قديماً قال العرب "إن الأيام تتغير ولا يدوم حزن ولا سرور" .. فهاهي الحياة نتقلب جميعاً فيها بين حزن وسرور وبين أفراح وأطراح، وكلما كبرنا وتقدم بنا العمر تغيرت اهتماماتنا وتغيرت طريقة تناولنا لحل أزماتنا التي تجابهنا حيناً بعد حين فتتغير مواقفنا وتتغير أحوالنا وتنضج شخصيتنا يوماً بعد يوم لتهدأ النفس وتستقر وتعي الدرس جيداً لتدرك أنها لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً فيستقر بها الحال نهاية إلي طلب الهدوء والسكينة لا الشهرة ولا المال -وكل هذا طبيعي جداً- إلا أن ما يستوقفني وحتماً يصدمني هو إصرار البعض على أن يتخذ التفاهة منهجاً للحياة، فيمضي بين الناس متفاخراً بتفاهاته وسطحيته التي أعيت كل من حوله وسئمها كل من تعامل معه، بل تجده أيضاً مناظراً مفوهاً لبقاً محاضراً يعطي كل من حوله دروساً في فنون الأدب وفي علوم الحياة من واقع تجربته الفاشلة التي يريد أن يعمم نتائجها على الجميع وكأنها النفق الوحيد الذي يعبر بك إلي الطرف الآخر من الطريق ضارباً عرض الحائط بحق الآخرين في خوض التجربة بأساليب مختلفة من شأنها أن تؤدي إلي نتائج أيضاً مختلفة.. هؤلاء حتماً هم الفاسدون المفسدون الذين يؤرقهم نجاح الآخرين ... استعن بالله ولا تيأس ولا تأبه لهؤلاء ولا تكترث لثرثرتهم ولا تلقي بالاً لحديثهم عنك..فأنت أنت وهُم هُم!!!
|