الموضوع: ليتني …..
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /05-21-2022, 05:42 PM   #1

إيلاانا

مبدعي المنتدي

 

 رقم العضوية : 94808
 تاريخ التسجيل : Sep 2013
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : دولة العشاق بمدينة الخيال
 المشاركات : 7,826
 الحكمة المفضلة : لا تشرق الشمس فى منتصف الليل .. ولكن فى قمة ألياس ينبت الأمل
 النقاط : إيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond reputeإيلاانا has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 1331962
 قوة التقييم : 666

إيلاانا غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

تكريم المنتدي في العيد مسابقه القلم المميز مبدع الابداعات العاميه 250 الحضور المميز الردالقيم فى الابداعات وسام مميز قسم الابداعات وسام الحضور المميز 

افتراضي ليتني …..

يوم الأربعاء أثناء ما كُنتُ في دوامي .. أقبلت أحداهن تريدُ التحدثُ معي جانبًا
استأذنت صديقاتي وخرجت تاركة مكتبي والخروج معها خارج الغرفة انزوت بي جانبًا .
بداية سألتني عن مستوى ابنتها ثم بعد ذلك أخذت تحدثني عن ابنتها واردفت بقولها حقيقة أتيتُ اليوم مخصوصة لكِ أنتِ … لأن الجميع يعلم مدى حنيتك وأنك ذات قلب حنون وكما أن طالباتك جميعهن يحبونك يكفي تلك الدعوات من أمهات واباء الطالبات لكً حتى أنك أنت الوحيدة من تُطلب من الأمهات والآباء بخطابات رسمية وذلك ما شجعني أن اتحدث معك . هنا يعلم الله أخذ قلبي تتسارع ضرباته حتى كاد يخرج من صدري
سألتها بهدوء ماذا هناك .
قالت أوصيك ببناتي هنا أمانة عندك حتى يتخرجن هذا طلبي منك واعلم استحالة تردين طلبي
ذهلت وابتسامة برغم خوفي وشكي أنا هناك أمر ما … قلت
( الله يخليكم لهم وأنت وأبوهم )
قالت بعدها أنا مصابة با الكانسر من الدرجة الثالثة
قالت كنت أحس. بألم بصدري لكن كنت. أظن أنه باسباب اعتدنا عليها نحن النساء وبعد ذلك ظهرت لي حبة كبيرة كأنها كورة هنا ذهبت للمستشفى وبعد الاشعة اتضح أنه هذا المرض في الصدر وانتشر تحت الابط وأني تأخرت في الكشف حتى اصبح من الدرجة الثالثة والأسبوع القادم دخولي للمستشفى وابدا في العلاج الكيماوي
لذلك قدمت لك أنتِ كي أوصيك ببناتي أن حدث لي شيء
وأخذت تنهال بالبكاء أقسم بالله لم اتحمل واسأل نفسي لمن أخذتك خطوتك لتشتكي لها أنا لا أعلم من يشكي للآخر
حاولت أن استجمع قوتي المتناثرة واقول لها … إياك أن تبكي إياك أن يرى اولادك دموعك كوني شجاعة واعلمي المكتوب هو ما سيكون عليك بالدعاء والحمدلله أنه في الصدر فهناك من هم أكثر منك ألم ومصابا وقمت بتعدد أكثر من شخصية أصابة بهذا المرض في نفس المكان وها هي الأم تتمتع بصحة جيدة … قلت لها الكثير الكثير
اعطيتها ادعية ترددها باستمرار وان يكون الأمل سلاحها
وبالنسبة لبناتها سوف أكون أنا المسؤولة عنهما ولا اخاف عليهما ابدا حتى تخرجين وتكوني بصحة وعافية
أمسكتُ بيديا يدها وقلت لها لو لم تكوني قوية لم يُصيبك الله بهذا المرض تذكري أن كل ما هو من الله هو خير ورددي صبرا جميل ولله المستعان . اللهم رد صحتي وعافيتي ردًا جميل
أخذتها بحضني قلت لها أكد لك أنك ستعودين هنا تسألين عنهما وأنت في اكمل صحتك …هنا تبسمت ومسحت دموع عيناها وقامت تدعو لي دعاء قشعر منه بدني ونفسي أقول لها نعم آمين آمين
هي لم تعلم أن من جاءت إليها هي من تحتاج من يُطبطب على قلبها … كم هو مؤلم أن تحاول تضميد جراح غيرك وتسعى لذلك وجروحك تنزف لا ضماد يوقف نزيفها
رحلت مودعه وتركتني وفي قلبي غصة تخنقني أبحث عن مكان أختبئ فيه حتى اترك العنان لنفسي البكاء تمنيت صدرًا ادس وجهي فيه وابكي وأخرج كل ما بداخلي من وجع دون أن اتسبب بوجع أحد
لكن أين ذلك المكان وفي كل مكان يتجمهر الكثير … أحمر وجهي الذي فضحني لكن قلت هناك أمر ما سمعته وأثر بي
تذكرت ما هي غير أيام وسيقام حفل تخرجهن وكل أم ستحضر حفل تخرج أبنتها وهناك بطاقات ستوزع على أمهاتهن للحضور وأنا القائمة على ذلك الحفل لأنهن طالباتي … لذلك قررت أنا من سأكون معها و أنا من ستستلم شهادتها وأنا من ستقف معها مع صديقاتها وأمهاتهن سا احتويها و لن أجعلها تشعر بفقدها
فكم كنتُ لهن الصديقة والأخت والأم والمعلمة

حينما نسمع أوجاع الغير ندرك مدى حقارة هذا العالم وهذه الدنيا
وأنها لا تستحق أن نتحاسد أن نتحارب أن يكره بعضا بعض أو يحقد بعضا على بعض
بل العفو والصفح والصمت عندنا سماع ما يؤلمنا ليس ضعفا بل تجاهلاً في زمن أصبح التجاهل وعدم الرد والصمت قوة فكلنا راحلون ولن نحمل معنا غير أعمالنا فهي الحصاد
فكم تمنيت وكم أحاول فلعلي أنجح أنا أعود تلك الفتاة الشقيقة
المتمردة على قوانين البيت تلك الفتاة التي لا تعرف البقاء في مكان واحد بل تتسلق الأسوار وتتسلق الأشجار وكذلك الأبواب وتصعد فوق خزائن الثياب حتى وهي في المرحلة الجامعية
أريد أن أعود لتلك الفتاة التي تتسابق بعجلتها أخواتها وصديقاتها و تتحداهن برقصة شرقية كم تمنيت أنا أعود تلك الفتاة التي دوم ما تضحك
حتى أنني ما زلت اتذكر ذلك اليوم الذي كنت أسير في ممرات الجامعة وخرجت الدكتورة من أحد القاعات وقالت حتى وأنتِ تسيرين بمفردك تمشين مبتسمة
لم يكن جنونا بل كان حب الحياة قد أكون فتاة مغرورة نعم مغرورة بكل شيء فتاة واثقة بنفسها
ولكن أين تلك الفتاة من خطف منها كل ذلك ومن سيعيد لي نفس الماضية أم أنها لن تعود
ام سأظل جالسة وسط قطيع أوجاعي حتى أني لا اقوى على هش ذئاب اليأس علىً يومي وعلى الغد
هل هناك من سيعود نفسي ويجعل لي نصيب من اسمي حتى اعود كما كنت
لا أريد أنا أظل حبيست الوجع وكم حاولت وحاولت كان النجاح مؤقت ثم أعود لوكر حزني وتسلل علي الأحزان والهموم ليتني استطيع أن أزيل حزن ووجع وألم كل من يتألم منها ليتني وليتني
لكن هي أقدار مكتوبة لله حكمة في ذلك فهو أعلم وهو أرحم بنا عمن سواها فيارب أشفي تلك الأم وردها لعائلتها ردا جميل واشفي كل مريض وانصر كل مظلوم وقضي دين كل مديون واغني كل من ضاقت به الحياة ووسع رزقه

إيلانا








التعديل الأخير تم بواسطة إيلاانا ; 05-22-2022 الساعة 04:07 AM
  رد مع اقتباس