قال بعضهم : دعاني أحد الناس إلى منزله فقدم لي دجاجة ,فشربت من المرقة وجهدتُ أن أكل من اللحم فما قدرتُ لصلابته , وبتُ عنده فأعاده من الغد إلى القدر , وطرح عليه سكراً ,فعاد كالقديد ,فقدمه , وشربت من المرق , وجهدتُ أن آكل من اللحم فما قدرت لشدَّته , فبت عنده الليله الثانيه ,فلّما كان من الغد قال لغلامه :اطرح عن اللحم من المرق ليصير قليَّة (أي مقلي) , ففعل , ثمّ قدمه إليّ فشربت من المرق , وجهدت أن آكل من اللحم فما أقدر لقوته , فأخدت قطعة من اللحم ووضعتها إلى جهة القبلة لأصلي إليها , فقال :ماهذا الذي تصنع ؟ قلت :أشهد أنه لحم وليٍّ من أولياء الله تعالى ,فأنه قد أدخل إلى النار ثلاث دفعات فلم تفعل فيه شيئاً .
فلما أردت الانصراف إذ ببعض جيرانه يدق الباب ,فقال له : أعرني ذلك اللحم لضيف وافاني من الغد لأطبخه له وأرده إليك إن شاء الله تعالى ,فناوله إيّاه !
|