عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-03-2022, 11:40 PM   #12159

بحر القمر

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

يا كثير المعاصي ابك على الذنوب الماضية، يا مبارز بالقبائح أتصبر على الهاوية، أسفا لك إذا جاءك رمضان وما أنبت، وحسرة لك إذا دعيت إلى التوبة فما أجبت، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل وما تأهبت، ألست الذي بارزا الله بالقبائح وما راقبت....





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].

أما بعد:

فيا عباد الله: اتقوا الله –عز وجل-، واعلموا رحمكم الله أنه قد أظلكم شهر كريم، وزمان شريف، شهر مضاعفة الحسنات، وتكفير السيئات، ورفع الدرجات، وإقالة العثرات، شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا، فيه نزل القرآن العظيم على محمد الأمين -صلى الله عليه وسلم-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)[البقرة: 185])

بل نزلت في هذا الشهر سائر الكتب السماوية؛ فعن واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: "أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشر مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثماني عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان" [رواه أحمد والطبراني بإسناد حسن].

فيا له من شهر طيب مبارك اختاره الله لنزول كتبه، التي تضمنت هداية الناس وإصلاحهم.

رمضان شهر التراويح والتهجد جعل الله قيامه تكفيرا لذنوب العبد السالفة، ومغفرة لخطاياه المتقدمة: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه".

فمن حافظ على قيام رمضان مع أركان الإسلام الأخرى؛ كان ذلك سببا لاستحقاقه وصف الصديقين والشهداء.

جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فممن أنا؟ قال: "من الصديقين والشهداء".

ومن واسع فضل الله أن من قام مع الإمام حتى ينصرف الإمام من صلاته؛ كتب له قيام ليلة كاملة.

أيها الأخوة في الله: والله ما صلاح الأجساد إلا بانتصابها في القيام والتراويح، وهو شفاء من أمراض الأجساد والقلوب، ورفعة عند علام الغيوب، يقول صلى الله عليه وسلم: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله -تعالى- ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد".

أيها الأخوة في الله: هذا شهر رمضان شهر الشفاعة؛ لأنهما شهر الصيام والقرآن، وهما يشفعان للعبد يوم القيامة، في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال: "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ: الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ فَيُشَفَّعَانِ".

قال بعض السلف: "إذا احتضر المؤمن، يقال للملك: شُمَّ رأسه، قال: أجد في رأسه القرآن، فيقال: شُمَّ قلبه، فيقول: أجد في قلبه الصيام، فيقال: شُمَّ قدميه، فيقول: أجد في قدميه القيام، فيقال: حفظ نفسه فحفظه الله -عز وجل-".

إخوة الإيمان: هذا شهر رمضان شهر تكفير الذنوب، ومغفرة السيئات، فاستغيثوا -رحمكم الله- إلى مولاكم من عيوبكم، هذه أيام الإنابة فيها تفتح أبواب الإجابة، فأين اللائذ بالجناب؟ أين المتعرض بالباب؟ أين الباكي على ما مضى وعلى ما جنا؟ أين المستغفر لأمر قد دنا.

عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أتاني جبريل فقال: يا محمد من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: أمين، فقلت: "أمين" قال: يا محمد من أدرك رمضان، فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله، قل: أمين، فقلت: "آمين" قال: ومن ذكرت عنده، فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: "آمين".

وفي الحديث الصحيح: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

يقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "وددت أني عبد الله بن روثة وأن الله غفر لي ذنبا واحدا".

فما ظنك -أيها الأخ- بغفران الذنوب كلها في رمضان.

يا كثير المعاصي ابك على الذنوب الماضية، يا مبارز بالقبائح أتصبر على الهاوية، أسفا لك إذا جاءك رمضان وما أنبت، وحسرة لك إذا دعيت إلى التوبة فما أجبت، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل وما تأهبت، ألست الذي بارزا الله بالقبائح وما راقبت.

أيها الأخوة في الله: هذا رمضان شهر البذل والعطاء والجود والإحسان، ومن سابغ جود الله وعظيم كرمه تفضله سبحانه في هذا الشهر بعتق عباده من النيران.

في الحديث وينادي مناد: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة".

وهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصفه ابن عباس -رضي الله عنهما- فيقول: "كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن".

"كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة" [رواه البخاري ومسلم ورواه أحمد].

وزاد في آخره: "لا يسأل صلى الله عليه وسلم عن شيء إلا أعطاه".

فاقتدوا بنبيكم -صلى الله عليه وسلم- في جوده وبذله، وابذلوا ما تستطيعون بذله، في مجالات الخير المتعددة، من نصرة المجاهدين، وإغاثة الملهوفين، وتفريج كرب المكروبين، وفي تفطير الصائمين، ودعم المؤسسات الخيرية، كمكاتب الدعوة وتوعية الجاليات، وجمعيات تحفيظ القرآن، وجمعيات البر، وغيرها من الجمعيات الخيرية.

واعلموا -رحمكم الله- أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة، جاء في حديث علي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن في الجنة لغرفاً يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهروها" قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: "لمن طيب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام".

وهذه الخصال كلها تكون في رمضان، فيجتمع للمؤمن فيه الصيام والقيام، والصدقة، وطيب الكلام، قال بعض السلف: "الصلاة توصل صاحبها إلى نصف الطريق، والصيام يوصله إلى باب الملك، والصدقة تأخذ بيده؛ فتدخله على الملك".

فتنافسوا -رحمكم الله- في البذل والإحسان، تفقدوا جيرانكم وأرحامكم وأقاربكم، ومدوا يد العون لإخوانكم المحتاجين في سوريا وفلسطين، وغيرها من بلدان المسلمين، تواصلوا مع الجمعيات الإسلامية والمؤسسات الإسلامية الموثوقة، وقدموا لها دعمكم وزكاتكم وتبرعاتكم وصدقاتكم لإخوانكم المجاهدين والمحتاجين في سوريا وفي فلسطين.

جعل الله -عز وجل- ما تنفقون خيرا لكم في دنياكم وأخراكم، وسبب لتكفير سيئاتكم، ورفعة درجاتكم، جعل الله ما تقدموه في موازين حسناتكم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[البقرة: 183].

بارك الله لي ولكن في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.







  رد مع اقتباس