ولد سليمان بن مهران الكاهلي الأسدي بالولاء المشهور بالأعمش في سنة إحدى وستين للهجرة ونشأ بالكوفة ولقي بعض أصحاب النبي وروى الأحاديث وتصدر للإقراء ونشر العلم قال الجاحظ : "والذين بثوا العلم في الدنيا أربعة ، قتادة ، والزهري ، والأعمش ، والكلبي ".
وكان ضجرا عسر الخلق يعرفه الناس بذلك ويعرف ذلك من نفسه وكان تلاميذه يحتملون ذلك منه لما عنده من العلم وسمي الأعمش لعموشة عينيه ومن نوادره:
- قال سليمان الأعمش لابنه : اذهب فاشتر لنا حبلا يكون طوله ثلاثين ذراعا ، فقال : في عرض كم يا أبتي ؟ قال : في عرض مصيبتي فيك يا بني .
- جرى بينه وبين زوجته كلام ، وكان يأتيه رجل يقال له :أبو ليلى ، مكفوف فصيح ، يتكلم بالإعراب يتطلب الحديث من ، فقال : يا أبا ليلى، امرأتي نشزت عليّ ، وأنا أحب أن تدخل عليها فتخبرها مكاني من الناس وموضعي عندهم ، فدخل عليها ، وكانت من أجمل أهل الكوفة فقال : يا هنتاه ، إن الله قد أحسن قسمك ، هذا سيدنا وشيخنا ، عنه نأخذ أصل ديننا ، وحلالنا وحرامنا ، فلا يغرنك عموشة عينيه ، ولا حموشة ساقيه ، فغضب الأعمش وقال : يا أعمى يا خبيث أعمى الله قلبك كما أعمى عينيك ، قد أخبرتها بعيوبي كلها ، اخرج من بيتي.
- أتت ليلة الشك من رمضان ، فكثر الناس على الأعمش يسألونه عن الصوم ، فضجر ثم بعث إلى بيته في رمانة فشقها ، ووضعها بين يديه فكان إذا نظر إلى رجل قد أقبل يريد أن يسأله تناول حبة فأكلها ، فكفى الرجل السؤال ونفسه الرد
|