[ahmed 22]

يمكن النهاردة اللي خلاني ادخل و اكتب حاجة
هو حادثة الطفل الريان اللي كان وقع في بير من خمس ايام
وتم اعلان وفاته وسط زخم وتضامن اعلامي وشعبي كبير حصل ....

يمكن تم اعلان الوفاة من ساعة تقريبا ... الله يرحمه يا رب ... ويصبر اهله ...
فعليا من اكتر الحاجات اللي بحسها في زماننا ده ان عمر الحزن بقا قصير
وان التعاطف قصته صغيره جدا ... بيختفي مع اول ترند جديد .....
واول بوست بعد حالة الوفاة لاي صفحة متابعة الموضوع ...
لأننا كلنا بقينا بنتغير بشكل الصفحة ..

يعني لو متابع صفحة رياضية زي حالنا اليومين دول
هتلاقي بوست بيرصد واقعة الطفل ريان من باب انه هو الحدث
وبعديها بوست تحفيل علي فريق منافس
وبعديها بوست بكوميك ضحك ....

كلهم يمكن من نفس الشخص .... وتقريبا نفس المعلقين واحد ..
اللي كان بيحزن من شوية هو اللي بيتريق هو اللي بيضحك ....

والله الموضوع يستحق الدراسة ...

مش عارف يمكن ده جزء من استمرارية البشر ... انه بيتناسي وانه مرن مع الحياة
بس فعليا انت بتشعر انك في تمثيلية انسانية كبيرة
احنا كلنا ممثلين بارعين ... بنعيش كل جزء في حياتنا بدور مختلف..
يمكن ماعندناش الدافع أننا نعيش فبنختلق مواقف تدعونا اننا نضحك علي مشاعرنا
واننا لينا هدف من الحياة .... في حين ان الحياة اعتقد ممكن تتنكر مينا
لأننا نسينا اهم اجزاءها وهو تقدير الانسانية ... وليس تكديرها بتخبط عقولنا
اللي مابقتش قادرة تستوعب تخبط مشاعرنا او قلوبنا اللي مش فاهمة هي فين من الدنيا ..

يمكن شوفت واحد كاتب بوست بعد اعلان الوفاة يمكن بنص ساعة ولا حاجة لفت نظري جدا
ويمكن هو عنوان الطرح مقتبس منه ...

وهو ان في الوقت اللي كان بيموت فيه الاف المسلمين الايجور وبورما ماحدش اتحرك
لأن في نفس الوقت كان العالم الغربي كله عينه علي حيوانات الكوالا والكانجرو في حرائق
للغابات في استراليا وكانوا متعاطفين بشكل عنيف ومتابعين ....

وبالتالي تحية للاعلام اللي بيوجه التعاطف ....وقادر يستحوذ علي عقول الناس
طبقا لتوجه الحكام ....

لان يمكن مئات الالاف من الاطفال والنساء اللي اتقتلوا في اوقات مختلفة اخر 30 سنة في اكثر
من دولة بدون اي تحرك لشعره حد وكمية المجازر اللي حصلت في العالم ماهزتش شعرة في راس حد .....
في حين ان ملك المغرب نفسه اللي دعا لحشد الناس لانقاذ طفل ..
عمره مثلا ما ما اخذ خطوة تجاه اطفال غزة .....
ااو مئات الاطفال اللي بتموت من البرد والثلج في مخيمات اللاجئين...

ده يمكن فكرني بفكرة موضوع كنت طرحه قبل كدا
وهو ا . ب ماركتينج .... وان طفل واحد كفيل انه يستحوذ علي استيعابك العاطفي..
لما تتسلط الاضواء الاعلامية والشعبية لموقف ما ... وده اسلوب ناجح لما تحب تلم تبرعات ..
او تعمل التفاف شعبي ... او تخلي الناس تنسي ... او تكسب تعاطف لمواقفك ..

ولكن هل هذا جزء من ظلامية هذا العالم ..؟
او السم في العسل
او مر حلو ... كحلو مر

والسؤال هنا الصريح

ليه الانسانية بتاعتنا انتقائية ؟ وهل فعلا ده انحطاط احنا عايشينه ؟
لأن ليه ممكن ننتقي احداث دون احداث ونجعلها تحت الرعاية الانسانية
ونعيش دور الحزين في كام جزء من دقيقة في ساعات متقطعة ...
في حين احداث تانية ممكن تكون وطأتها اكبر بتعدي
كل يوم دون ان ناخد موقف او حتي يتهز جزء من انسانيتنا ؟

ليه مشاعرنا ظالمة ... وليه مشاعرنا بقت ترند متغير بيتحكم فيه الغير ؟
يعني احنا بنحزن عشان البعض عاوزنا نحزن دلوقتي
وبنفرح عشان البعض بيخلينا نفرح ...

ليه مش بنفرح لنفسنا .. ومش بنحزن من نفسنا .؟

الاسألة علي فكرة صعبة لو حد فكر فيها بشكل اكبر ...
ومش مترتبة ومتلغبطة ..

بس انا مابقتش عاوز افكر تاني ...

عامة بكرة يوم جديد ... وبكرة المنتخب بتاعنا هيلعب ...
والناس هتنتقي ترند جديد لساعة جديدة بشكل سعيد..
او شكل حزين بشكل جديد ...