عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-04-2022, 12:23 AM   #12211

بحر القمر

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله الرحيم الغفور، وأشهد أن لا إله إلا الله، جعل رمضان سيد الشهور، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبرور، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وكل من كان لأوقات الخيرات مسرور.

أيها المسلمون: أفضل وصية، وأجمل هدية، تقوى الله في السر والعلانية.

عباد الله: في هذه الأيام، شهركم قد أظلكم، أيام من دهركم، ها هو قد حل، ونزل ضيفًا، ها هو الشهر القلوب له تواقة، والأفئدة له مشتاقة، ننتظره بفارغ الصبر، ونحسب اليوم والشهر، بل الدقيقة من الدهر، لماذا أيها الإخوة؟، والمسلمون في أصقاع المعمورة، تهتف به، وتتحدث به، وتتطلع له، وتتهيأ لقدومه.

لماذا الحديث في هذه الأيام له طعم، وود حميم؟، والنفوس هياجة، والحياة مُحياها ثجاجة، شهر ليس كالشهور، وأيام كالزهور، كم كنا في عامنا الماضي متأسفين، وأحوالنا فيه من الآسفين! كم أسبلنا العبرات عند فراقه، وبكينا عند رحيله، وعاهدنا نفوسنا لئن قدم علينا وحل بنا، لنُرين الله ما نفعل من جهد وبذل وعمل؟، وهذا من النوايا الحسنة، والبشرى المستحسنة، والأمنيات المشوقة، وعنوان حب الخير، والعطاء والبر.

عباد الله: يقدم الشهر والناس يتهيؤون في منازلهم وأحوالهم ومأكولاتهم ومشروباتهم، فرحًا وسرورًا، تهيؤ وحبورًا، أفلا لا يتهيؤون له عبادة وأجورًا.

جاء الصيام فجاء الخير أجمعه *** ترتيل ذكر وتحميد وتسبيح
فالنفس تدأبُ في قول وفي عملٍ *** صوم النهار وبالليل التراويح

كيف لا يفرح المؤمن بفتح أبواب الجنان؟ كيف لا يفرح بغلق النيران؟ كيف لا يفرح في وقت النفحات، وأوقات الرحمات، وزمن الهبات والعطيات؟ كيف لا يفرح بأوقات المغفرة، ورفع الدرجة وعلو المنزلة؟ إنه سيد الشهور، وبهجة النور، وزينة البدور.

مرحبًا أهلاً وسهلاً بالصيام *** يا حبيبًا زرانا في كل عام
قد لقيناك بحبٍ مفعمٍ *** كل حبٍ في سوى المولى حرام

النفوس في هذه الأيام تستعد، والحياة تطمئن وتسعد، الفرح والسرور بمواسم الخيرات والحبور من علامات الإيمان، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58]، و"للصائم فرحتان".

أيها المسلمون: لو أن ضيفًا غاليًا، وحبيبًا وافيًا، قدم عليك بعد طول غياب، كيف شعورك بقدومه، والتهيؤ له، والاستعداد له؟ كيف إذا حدد المقام ببضعة أيام، وفي الصيام يقول الملك العلام (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ) [البقرة: 202]، بل كيف والشهر يحمل في طياته، وخلال أيامه، ولحظات لياليه، الخير والبركة، السعادة والمسرة، السرور والبهجة؟، بل كيف إذا كان الشهر العتق من النار، والفوز بدار الأبرار؟

إخوة العقيدة: ها هو قد هل أشرف الشهور، ذابت الأصداف في انتظاره، تمزقت المآقي على فراقه، فسبحان الحكيم في خلقه وأمره.

أتاك شهر السعد والمكرمات *** فحيه في أجمل الذكريات
يا موسم الغفران: أتحفتنا *** أنت المُنى يا زمن الصالحات

أتى الشهر ليقرب العبيد إلى رب العبيد، أتى ليلين القلب القاسي من الذنوب والمعاصي، أتى ليقول للدنيا: أنا شهر التوبة والتقى، والبر والتقوى. أتى هذا الشهر ليذكِّر المسلم بإخوانه الذين حلت بهم الفتن والنكبات، والتشريد والقتل، والجوع والهم، والخوف، والحزن، أتى ليمد العون للغير، أتى ليذكِّي النفوس، ويرد الشارد والمنكوث، يكاد المرء يبكي فرحًا بقدومه، ويسيل الدمعة بحضوره.

يا غائبًا: الكون أنشد شوقه *** عجل خطاك فحلمنا لُقياك
رمضان هرول فالقلوب كليلة *** لله تشدوا ربنا رحماك

فهنيئًا لمن أدركه، وهنيئًا لمن بلغه، روحانية الصائمين ترتاح، وتبتهج وتطير الأرواح، فهي في أفراحٍ وأفراح، كيف سيكون حالنا، وبعد أيام ينزل علينا؟ هل من وقفه صادقة، وتوبة ناصحة، ونية خالصة، ودمعة باكية، وسجدة خاضعة؟، في الصيام حلاوة، وفي لحظاته بشاشة وطلاوة، فسبحان الذي فاوت بين الليالي والأيام، وخصها بالنور والسرور والتمام، كان سلفنا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم إياه، أتدرون –أيها المسلمون- إن الشهر شهر النصر والعز، والقوة والشجاعة، على النفس والشيطان والهوى، والعدو الأقوى، نعم إنها حياة الروح، وحياة القلب، وحياة الانتصارات.

يا ذا الذي: ما كفاه الذنب في رجبٍ *** حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما *** فلا تصيره أيضًا شهر عصيان

في الشهر المبارك، يمثل المؤمنون موسمًا من أعظم المواسم، ووقتًا من أجمل الأوقات والمغانم، أبشروا يا أهل الصيام، وأملوا يا أهل القيام بما يعطيكم الملك العلام، أبشروا أيها الصائمون، أبشروا يا أهل القرآن، أبشروا يا أهل الصدقات، أبشروا يا أهل المروءات والخيرات.

أبشروا يا من تحرصون على تفطير الصائمين، وإعانة المحتاجين، أبشروا يا من تقومون على الأرامل والمساكين، أبشروا يا من تفرجون هموم المهمومين، وقضاء المديونين، أبشروا أيها التائبون، أبشروا أيها الغافلون، أبشروا ثم أبشروا ثم أبشروا برحمة أرحم الراحمين، وأجود الأجودين، وخير المعطين، يرحم عباده، ويغفر للمذنب ويرده إلى بابه، أبشروا أيها المرضى بالشفاء وحسن العقبى، أبشروا يا من تسابقون وتنافسون، فهذه أوقاتكم، وهذه أيامكم، وهذه أمنياتكم، فاصدقوا وصادقوا، وأخلصوا وخلّصوا، واجتهدوا وابذلوا، وجدوا وشمروا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ) [آل عمران: 200].

يا صائمًا: ترك الطعام تعففًا *** أضحي رفيق الجوع واللأواء
أبشر بعيدك في القيامة رحمة *** محفوفة بالبر والأنداء

كلما تذكر الصائم أن باب الجنة مفتوح، تلذذ واجتهد في النفس والوقت والروح.
فأتى رمضان مزرعة العباد *** لتطهير القلوب من الفساد
فأدِ حقوقه قولاً وفعلاً *** وزادك فاتخذه للمعادِ
إذا رمضان أتى مقبلاً *** فأقبل بالخير تستقبل
لعلك تخطئوه قبالاً *** وتأتي بعذرٍ فلا يقبل

هذه أوقات المصالحة، وهذه أيام التجارة الرابحة، من لم يربح في هذا الشهر، ففي أي شهرٍ يربح؟! من لم يقرب من مولاه، ففي أي شهر يقرب؟! فهو مضمار السابقين، وغنيمة الصادقين، وربيع المؤمنين، وهو غرة الدهور، ومصباح الشهور، وربيع المؤمن يقتطف فيه الأجور.
قد جاء شهر الصوم فيه الأمان *** والعتق والفوز بسكنى الجنان
شهر شريف فيه نيل المنى *** وهو طراز فوقكم للزمان
طوبى لمن صامه واتقى *** مولاه في الفعل ونطق اللسان
ويا هنا من قام في ليله *** ودمعه في الخد يحكي الجمان
ذاك الذي قد خصه ربه *** بجنة الخلد وحورٍ حسان
هنّاكم الله بشهرٍ أتى *** في مدحه القرآن نص عيان







  رد مع اقتباس