[بحر القمر]

ارسطو و حكمه على انسان؟
أرسطو (384 ق.م – 322 ق.م) فيلسوف يوناني قديم كان أحد تلاميذ أفلاطون و معلم الإسكندر الأكبر.
قيل له يوما : كيف تحكم على إنسان ؟ فأجاب أسأله كم كتاباً يقرأ؟ وماذا يقرأ ؟
و لتوضيح هذا الحكم لا بد من الاشارة الى جملة من الامور :
اولا:لماذا نقرأ؟
نحن نقرأ للاسباب التالية.
- نقرأ لنرتقي فالقراءة تساعد على تطوير العقل و التفكير و تحررنا من قيود الجهل و سيطرة الافكار الخرافية او الهدامة.
- نقرأ لنتواصل فمن تعوّد القراءة سيكون فصيحا في التعبير عن افكاره بسلاسة و طلاقة و يفهمه الآخرون بسهولة.
- نقرأ لنسترخي فالقراءة تمكننا من ان نعيش لحظات استرخاء بعيدا عن كل توتر،
قال أبو الطيب المتنبي: و خير جليس في الزمان كتاب
ثانيا:ماذا نقرأ ؟
لا بد ان نقرأ كل شيء يزيد في ثقافتنا و يثري معلوماتنا و يكسبنا المعرفة.
- نقرأ في الدين لمعرفة خالقنا و علة وجودنا .
- نقرأ في العلوم لتوسيع مداركنا ومخيلتنا ونحسّن تصوراتنا وفهمنا لقوانين الطبيعة.
- نقرأ في التاريخ لنعرف ما حدث و نأخذ العبر و الدروس من الماضي للتخطيط للمستقبل.
- نقرأ في السياسة لمعرفة ما يدور حولنا من احداث، أسبابها و مسبباتها و ما يحاك لأمتنا .
- نقرأ في الادب لأن الأدب تعبيرٌ راق عن المشاعر والأفكار والآراء والخبرة الإنسانية.
- نقرأ في الفنون المختلفة لادراك المقصود منها و الاستمتاع بها.
ثالثا:لمن نقرأ ؟يجب ان نقرأ
- لكبار العلماء في الدين و المشهود بفقههم.
- للأدباء والمفكرين
- للمحللين السياسيين الشرفاء غير المأجورين.
- للمؤرخين
- للأعداء و الخصوم.
رابعا:عدد الكتب التي نقرأ
أظن ان ارسطو في حكمه على انسان قصد بسؤاله كم كتابا يقرأ ما معناه كم كتابا يقرأ و يتعمق في معانيه و يتفاعل معه و يظهر في ثقافته وسلوكه وأسلوبه في الكلام.
فليس المهم برأيي عدد الكتب بقدر ما يهم القراءة التحليلية البعيدة عن السطحية و القراءة الناقدة و الدقيقة.
و تذكّر:
أنّ القراءة بلا تمعن و تأمل كالأكل بلا هضم.
اختم كلامي بما قال الله تعالى في سورة العلق تبيانا لأهمية القراءة:
(اقرأ باسم ربك الذي خلق ( 1 ) خلق الإنسان من علق ( 2 ) اقرأ وربك الأكرم ( 3 ) الذي علم بالقلم ( 4 ) علم الإنسان ما لم يعلم ( 5 )