نحن لا نفهم الحب!!!
نحن في الشرق نخاف الحب ..ونخجل من الكلام عنه أمام الغرباء، فإذا اردنا الأفضاء عن مكنون قلوبنا اخترنا أقرب الأصدقاء .. لنشكو من تجربة ..أو لنستنير برأي !!
نحن حقيقة نخشى الحب، لأنه عواطفا التي يلهبها الحب ترهق تفكيرنا، وتتعب أعصابنا، وقلّ ما نستطيع تحملها، ولا سيما بأن مجتمعنا يستخف بتلك العواطف ويظلمها حين لا يفهم هذه المشاعر على حقيقتها، ويخلط .. بين .. الحب والشهوه !!
فيا ترى ما هو الحب؟!!
وهل نستطيع الوصول لتعريف له؟!
يقول ( سقراط ): الحب ألوان كما أن الجنون ألوان.
أما ( أبوقراط ) فيقول: الحب إمتزاج النفسين، كما لو إمتزج الماء بماء مثله عسر تخليصه بحيلة من الحيل، والنفس ألطف من الماء وأرق مسلكاً.
ويدور بخلدي سؤال .. سؤال جلست طويلا أفكر فيه، وبحثت كثيراً عن إجابته!!
ترى .. هل من الأفضل لنا أن نكون محبين .. أم محبوبين؟!
بمعنى آخر ..
هل من الأفضل للإنسان إعطاء الحب وتقديمه للآخرين أي يكون .. ( مُحِباً ) .. أم الافضل له كسب حب الآخرين ويكون .. ( محبوباً )؟؟!
قد يفضل البعض أن يكونوا ( محبوبين ) يحصلون على الحب من كل الناس .. فلا شك أن هذا شعور يرضي غرور الإنسان، ويشبع أنانيته!!
وربما يستشهدون على صحة رأيهم هذا بدور طبيعة الأم، وكيف تقدم الحب أولا للإنسان حين يولد صغيراً ضعيف فيجد الأم بنتظاره تقدم له كل ما تمتلك من حب .. وحنان.
ولكن .. هذا الصغير الضعيف الذي يزعمون أنه يأخذ الحب أولا ألا يقد الحب على طريقته الخاصه لأمه منذ ولادته؟؟ أليس هدوء الطفل وسكينته على صدر أمه دون باقي البشر .. تعبيراً ما عن الحب؟! أليست بسمته لها .. تعبيراً عن شعوره بالحب تجاهها؟!
وأعود للتفكير في هذا السؤال الذي يبدو لأول وهله سهلا، إن كان يحتاج في نظري إلى تفكير وتقدير .. قبل وضع إجابه مرضية ومقنعه له.
هذا السؤال في قناعتي، لا يحتمل سوى إجابه واحده .. وهي أن نقدم الحب أولا، فالإنسان القادر على الحب .. لابد ان يكون إنساناً محبوباً .. بالتالي ..
فمردود الحب .. هو الحب.
وناتج الحب .. هو الحب.
.. فقلوب البشر مثل المرآة، ولا توجد مرآة تعكس الضوء ظلاماً .. وهكذا هي القلوب .. إذا قُدم لها الحب .. حتماً ستقدم الحب ..
إذن من الافضل أن نحب .. لأننا هكذا سنحظى بمتعة الحب .. ونعمة المحبة.
وإذا كان الحب عملية واعية فاهمة عميقة، فلماذا لا نعبأ بأن تنبض قلوبنا دوماً به .. كي نعيش سعداء، يشدنا جميعاً أقوى رباط، وأسمى عاطفة، وأرق شعور .. شعور يحفل بالنبل والتجرد والعطاء، عطاء الذات، عطاء كل شي ..
ألا .. وهو .. الحب.
|