيئة: فأنت والله أهجى مني.
ثم قال له عمر: والله لولا أن تكون سُنّة لقطعت لسانك.
فاشترى عمر منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم، وأخذ عليه عهداً ألا يهجو أحداً.
ولكن يقال أنه رجع للهجاء بعد استشهاد عمر بن الخطاب .
|