عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-03-2022, 11:41 PM   #12160

بحر القمر

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله حمدا كثير على بلوغ شهر الصوم والقرآن، أحمده سبحانه على نعمه العظام، ومننه الجسام، وأصلى وأسلم على صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، والشافع المشفع، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله -عباد الله- واستثمروا -رحمكم الله- هذه الأيام المباركة والليالي الشريفة، فو الله إن إدراكها لنعمة عظمى، ومنة كبرى.

احمدوا الله -عز وجل- على أن مد الله في أعماركم، ونسأ في أثاراكم، فجعلكم تدركون هذا الشهر العظيم، شهر الفضائل المتكاثرة، والخيرات المتوالية.

فكم غيب الموت من صاحب، ووارى الثرى لك من حبيب، فاحرص على أن تكون ممن طال عمره، وحسن عمله، وأعيذك بالله أن تكون ممن لم تزده الأيام والليالي إلا بعدا عن ربه، وإعراضا عن خالقه، ذلكم شرار الناس.

جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أي الناس خير؟" فقال صلى الله عليه وسلم: "من طال عمره وحسن عمله" قال: "فأي الناس شر؟" قال: "من طال عمره، وساء عمله".

فاللهم يا حي يا قيوم اجعلنا ممن طال عمره وحسن في الإسلام عمله على إسلام وسنة، وحسن سيرة وسريرة، واجعل الله خير أعمالنا آخرها، واختم لنا بخير ما ختمت لنا به لعبادتك وأوليائك الصالحين، إنك سميع مجيب.

أيها الأخوة في الله: ألا ما أعظمه من شهر حل بساحتنا، وكيف لا يكون كذلك وقد أعطيت فيه الأمة خصالا كثيرة: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله في كل يوم جنته ويقول: "يُوشِكُ عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمَؤُونَةَ وَالأَذَى، وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ، وَيَغْفِرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ" وتصفد فيه الشياطين فلا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة في رمضان، قيل: يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: "لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله".

ولهذه الفضائل وغيرها كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه بقدوم رمضان؛ فعن أبي قلابة وأبي هريرة -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه: "أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاء، وتغلقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتغلُّ فيه مردةُ الشياطينِ، لله فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، مَنْ حُرِمَ خيرَهَا فقد حُرِمَ".

قال ابن رجب -رحمه الله-: "هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا في شهر رمضان، كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان، كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران، كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان من أين يشبه هذا الزمان زمان".

قال معلي بن الفضل -رحمه الله-: "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أخرى بأن يتقبله الله منهم".

وقال يحيى بن كثير: "كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلا".

أيها الأخوة في الله: إن شهر رمضان شهر تربية النفوس وإصلاحها، شهر تزكية النفوس وتهذيبها، شهر تربية النفوس على الاستجابة التامة لله وللرسول -صلى الله عليه وسلم- تربية النفوس على الانقياد المطلق لأمر الله وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-، تربية النفوس للوصول إلى مقصد كريم، وهدف سامي نبيل، ألا وهو تقوى الله –عز وجل- بما فرضه الله –عز وجل- وشرعه في هذا الشهر من الصيام والقيام والصدقة والإحسان، وبما يتأكد في هذا الشهر أكثر من غيره من حفظ الجوارح عن الوقوع في المأثم والمحرمات.

وإن تعجب فأعجب من أولئك القوم الذين جعلوا من أيام هذا الشهر ولياليه فرصة للهو المحرم، ومشاهدة ساقط الأفعال، ورديء الكلام، عبر ما تبثه قنوات البث والتلفزة التي تتاجر بترويج الفسق والفجور، من برامج في ليالي هذا الشهر الكريم، وكأن الأمة الإسلامية لا تعيش مآسي مبكية، ولا مصائب مفجعة، فتضاعف الإمكانات والمجهودات من أجل الترفيه على المشاهد في ليالي هذا الشهر المبارك، عبر مسلسلات هابطة، تعرض فيها صور النساء المتبرجات المائلات المميلات، وربما يشكك في بعض منها بقيم الإسلام، وثوابته الراسخة.

فاتق الله -أيها الأخ الصائم- ولا تجعل ما تحصله من أجر في النهار عرضة للزوال والاضمحلال، بما تشاهده في الليل: "ومن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".

أسأل الله -عز وجل- أن يعيننا جميعا على حفظ جوارحنا إن ربي رحيم ودود.

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبد الله فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه، فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

وقال عليه الصلاة والسلام: "من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرة".

اللهم صل وسلم وبارك...







  رد مع اقتباس