الحمد لله...
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- في أنفسكم وأهليكم وأبنائكم، أن تأمروهم بالصلاة، وتعودوهم على حضور المساجد، فقد أمركم بذلك الحبيب -صلى الله عليه وسلم- فقال: "مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ إِذَا بَلَغُوا سَبْعَ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا إِذَا بَلَغُوا عَشْرًا، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ" رواه أبوداود وأحمد وغيرهما، وحسنه الألباني، وفي رواية عند البزار قال: "عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمْ الصَّلَاةَ..".
وكان من دعاء إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام- ربه فقال: ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ) [إبراهيم: 37], (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ) [إبراهيم: 40]
وأثنى الله -جلَّ وعلا- على نبيه إسماعيل -عليه الصلاة والسلام- فقال: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) [مريم: 55] وفي الصحيحين عن الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ -رضي الله عنه-، قَالَتْ: "فَكُنَّا، بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الْإِفْطَارِ"، فكانوا يأتون بأبنائهم إلى المساجد ويتابعنهم، حتى لا يحدث منهم إزعاج بالبكاء من الجوع فيعطونهم ما ينشغلون به عن الطعام إلى غروب الشمس.
فجميل أن نأتي بأبنائنا إلى المساجد، وأن نعوِّدهم على ارتيادها، والأكمل والأجمل أن نربي فيهم تعظيم بيوت الله واحترامها، وأن نعلمهم الآداب الواجبة للمسجد، وأنها ما جعلت إلا لذكر الله وتلاوة القرآن والصلاة، وأن من تعظيم شعائر الله عدم رفع الصوت في المسجد، والبعد عن التشويش على المصلين وإزعاجهم، واجتناب اللعب واللهو فيها، والمحافظة على مقتنيات المسجد وفرشه وعدم العبث بها.
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان: 74]
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ) [إبراهيم: 40]
|