( عندك ذنب ولا تستطيع التخلص منه ؟ )
قصة حقيقية مؤثرة :
يقول أحد العلماء الكبار رحمه الله تعالى :
كان لي جار مسرف على نفسه، ممعن في ارتكاب الموبقات، وكان يعشق الخمرة، لا بد أن ينال حظه منها في كل ليلة، ولم يكن بينه وبين الهداية أي جسر أو خيط ممتد، إذ كان كل ما حوله وكل من يتعامل معهم من شأنهم أن يزيدوه بُعداً عن الله، وإمعانا في اللهو والآثام.
وصباح ذات يوم دخلت المسجد كالعادة ﻷداء صلاة الفجر، وإذا بي أرى العجب الذي رأته عيني ولم يصدقه عقلي !!
رأيت جارنا السكّير يجلس في الصف اﻷول جلسة إنسان متبتل متعبد ينتظر إقامة الصلاة !!
وهكذا تحول الرجل في ظلام ليلة واحدة إلى واحد من أفضل من عرفت رُشداً والتزاماً وحباً لله وبُغضاً للمنكرات !!!!
كانت اليد التي جذبته هي يد الله، وكانت البداية إلتفاتة لطف واجتباء من الله عز وجل.
يقول : وعندما فوجئت بتوبة جارنا السكير الذي اجتباه الله على نحو ما حدثتكم عنه قبل قليل، زرته في داره ﻷول مرة ﻷهنئه على حياته الجديدة التي أكرمه الله بها ..
فسألته عن سبب توبته ؟
فقال لي :لقد كنت أخاطب الله في أنصاف الليالي وأواخره، وأنا وحيد في غرفتي هذه والشراب أمامي قائلاً :
( يا ربّ، إنه ليسوؤني أن يبقى هذا الجدار قائماً بيني وبينك، وكم أود أن أزيله ولكني ضعيف لا أقوى على ذلك، فما لك يا ربّ لا تزيله وأنت الربّ القادر على كل شيء ؟! )
والله كلام تدمع له العينين ..
تأملوا في هذا التذلل، في هذا التدخل على الله، في هذه المناشدة التي تعبر عن أدق معاني العبودية لله..
إنه العامل اﻷوحد ربما، أو لعله أهم العوامل التي كانت السبب في أن ينظر الله إليه نظرة رحمة ولطف واستجابة انتشلته في دقائق معدودة من اوحال تيهه إلى صعيد الحب والاجتباء.
فقلت في نفسي : صدق القائلون :
( الصُلحة مع الله بلمحة )
العبرة :
سبحان الله .. كيف تمر الأيام والليالي والسنين، ولا يزال هناك جفوةٌ بين العبد و ربِّه !
باب الله مفتوح
باب التوبة مفتوح
باب الصلة مفتوح
باب الإنابة مفتوح
مهما كان ذنبك كبيراً
الله سبحانه وتعالى يُسترضى بصدقة
يُسترضى بعملٍ صالح
يُسترضى بخدمة الخلق
فمتى الصلح مع الله ؟
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾
الصُلحة بلمحة
مهما كانت ذنوبك كبيرة
قل : يا رب، تُبت إليك
والله يقول : عبدي قبلت .
|