عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-11-2021, 08:51 PM   #4817

بحر القمر

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

(أنس)


[أنس]: الإِنْسُ، بالكَسْر: البَشَرُ، كالإِنْسَان، بالكَسْر أَيضًا، وإِنّما لم يَضْبطْهُمَا لشُهْرَتهما، الوَاحدُ إِنْسِيٌّ، بالكَسْر، وأَنَسيٌّ، بالتَّحْريك.
قال مُحَمَّدُ بنُ عَرَفَةَ الوَاسطيُّ: سُمِّيَ الإِنْسيُّونَ لأَنَّهُم يُؤْنَسُونَ؛ أَي يُرَوْنَ، وسُمِّيَ الجنُّ جِنًّا لأَنَّهُمْ مَجْنُونُونَ عن رُؤْيَة النّاس؛ أَي مُتَوارُونَ.
الجمع: أَنَاسِيُّ، ككُرْسيٍّ وكَرَاسِيَّ، وقيل: هو جمْعُ إِنْسَانٍ، كسِرْحانٍ وسَرَاحينَ، ولكنَّهُم أَبْدَلُوا الياءَ من النُّون، كما قَالُوا للأَرَانب: أَرَانِيّ، قالَهُ الفَرّاءُ، وقَرَأَ الكسَائيُّ ويَحْيَى ابنُ الحَارث قولَه تَعَالَى: وَأَناسِيَّ كَثِيرًا بالتَّخْفِيف أَسقَطَ الياءَ التي تكونُ فيما بينَ عَيْن الفِعْل ولامه، مثل: قَرَاقِيرَ وقَرَاقِرَ، ويُبَيِّنُ جَوازَ أَنَاسِيَ بالتَّخْفيف قولُهُم: أَنَاسِيَةٌ كثيرةٌ، جعلوا الهاءَ عِوَضًا من إِحْدَى ياءَيْ أَناسِيّ جمع إِنسان، وقال المُبَرِّدُ: أَناسِيَةٌ جمْع إِنْسيَّةٍ، والهاءُ عِوَضٌ من اليَاءِ المَحْذُوفة؛ لأَنَّه كانَ يجب أَناسيّ بوزْن زَنَاديقَ وفَرازينَ، وأَنّ الهاءَ في زَنادِقَةٍ وفَرَازنَة إِنّمَا هي بدلٌ من الياءِ، وأَنَّهَا لما حُذِفَتْ للتخفيف عُوّضَتْ منها الهاءُ، فالياءُ الأُولَى من أَناسيَّ بمنزلة الياءِ من فَرَازينَ وزَنَاديقَ، والياءُ الأَخيرةُ منه بمنزلة القافِ والنُّونِ منهما، ومثلُ ذلك جَحْجاحٌ وجَحَاجِحَةٌ، إِنما أَصلُه جَحَاجِيحُ.
وقد يُجْمَعُ الإِنْسُ على آنَاس مثل: إِجْلٍ وآجَالٍ، هكذا ضَبَطَه الصّاغَانيّ، وسيأْتي في «نوس» أَنَّهُ أُنَاسٌ، بالضَّمِّ، فتأْمّل.
والمَرْأَةُ أَيضًا إِنْسَانٌ، وقولُهُم: إِنْسَانَةٌ، بالهَاءِ، لغة عَامِّيّةٌ، كذا قاله ابنُ سيدَه، وقالَ شيخُنَا: بل هي صحيحَةٌ وإِن كانَت قليلَةً، ونقَلَه صاحبُ هَمْع الهَوَامع والرَّضِيُّ في شَرْح الحَاجبيّة، ونَقَلَه الشَّيْخُ يس في حواشيه على الأَلْفيَّة عن الشيخ ابن هشَام، فلا يُقَال إِنّهَا عامِّيَّةٌ بعدَ تصريح هؤُلاءِ الأَئمَّةِ بوُرُودهَا، وإِن قَالَ بعضُهُم: إِنَّهَا قليلَةٌ، فالقِلَّةُ عندَ بعض لا تَقْتَضِي إِنْكَارَهَا وأَنَّهَا عامِّيّةٌ. انتهى، فانظُرْ هذه مع قَوْل ابن سيدَه: ولا يُقَالُ إِنْسَانَةٌ، والعَامَّةُ تَقُولُه.
وسُمِعَ في شِعْر بعضِ المُوَلَّدين، قيلَ: هو أَبو مَنْصُور الثّعَالبيُّ صاحبُ اليَتيمَة، والمُضَاف والمَنْسُوب، وغيرهمَا، كما صَرَّحَ به في كُتُبه مُدَّعيًا أَنّه لم يُسْبَقْ لمعناهُ كما قالَهُ شيخُنَا، وكَأَنّه مُوَلَّدٌ لا يُسْتَدَلُّ به:
لَقَدْ كَسَتْني في الهَوَى *** مَلَابِسَ الصَّبِّ الغَزِلْ
إِنْسَانَةٌ فَتَّانَةٌ *** بَدْرُ الدُّجَى منْهَا خَجِلْ
إِذَا زَنَتْ عَيْنِي بهَا *** فبالدُّمُوع تَغْتَسِلْ
قلتُ: وهذا البيتُ الأَخيرُ الذي ادَّعَى فيه أَنّه لم يُسْبَقْ لمَعْناهُ. ولَمّا رَأَى بعضُ المُحَشِّينَ إِيرَادَ هذه الأَبياتَ ظَنَّ أَنَّهَا من باب الاسْتدْلال، فاعْتَرَضَ عليه بقوله: لا وَجْهَ لإِيراده وتَشَكُّكِه فيه، وأُجِيبَ عنه بأَنَّه قد يُقَالُ: إِنَّ الثَّعَالبيَّ من أَئمّة اللُّغَة الثّقَات، وهذا غَلَطٌ ظاهرٌ، وتَوَهُّمٌ باطِلٌ، إِذ المُصَنِّفُ لم يَأْتِ به دَليلًا، ولا أَنْشَدَه عَلَى أَنَّه شَاهدٌ، بل ذَكَرَه على أَنَّهُ مُوَلَّدٌ ليسَ للعَامَّة أَن يَسْتَدلُّوا به، فتأَمَّلْ.
حَقَّقَه شيخُنَا، قال: وقد وَرَدَ في أَشْعَار العَرَب قَليلًا، قال كامل الثَّقَفيُّ:
إِنْسَانَةُ الحَيِّ أَمْ أَدْمانَةُ السَّمُرِ *** بالنَّهْيِ رَقَّصَها لَحْنٌ من الوَتَرِ
قال: وحَكَى الصَّفَديُّ ـ في شَرح لاميَّة العَجَم ـ أَنَّ ابنَ المُسْتَكْفِي اجْتَمَعَ بالمُتَنَبِّي بمصر، ورَوَى عنه قولَه:
لاعَبْتُ بالخَاتَمِ إِنْسانَةً *** كمِثْل بَدْرٍ في الدُّجَى النّاجِمِ
وكُلَّمَا حَاوَلْتُ أَخْذِي لَهُ *** من البَنَانِ المُتْرَف النَّاعِمِ
أَلْقَتْهُ في فِيها فقُلْتُ انْظُرُوا *** قد أَخْفَت الخاتَمَ في الخَاتَمِ
والأُنَاسُ بالضّمِّ: لُغَةٌ في النّاس قال سيبَوَيْه: والأَصْلُ في النّاس الأُنَاسُ مُخَفَّف، فجَعَلُوا الأَلفَ والّلامَ عِوَضًا عن الهَمْزَة، وقد قالُوا: الأُنَاس، قال الشّاعرُ:
إِنَّ المَنَايَا يَطَّلِعْ *** نَ على الأُنَاس الآنِسِينَا
وأَنَسُ بنُ أَبي أَنَاس بن زُنَيْمٍ الكِنَانيُّ الدِّيليّ: شاعرٌ وأَخُوه أَسيد، وهما ابْنَا أَخِي سارِيَةَ بن زُنَيْم الصَّحَابيِّ، وقيل: إِنّ أَبا أُنَاس هذا له صُحْبَةٌ، وهُو أَيضًا شاعرٌ، ومن قَوْله:
ومَا حَمَلَتْ من نَاقَةٍ فَوْقَ رَحْلها *** أَبَرَّ وأَوْفَى ذِمَّةً من مُحَمَّدِ
صلى ‌الله‌ عليه‌ وسلم.
ومن المَجَاز: الإِنْسيُّ، بالكَسْر: الأَيْسَرُ من كُلِّ شَيْ‌ءٍ، قالَهُ أَبو زَيْد، وقَالَ الأَصْمَعيُّ: هو الأَيْمَنُ، وقالَ: كُلُّ اثْنَيْن من الإِنْسَان مثل الساعِدَيْن والزَّنْدَيْن والقَدَمَيْن، فما أَقْبَلَ منْهُمَا على الإِنْسَان فهو إِنْسيٌّ، وما أَدْبَرَ عنه فهو وَحْشيٌّ، وفي التَّهْذيب: الإِنْسيُّ من الدّوابِّ: هو الجانبُ الأَيْسَرُ الذي منه يُرْكَبُ ويُحْتَلَبُ، وهو من الآدَميِّ. الجانبُ الذي يَلِي الرِّجْلَ [الأخرى] والوَحْشيُّ من الإِنْسَان: الذي يَلِي الأَرْضَ والإِنْسيُّ من القَوْس: ما أَقْبَلَ عليكَ منْهَا، وقيل: مَا وَليَ الرّامِيَ، ووَحْشيُّهَا: ما وَلِيَ الصَّيْدَ، وسيأْتي تَحْقيقُ ذلك في الشِّين إِنْ شَاءَ الله تَعالَى.
والإِنْسَانُ: معروفٌ، والجَمْعُ النّاسُ، مُذَكَّرٌ، وقد يُؤَنَّثُ على مَعْنَى القَبيلَة والطّائفَة، حكى ثعلبٌ: جاءَتْكَ النّاسُ، معناه جاءَتْكَ القَبيلَةُ أَو القِطْعَةُ.
والإِنْسَانُ له خَمْسَةُ مَعانٍ: أَحَدُها الأَنْمُلَةُ، قاله أَبو الهَيْثَم، وأَنْشَدَ:
تَمْرِي بإِنْسَانِهَا إِنْسَانَ مُقْلَتِهَا *** إِنْسَانَةٌ في سَوَاد اللَّيْل عُطْبُولُ
كذا في التَّكْملَة، وفي اللِّسَان فَسَّره أَبو العَمَيْثَل الأَعْرَابيُّ فقالَ: إِنسانُها: أُنْمُلَتُهَا، قالَ ابنُ سيدَه: ولم أَرَهُ لغَيره، وقال:
أَشارَتْ لإِنْسَانٍ بإِنْسَانِ كَفِّهَا *** لتَقْتُلَ إِنْسَانًا بإِنْسَان عَيْنِهَا
وثانيهَا: ظِلُّ الإِنْسَانِ.
وثالثُهَا: رَأْسُ الجَبَل.
ورابعُها: الأَرْضُ الّتي لم تُزْرَعْ.
وخامسُهَا: المِثالُ الَّذي يُرَى في سَواد العَيْنِ، ويُقَال له: إِنْسَانُ العَيْنِ، والجمع: أَنَاسِيُّ، قال ذُو الرُّمَّة يصفُ إِبلًا غارَتْ عُيُونُهَا من التَّعَبِ والسَّيْر:
إِذَا اسْتَحْرَسَتْ آذانُهَا اسْتَأْنَسَت لَهَا *** أَنَاسِيُّ مَلْحُودٌ لها في الحَوَاجبِ
يقولُ: كأَنّ مَحَارَ أَعْيُنَها جُعِلْنَ لَهَا لُحُودًا، وَصَفَهَا بالغُؤُور، قال الجَوْهَريُّ: ولا يُجْمَعُ على أُنَاسٍ، وفي الأَساس: ومن المَجَاز: تَخَيَّرْتُ من كتَابه سُويداوات القُلُوبِ، وأَنَاسِيَّ العُيُونِ.
ومن المَجاز: هو إِنْسُكَ، وابنُ إِنْسكَ، بالكَسْر فيهما: أَي صَفِيُّكَ وخاصَّتُكَ، قاله الأَحْمَرُ، ويقال: هذا حِدْثِي وإِنْسِي وجِلْسِي كلّه بالكَسْر، وقال أَبو زَيْد: تقولُ العَرَبُ للرَّجُل: كَيْفَ تَرَى ابنَ إِنْسك، إِذا خاطَبْتَ الرجُلَ عن نَفْسكَ، ومثلُه قولُ الفَرّاءِ، ونقله الجَوْهَريُّ.
والأَنُوسُ من الكِلَاب، كصَبُور: ضِدُّ العَقُورِ، ج، أُنُسٌ، بضمّتين.
ومِئْنَاسُ، كمِحْرَاب: امرَأَةٌ، وابْنُه شاعرٌ مُرَاديٌّ، هكذا في النُّسَخ، وفي بعضها وابْنُهَا شاعرٌ مُراديٌّ، وهو الصوابُ، ومثلُه في العُبَاب.
والأَغَرُّ بنُ مَأْنُوسٍ اليَشْكُريُّ: شاعرٌ جاهليٌّ، هكذا في النُّسَخ بالغين المُعْجَمَة والراءِ وفي بعضها بالعين المُهْمَلَة والزّاي.
وقالَ أَبو عَمْرو: الأَنِيسُ، كأَمير: الدِّيكُ، وهو الشُّقَرُ أَيضًا.
والأَنِيسُ: المُؤَانِسُ والأَنِيسُ: كُلُّ مَأْنُوسٍ به، وفي بعض الأُصول: كُلُّ ما يُؤْنَسُ به.
ومن المَجَاز: باتَتْ الأَنِيسَةُ أَنيسَتَه، قال ابنُ الأَعْرَابيّ: الأَنِيسَةُ بهاءٍ: النّارُ، كالمَأْنُوسَة، ويُقَالُ لها: السَّكَنُ؛ لأَنّ الإِنْسَانَ إِذا آنَسَهَا لَيْلًا أَنِسَ بهَا وسَكَنَ إِلَيْهَا وزالَتْ عنه الوَحْشَةُ وإِنْ كانَ بالأَرْض القَفْر، وفي المُحْكَم: مَأْنُوسَةُ والمَأْنُوسَةُ جَميعًا: النّارُ، قال: ولا أَعرفُ لها فِعْلًا، فأَمّا آنَسْتُ فإِنَّمَا حَظُّ المَفْعُولِ منها مُؤْنَسَةٌ، وقال ابنُ أَحْمَرَ:
كَمَا تَطَايَرَ عن مَأْنُوسَةَ الشَّرَرُ
قالَ الأَصْمَعيُّ: ولم يُسْمَعْ به إِلاّ في شعْر ابن أَحْمَرَ.
وجَاريَةٌ آنِسَةٌ: طَيِّبَةُ النَّفْسِ، تُحِبّ قُرْبَكَ وحَديثَكَ، والجَمْعُ آنِساتٌ وأَوَانِسُ، قاله اللَّيْثُ، ومثله في الأَساس، وفي اللِّسَان: طَيِّبَةُ الحَديث، قال النّابغَةُ الجَعْديُّ:
بآنِسَةٍ غيرِ أُنْسِ القِرَافِ *** تُخَلِّطُ باللِّين منْهَا شِمَاسَا
وقالَ الكُمَيْتُ:
فيهنَّ آنِسَةُ الحَديثِ حَبيبَةٌ *** ليسَتْ بفاحِشَةٍ ولا مِتْفالِ
أَي تَأْنَسُ حَديثَكَ، ولم يُردْ أَنّها تُؤْنِسُكَ؛ لأَنّه لو أَرادَ ذلكَ لقالَ: مُؤْنِسَة.
والأُنْسُ، بالضّمِّ، والأَنَسُ، بالتَّحْريك، والأَنَسَةُ محرَّكَةً: ضدُّ الوَحْشَةِ، وهو الطُّمْأَنينَةُ، وقد أَنسَ به، مثَلَّثَةَ النُّون، الضّمُّ: نَقَلَه الصاغانيُّ، قال شيخُنا وهو ضَبْطٌ للماضي، ولم يُعَرِّفْ حكمَ المُضَارع، ولا في كلامه ما يُؤْخَذُ منه، والصوابُ وقد أَينسَ، كعَلِمَ وضَرَبَ وكَرُمَ.
قلتُ: ضبطُه للماضي بالتَّثْليث كاف في ضبط الأَبْوَاب الثلاثة التي ذَكَرَها [فهي] لا تَخرُجُ ممّا ضَبَطَه المصنِّفُ، وهو ظاهرٌ عند التأَمُّل، وليس الكلامُ في ذلكَ، وقد روَى أَبو حَاتمٍ عن أَبي زَيْد: أَنسْتُ به إِنْسًا، بكسر الأَلف، ولا يُقَال: أُنْسًا، إِنَّمَا الأُنْسُ حَديثُ النِّسَاءِ ومُؤَانَسَتُهُنَّ، وكذلكَ قال الفَرّاءُ: الأُنْسُ بالضّمِّ: الغَزَلُ، فيُنْظَرُ هذا مع اقْتصَار المُصنِّف على الضّمِّ والتَّحْريك، وإِنْكَار أَبي حاتمٍ الضّمَّ، على أَنّ في التَّهْذيب أَنّ الذي هو ضِدُّ الوَحْشَةِ هو الأُنْسُ، بالضّمِّ، وقد جاءَ فيه الكَسْرُ قليلًا، فليتأَمّلْ.
والأَنَسُ، مُحَرَّكَةً: الجَماعةُ الكَثيرَةُ من الناسِ، تَقُوَلَ: رأَيتُ بمَكانِ كذا وكذا أَنَسًا كَثيرًا؛ أَي نَاسًا كثيرًا.
والأَنَسُ: الحَيُّ المُقيمُونَ، والجمع آنَاسٌ، قال عَمْرٌو ذُو الكَلْبِ:
بفِتْيَانٍ عَمَارِطَ منْ هُذَيْلٍ *** هُمُ يَنْفُونَ آنَاسَ الحِلَالِ
وأَنَسٌ، بلا لامٍ، هو ابنُ مالك بن النَّضْر بن ضَمْضَم الأَنْصَاريُّ الخَزْرَجيُّ، كُنيتُه أَبو حَمْزَةَ خادمُ، النَّبيِّ صلى ‌الله‌ عليه‌ وسلم.
وأَحَدُ المُكْثِرينَ من الرِّوَايَة، وكانَ آخِرَ الصَّحَابَة مَوْتًا بالبَصْرَة، قال شُعَيْبُ بنُ الحَبْحَاب: مات سنةَ تسْعينَ، وقيل: إِحْدَى وتسْعينَ، وقال أَبو نُعَيْمٍ الكُوفيُّ: سنة ثلاث وتسْعينَ.
ومن المُتَّفق والمُفْتَرق: أَنَسُ بنُ مالِكٍ خَمْسَةٌ: اثْنَان من الصَّحَابَة، أَبو حَمْزَةَ الأَنْصَارِيُّ، وأَبُو أُمَيَّةَ الكَعْبيُّ، والثَّالثُ أَنَسُ بنُ مالكٍ: الفَقيهُ، والرّابعُ كُوفيٌّ والخَامسُ حِمْصيٌّ.
وآنَسَهُ إِيناسًا: ضِدُّ أَوْحَشَهُ.
وأَنِسَ به وأَنُسَ به، بمَعْنًى وَاحدٍ.
وآنَسَ الشَّيْ‌ءَ إِيناسًا: أَبْصَرَهُ ونَظَرَ إِليه، وبه فُسِّرَ قولُه تعالى: آنَسَ {مِنْ جانِبِ الطُّورِ نارًا}. وفي حَديث هَاجَرَ وإِسْمَاعيلُ «فَلَمّا جاءَ إِسْمَاعيلُ عَلَيْه السَّلَامُ كأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا» أَي أَبْصَرَ ورَأَى شَيْئًا لم يَعْهَدْهُ. كأَنَّسَهُ تَأْنيسًا، فيهمَا، وبهمَا فُسِّرَ قولُ الأَعْشَى:
لا يَسْمَعُ المَرءُ فيها ما يُؤَنِّسُه *** باللَّيْل إِلاّ نَئِيمَ البُومِ والضُّوَعَا
وآنَسَ الشَّيْ‌ءَ: عَلِمَهُ، يُقَالُ: آنَسْتُ مِنْهُ رُشْدًا؛ أَي عَلِمْتُه، وفي الحَديث: «حَتَّى تُؤْنِسَ منْهُ الرُّشْدَ» أَي تَعْلَمَ‌ منه كَمَالَ العَقْلِ، وسَدَادَ الفِعْلِ، وحُسْنَ التَّصَرَّفِ.
وآنَسَ فزَعًا: أَحَسَّ به ووَجَدَه في نَفْسه.
وآنَسَ الصَّوْتَ: سَمعَه، قال الحَارثُ بنُ حِلِّزَةَ يصفُ نَبْأَةَ:
آنَسَتْ نَبْأَةً وأَفْزَعَهَا القَنّ *** اصُ عَصْرًا وقد دَنَا الإِمْساءُ
والمُؤْنَسَةُ، كمُكْرَمَة، كما في نُسْخَتنَا، وفي بعضها كمُحَدِّثَةٍ: قرية قُرْبَ نَصِيبِينَ عَلى مَرْحَلَة منها للقاصد إِلى المَوْصِل، بها خانٌ بنَاهُ أَحَدُ التُّجَّارِ سنة 615 وهي مَنْزِلُ القَوَافلِ الآنَ، ورُؤساؤُها التُّرْكُمَانُ.
والمُؤْنِسِيَّةُ: قرية بالصَّعيد شَرقيَّ النِّيلِ، نُسِبَتْ إِلى مُؤْنِس الخَادمِ مَمْلُوكِ المُعْتَصمِ، أَيّامَ المُقْتَدر، عند قُدُومِه مصرَ لقِتَالِ المَغَاربَة. قلتُ: وهي في جَزيرَةٍ من أَعمالِ قُوصَ دُونَهَا بيومٍ وَاحدٍ.
ويُونسُ، مُثَلَّثَةَ النّون، ويُهْمَزُ حكاه الفَرّاءُ: عَلَم نَبِيٍّ من الأَنْبيَاءِ، عليهم الصّلاةُ والسّلامُ، وهو ابنُ مَتَّى، عليه وعلى نَبيِّنا السلامُ، قرأَ سَعيدُ بنُ جُبَيْرٍ، والضَّحّاكُ، وطَلْحَةُ بنُ مُصَرِّف، والأَعْمَشُ، وطاؤوسُ، وعيسَى بنُ عُمَر، والحَسَنُ بنُ عِمْرَانَ، ونُبَيْحٌ والجَرّاحُ: «يُونِس»، بكسر النون، في جَميعِ القُرْآن.
ويُقَال: إِذا جاءَ اللَّيْلُ اسْتَأَنَسَ كُلُّ وَحْشِيٍّ، واسْتَوْحَشَ كُلُّ إِنْسيٍّ؛ أَي ذَهَبَ تَوَحُّشُه.
ويُقَالُ: اسْتَأْنَسَ الوَحْشيُّ: أَحَسَّ إِنْسِيًّا.
وقالَ الفَرّاءُ: الاسْتِئْناسُ في كَلَامِ العَرَبِ: النَّظَرُ، يقال: اذْهَبْ فاسْتَأْنِسْ هَلْ تَرَى أَحَدًا؟ فيكونُ معناه: هَلْ تَرَى أَحَدًا في الدّارِ، وقال النّابِغَةُ:
بذِي الجَلِيل على مُسْتَأْنِسٍ وَحَدِ
أَي عَلَى ثَوْرٍ وَحْشيٍّ أَحَسّ بما رَابَه، فهو يَسْتَأْنِسُ؛ أَي يَتَبَصَّرُ ويَتَلَفَّتُ هل يَرَى أَحَدًا. أَرادَ أَنَّه مَذْعُورٌ، فهو أَجَدُّ لعَدْوهِ وفِرَاره وسُرْعَته.
واسْتَأْنَسَ الرَّجُلُ: اسْتَأْذَنَ وتَبَصَّرَ، وبه فُسِّرَ قولُه تعالى: {لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتّى} تَسْتَأْنِسُوا {وَتُسَلِّمُوا} قال الزَّجّاجُ: معنَى تَسْتَأْنِسُوا في اللُّغَة تَسْتَأْذِنُوا، ولذلك جاءَ في التَّفْسير تَسْتَأْنِسُوا فتَعْلَمُوا: أَيُريدُ أَهْلُهَا أَنْ تَدْخُلُوا، أَمْ لا؟
وقالَ الفَرّاءُ: هذا مُقَدَّمٌ ومُؤَخَّرٌ، إِنَّمَا هو حَتَّى تُسَلِّمُوا وتَسْتَأْنِسُوا؛ السَّلامُ عَلَيْكُم، أَدْخُلُ، أَمْ لا؟ وكانَ ابنُ عَبّاس يَقْرَأُ هذه الآيَة «حَتَّى تَسْتَأْذِنُوا» قالَ: تَسْتَأْنِسُوا خَطَأٌ من الكاتب، قال الأَزْهَريُّ: قرأَ أُبَيٌّ وابنُ مَسْعُودٍ «تَسْتَأْذِنُوا» كما قرأَ ابنُ عَبّاس، والمَعْنَى فيهمَا وَاحدٌ، وقال قَتَادَةُ ومُجَاهِدٌ: تَسْتَأْنِسُوا هو الاسْتِئْذَانُ.
والمُتَأَنِّسُ والمُسْتَأَنِسُ: الأَسَدُ، كما في التَّكْملَة، أَو المُتَأَنِّسُ: الّذي يُحِسُّ الفَريسَةَ من بُعْدٍ ويَتَبَصَّرُ لهَا، ويَتَلَفَّتُ، قيل: وبه سُمِّيَ الأَسَدُ.
ويُقَال: ما بالدّار منْ أَنِيس، وفي بعْض النُّسَخ: ما بالدَّار أَنِيسٌ؛ أَي أَحَد وفي الأَسَاس: من يُؤْنَسُ به.
ومن المَجازِ: لَبِسَ المُؤْنِسَات؛ أَي السِّلاح كُلّه، قال الشّاعرُ:
ولَسْتُ بزُمَّيْلَةٍ نَأْنَإِ *** خَفِيٍّ إِذَا رَكِبَ العَودُ عُودَا
ولكنَّني أَجْمَعُ المُؤْنِساتِ *** إِذا ما اسْتَخَفَّ الرِّجَالُ الحَدِيدَا
يَعْني أَنّه يقاتِلُ بجَميع السِّلاحِ. أَو المُؤْنِساتُ: الرُّمْحُ والْمِغْفَرُ والتِّجْفَافُ والتَّسْبِغَةُ، كتَكْرِمَةٍ، وهي الدِّرْعُ وفي بعض النُّسَخ: النيعة، وفي أُخْرَى: النَّسيعَةُ، والصوابُ ما قَدَّمنا. والتَّرْسُ، قالَهُ الفَرّاءُ، وزاد ابنُ القَطّاع: والقَوْسُ والسَّيْفُ والبَيْضَةُ.
ومُؤَنِّسٌ، كمُحَدِّث: ابنُ فَضَالَةَ الظَّفَريُّ: صَحَابيٌّ.
وفاتَه مُؤَنِّسُ بنُ مَعْمَرٍ الفَقيهُ، حَدَّثَ عن ابن البُخَاريِّ، ومُؤَنِّسٌ الحَنَفيُّ، وأَحْمَدُ بنُ يُونُسَ بن عَبْد المَلك، وغيرُهُم، واختُلف في عَيّاش بن مُؤنّس على ثَلاثَة أَقْوَال ذَكَرها.
وأُنَيْسٌ، كزُبَيْر: عَلَمٌ، منهم أُنَيْسُ بنُ قَتَادَةَ الأَنْصَاريُّ الذي شَهِدَ بَدْرًا، قاله الوَاقديُّ.
وكأَمير: ابنُ عَبْدِ المُطَّلب كُنَيْتُه أَبُو رُهْمٍ: جاهليٌّ، كذا نَقَلَه الصاغَانيُّ، وكذا في النُّسَخ، والصَّوَابُ أَنّه أَنيسُ بنُ المُطَّلب بن عَبْد مَنَاف، كذا حَقَّقَه الحافظُ وأَئمَّةُ النَّسَبِ، وهو قولُ الزُّبَيْر بن بَكّار، ونقله الصّاغَانيُّ في العُبَاب.
ووَهْبُ بنُ مَأْنُوسٍ الصَّنْعَانيّ: من أَتْبَاع التّابعينَ، نَقَلَه الصّاغَانيُّ: وأَبُو أَنَاسٍ، كغُرَاب، عَبْدُ المَلك بنُ جُؤَيَّةَ، قال يَحْيَى بن آدَمَ: أَخْبَاريٌّ مُقِلٌّ. وفاتَه أَبُو أُنَاس [بنَ] عليِّ بن حَمْزَةَ الكسَائيِّ، ذَكَرَهُ خَلَفُ بنُ هِشَامٍ البَزّارُ في أَحكامه.
وأُمُّ أُنَاسٍ بنْتُ أَبي مُوسَى الأَشْعَريِّ الصَّحَابيِّ وأُمُّ أُنَاسٍ بنْتُ قُرْطٍ: جَدَّةٌ لعَبْد المُطَّلب بن هاشمٍ، وأُمُّ أُنَاسٍ بنْتُ أَهَيْبٍ الجُمحيَّةُ: جَدَّةٌ لأَسْمَاءَ بنْت أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. وغَيْرُهُنَّ، كأُمِّ أُنَاسٍ بنْت عَوْف بن مُحَلِّم بن ذُهْل بن شَيْبَانَ، وأُمّ أُنَاسٍ بنْتُ أَبي بَكْر بن كِلاب، وهي أُمُّ الخُلَعاءِ، بَطْن من عامرِ بن صَعْصَعَة، ذكرَه ابنُ الكَلْبيِّ، وسيأْتي.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ علَيْه:
الاسْتِئْناسُ والتَّأَنُّسَ، بمعْنَى الأُنْس، وقد أَنِس به، واسْتَأْنَسَ وتَأَنَّسَ، بمعنًى.
والحُمُرُ الإِنْسيَّةُ، في الحَديث، بكسر الهَمْزَة، على المَشْهُور، وهي التي تَأْلَفُ البُيوتَ، وفي كتابِ أَبِي مُوسَى ما يَدُلُّ على أَنَّ الهَمْزَةَ مَضْمُومةٌ، ورواهُ بعضُهم بالتَّحْرِيكِ، وليس بشَيْ‌ءٍ، قال ابنُ الأَثير: إِنْ أَرَادَ أَنَّ الفتحَ غيرُ معروف في الرِّوايَة يَجُوزُ، وإِن أَرادَ أَنّه غَيْرُ معروفٍ في اللُّغَة فلا، فإِنّه مَصْدَرُ أَنِسْتُ به آنَسُ أَنَسًا وأَنَسَةً.
واسْتَأْنَسَ: أَبْصَرَ، وبه فُسِّرَ قولُ ذِي الرُّمَّة السّابقُ.
وإِنْسَانُ السَّيْفِ والسَّهْمِ: حَدُّهُما.
والإِنْسُ، بالكَسْر: أَهْلُ المَحَلِّ، والجَمْع آنَاسٌ، قال أَبو ذُؤَيْب:
مَنَايَا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلهَا *** جِهَارًا ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنسِ الجَبْلِ
هكذا في اللِّسَان، والصوابُ في قوله: «ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَس الجَبْل محرَّكَة، وهو الجَمَاعةُ، والجَبْلُ بالفَتْح: الكَثيرُ، وقد تَقَدَّمَ ذلك في كلام المُصَنّف.
والأَنَسُ محرّكةً، لغةٌ في الإِنْس بالكسر، وأَنْشَدَ الأَخْفَشُ على هذه اللُّغَة:
أَتَوْا نارِي فقُلْتُ: مَنُونَ أَنْتُمْ *** فقالُوا: الجنُّ! قلتُ: عِمُوا ظَلامَا
فقُلْتُ: إِلى الطَّعَام فقال منْهُمْ *** زَعيمٌ: نَحْسُدُ الأَنَسَ الطَّعَامَا
قالَ ابنُ بَرِّيّ: الشِّعْرُ لِشَمِر بن الحارثِ الضَّبِّيّ، وقد ذَكَرَ سيبَوَيْه البيتَ الأَوّلَ، وقال: جاءَ فيه مَنُونَ مَجْمُوعًا للضَّرُورَة، وقيَاسُه: مَنْ أَنْتُمْ؟ وقالوا: كَيفَ ابنُ أُنْسِكَ، بالضَّمِّ؛ أَي كيفَ نَفْسُكَ، وهو مَجازٌ.
ومن أَمْثَالهم: «آنَسُ منْ حُمَّى» يُريدُون أَنَّهَا لا تَكَادُ تُفَارِقُ العَليلَ، كَأَنَّهَا آنِسَةٌ به.
وقال أَبُو عَمْرو: الأَنَسُ محرَّكةً: سُكّانُ الدّارِ، قال العَجّاجُ:
وبَلْدَةٍ لَيْسَ بها طُورِيُّ *** ولا خَلَا الجِنّ بها إِنْسيُّ
تَلْقَى وبِئْسَ الأَنَسُ الجِنِّيُّ
وكانت العَرَبُ القُدَمَاءُ يُسَمُّونَ يومَ الخَميس مُؤْنِسًا؛ لأَنَّهُم كانُوا يمِيلُونَ فيهِ إِلى المَلاذِّ، بَلْ‌ وَرَدَ في الآثارِ عن عَليٍّ رَضيَ الله تعالى عنه: أَنّ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى خَلَقَ الفِرْدَوْسَ يومَ الخَميسِ وسَمّاهَا مُؤْنِسَ.
وابنُ الأَنَس: هو المُقيمُ.
ومَكانٌ مَأْنُوسٌ: فيه أَنْسٌ كمَأْهُولٍ: فيه أَهْلٌ، قالَه الزَّمَخْشَريُّ.
وفي اللِّسَان: إِنّمَا هُوَ عَلَى النَّسَب؛ لأَنّهُمْ لم يَقُولُوا: أَنَسْتُ المَكَانَ، ولا أَنِسْتُه، فلما لم نَجدْ له فِعْلًا، وكانَ النَّسَبُ يَسُوغُ في هذا، حَمَلْنَاهُ عليه، قال جَريرٌ:
فالْحِنْوُ أَصْبَحَ قَفْرًا غَيرَ مَأْنُوسِ
وجاريَةٌ أَنُوسٌ، كصَبُور، من جَوَارٍ أَنُسٍ، قال الشّاعرُ يَصفُ بَيْضَ نَعَامٍ:
أَنُسٌ إِذَا ما جِئْتَها ببُيُوتِهَا *** شُمُسٌ إِذا دَاعِي السِّبَابِ دَعَاهَا
جُعلَتْ لَهُنَّ مَلَاحِفٌ قَصَبيَّةٌ *** يُعْجِلْنَهَا بالعَطِّ قَبْلَ بِلاهَا
والمَلَاحفُ القَصَبيَّةُ يعني بها ما عَلى الأَفْرُخِ من غِرْقِئِ البَيْضِ.
واسْتَأْنَسَ الشَّيْ‌ءَ: رآهُ، عن ابن الأَعْرَابيِّ، وأَنْشَدَ:
بعَيْنَيَّ لم تَسْتَأْنِسَا يَومَ غُبْرَةٍ *** ولم تَرِدَا جَوَّ العِرَاقِ فثَرْدَمَا
وقال ابنُ الأَعْرَابيِّ: أَنِسْتُ بفلانٍ: فَرِحْتُ به.
واسْتَأْنَسَ: اسْتَعْلَمَ.
والاسْتئْنَاسُ: التَّنَحْنُحُ، وبه فَسَّرَ بعضُهُم الآيَةَ.
وفي حديث ابن مَسْعُود رَضيَ اللهُ عنه: «كَانَ إِذا دَخَلَ دَارَهُ اسْتَأْنَسَ وتَكَلَّمَ»؛ أَي اسْتَعْلَمَ وتَبَصَّرَ قَبْلَ الدُّخول. والإِينَاسُ: المَعْرِفَةُ والإِدْرَاكُ واليَقينُ، ومنه قولُ الشّاعر:
فإِنْ أَتاكَ امْرُؤٌ يَسْعَى بكِذْبَته *** فانْظُرْ، فإِنَّ اطِّلاعًا غَيرُ إِيناسِ
الاطِّلاعُ: النّظَرُ، والإِينَاسُ: اليَقينُ. وقالَ الفَرّاءُ: من أَمْثَالهم: «بَعْدَ اطِّلاعٍ إِيناسٌ» يقول: بعد طُلُوعٍ إِيناسٌ.
وتَأَنَّسَ البَازِيُّ: جَلَّى بطَرْفه ونَظَرَ رافِعًا رأْسَه طامِحًا بطَرْفه.
وفي الحَديث: «لو أَطَاعَ الله النّاسَ في النّاس لم يَكُنْ ناسٌ» قيل: معناه أَنَّ النّاسَ يُحبُّونَ أَن لا يُولَدَ لهم إِلاَّ الذُّكْرَانُ دُونَ الإِنَاث، ولو لم تَكُنْ الإِناثُ ذَهَبَ النّاسُ، ومَعْنَى أَطَاعَ اسْتَجَابَ دُعَاءَهُ.
وأُنُسٌ، بضمَّتَيْن: ماءٌ لبَني العَجْلان، قال ابنُ مُقْبل:
قالَتْ سُلَيْمَى ببَطْنِ القَاعِ من أَنُسٍ: *** لا خَيْرَ في العَيْش بَعدَ الشَّيْبِ والكِبَرِ
وقد سَمَّوْا مُؤْنِسًا، وأَنَسَةَ، والأَخيرُ مَوْلى النبيِّ صلى ‌الله‌ عليه‌ وسلم، ويُقَال: أَبُو أَنَسَةَ، ويقال إِنّ كُنْيَتَه أَبو مَسْرُوحٍ، شَهدَ بَدْرًا، واسْتُشْهِدَ به، وفيه خلافٌ.
وإِنْسَانُ، بالكسر: قبيلةٌ من قَيْسٍ: ثمّ من بني نَصْر، قاله البرقيُّ، استدرَكه شيخُنا. قلْتُ: بَني نَصْرِ بن مُعَاويَةَ بن أَبي بَكْر بن هَوَازِنَ.
وإِنْسَانُ، أَيضًا، في بَني جُشَمَ بن مُعَاويَة، أَخي نَصْرٍ هذا، وهو إِنْسَانُ بنُ عوارة بن غَزِيَّةَ بن جُشَمَ، ومنهم ذُو الشَّنَّة وَهْبُ بنُ خالد بن عَبْد بن تَميم بن مُعَاويَةَ بن إِنْسَان الإِنْسانيُّ، وأَما أَبو هَاشم كثيرُ بنُ عبد الله الأَيْليُّ الأَنسَانيُّ فمُحَرّكةٌ، نُسِبَ إِلى قَرْيَةِ أَنس بن مَالك، ورَوَى عنه، وهو أَصْلُ الضُّعَفَاءِ، قال الرُّشاطيُّ: وإِنّمَا قيلَ له كذا ليُفْرَق بينَه وبينَ [المَنْسُوب إِلى] أَنَس.
وأَبو عَامر الأَنَسيّ، محرّكة، شَيْخٌ للمَالينيّ.
وأَبُو خَالد مُوسَى بنُ أَحْمَد الأَنَسيُّ ثمّ الإِسماعيلي، نُسِبَ إِلى جَدِّه أَنَس بن مَالك.
وأَنِسٌ، بكَسْر النون ابن أَلْهَانَ: جاهليٌّ، ضبَطَه أَبو عُبَيْد البَكْريُّ في مُعجَمه، قال: وبه سُمِّيَ الجَبَلُ الذي في دِيَار أَلْهَانَ، قال الحافظُ: نَقَلْتُه من خَطّ مغلْطَاي.
وآنِسٌ، كصاحبٍ: حِصْنٌ عَظيمٌ باليَمَن، وقد نُسِبَ إِليه جُملَةٌ من الأَعْيَان، منهم: القَاضي صالحُ بن داوُود الآنِسيُّ صاحِب الحَاشيَة على الكَشّاف، توفِّي سنة 1100، ووَلَدُه يَحْيَى دَرَّسَ بعد أَبيه بصَنْعَاءَ وصَعْدَةَ.
تَذْنيبٌ‌. الإِنسان أَصله إِنْسِيَان؛ لأَن العرب قاطبةً قالوا في تصغيره: أُنَيْسِيَان، فدَلَّت الياءُ الأَخيرَةُ على الياءِ في تَكْبِيرِه، إِلاّ أَنَّهم حَذَفُوها لمّا كَثُرَ في كلامِهم، وقد جاءَ أَيضًا هكذا‌ في حديث ابن صَيّاد: «انطَلِقُوا بنَا إِلى أُنَيْسِيانِ»، وهو شَاذٌّ على غَيْر قياسٍ.
وروِيَ عن ابن عَبّاس رَضي الله عنهما أَنّه قال: إِنّمَا سُمِّيَ الإِنْسَانُ إِنْسَانًا لأَنّه عُهِدَ إِليه {فَنَسِيَ}، قال الأَزْهَريُّ: وإِذا كانَ الإِنْسَانُ في أَصْله إِنْسِيَانٌ فهو إِفْعِلانُ من النِّسْيَان، وقولُ ابن عَبّاس له حُجَّةٌ قويَّةٌ، وهو مثلُ: ليْل إِضْحِيان من ضَحِيَ يَضْحَى، وقد حُذفَتِ الياءُ فقيلَ: إِنْسَانٌ، وهو قولُ أَبي الهَيْثَم، قال الأَزْهَريُّ: والصَّوابُ أَنَّ الإِنْسِيَانَ فِعْليَانٌ من الإِنْس، والأَلفُ فيه فاءُ الفِعْل، وعلى مِثاله حِرْصِيَانٌ، وهو الجِلْدُ الذي يَلِي الجِلْدَ الأَعْلَى من الحَيوَان. وفي البَصائر للمُصَنِّف: يُقَال للإِنْسان أَيضًا أَنْسانِ، أَنْسٌ بالحَقّ وأَنْس بالخَلْق، ويُقَال: إِنّ اشْتقَاقَ الإِنسان من الإِيناس، وهو الإِبْصارُ والعِلْمُ والإِحْساسُ، لوُقُوفه على الأَشْيَاءِ بطريق العِلْمِ، ووصُوله إِليها بطَريق الرُّؤْيَة وإِدراكه لها بوسيلة الحَواسِّ، وقيل: اشْتقاقُه من النَّوْس وهو التَّحَرُّكُ، سُمِّيَ لتَحَرُّكه في الأُمُور العِظَام، وتَصَرُّفه في الأَحْوَال المُخْتَلِفَة وأَنواعِ المَصَالحِ.
وقيل: أَصْلُ النّاس النّاسي، قالَ تعالَى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ} بالرفع والجَرِّ: الجَرُّ إِشارَةٌ إِلى أَصْله: إِشارَة إِلى عَهْد آدَمَ حيثُ قال: {وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ} وقال الشّاعرُ:
وسُمِّيتَ إِنسانًا لأَنَّكَ ناسِي
وقالَ الآخَرُ:
[فاغْفرْ] فأَوَّلُ ناسٍ أَوَّلُ النّاسِ
وقيلَ: عَجَبًا للإِنْسَان كَيْفَ يُفْلِحُ وهو بَيْن النِّسْيَانِ والنِّسْوَانِ.



والست وردة بلطفها المُعتاد وقبولها الكبير، اختصرت جوهر العلاقات الإنسانية بقولها “بتونس بيك“
وأكاد أجزم ألا علاقة تنشأ إلا لهذا الغرض، ولا علاقة تستمر، بل أيضًا لا علاقة تموت! إلا لهذا السبب؛ ألا يكون الآخر أُنسًا بما فيه الكفاية. ويخطر لي في هذه اللحظة اقتباس
قرأته منذ زمن ولا أعرف مصدره؛ أن فتاةً قالت لحبيبها: قُل لي شيئًا! فرد بأنه ليس لدي ما أقوله!
قالت: “لا أريد كلامًا.. بل كلمات!”
الكلمات كما التجسد أُنس! أُنسٌ يقتل صمت الوقت، ويُدفئُ القلب، كما قال أحدهم أيضًا: عندما تتكلم يصبح الجو أقل برودة وغتدما تقرأ يزيد الدفء.
فالأُنس هي الحاجة التي لا يغيرها غروب الشباب، ولا تُحرقها نار المشيب؛ وكلما أصبحت أكبر سنًا وأكثر وحدة أصبحت أكثر حاجة للأنس. الأنس الذي لا يمكن اختزاله فيمن يُسليك، إنما يتجسد فيمن يمكنك مشاركته المصائب والبكاء والأحاديث الطويلة التي لا مغزى لها ولا نتيجة. فقط لتأنس.
أما مفردة الأُنس في المعنى الشعبي فهي تحمل معاني أكثر دقة من معناها في الفصحى؛ فالأُنس هو اللطف الذي نُداوي به أيام أحبائنا، لنبقي على ضحكة هنا وموسيقى هناك وأيام جيدة للتذكر.
تقول ست الكل فيروز: تعبانه وبدّي حاكيك، حاكيني الله يخليك!.. لم تكن تبحث دواء مباشر للتعب، ولا ينبغي لها ذلك. بل كانت تبحث عن الأُنس الذي يملئ الأيام فنقبل بالتعب كأثر جانبي للحياة







  رد مع اقتباس