لم يحزنني ألم ، ولم تبكيني خيبة ، كنتُ دائماً أقوى من أن يبعثرني موقف أو يسيطر عليَّ تفكير ، لكنني أعترف ، وأقولها بقوةٍ أمامَ الملَأ..
ما هزَّ ثقتي وأفقدني ثباتي ، وجعلني أتأرجح بين الشك واليقين الخيانة والغدر ، عجزت عن استيعاب عقلي يوماً لها ، رفضتها وبشدة لا اريد تصديق تلك الكلمة التي لمجرد سماعها أنهار ،وتخور قواي..خيانة الصديق ، الحبيب ، الزوج ، الرفيق..
كيف يستطيع المغدور استعادة ثقته بنفسه وبالآخرين ، لقد عجزت عن ترميم هيكلي ولملمة أجزائه ، أحببت الجميع من قلبي ، وأخلصت ،قدمت ما أملك وضحيت ، وقوبلت بطعنةٍ أوجعتني ، الخيانة جرحها عميق يتغلغل في الجسد وينهك البدن ويرهق العقل بالتفكير ، هي الجريمة التي لم يُنصف فيها المظلوم ، وحده من يدفع الثمن ، ثمن صدقه ومبالغته بحبه، هي الدرس الصعب الذي نتلقاه في حياتنا ويكون سبباً كبيراً في تغييرنا..
هو يغيّرنا للأسوأ، نحن الذين كانت قلوبنا مليئة بالحياة وأدتنا الخيانة فأصبحنا أجساداً متحركة ، نمضي حياتنا خائفين اقتراب أحدهم منا، نعجز عن البدء من جديد ، لا مساحات آمنة في صدورنا..جرح الخيانة يا صديقي جرحٌ متميّز بين الجروح ،لا يُضمد بسهولة ، يبقى ينزف كلما هبت رياح الذكريات واستيقظت لتذكيرنا به ، كأنها تصر على تنبيهنا بأن لا ننساه.
|