🌹الأمل
إجتمع اليأس و الاحباط والاكتئاب يوما في إحدي المناطق علي وجه الكرة الأرضية ، وقرروا عمل خطة مُحْكَمَة لذبح الأمل داخل النفس البشرية .. لقد اصبح الامل خطراً داهماً يهدد وجودهم وقدرتهم علي الحياه ، ولابد من ايجاد حل لوقف نمو هذا العدو الخطير بل والقضاء عليه ..
قال اليأس بخبث ؛ سأجعله ينظر حوله ويجد ارتفاع الاسعار المجنون والغلاء المتوحش الذي يلتهم في طريقه اي مصدر للدخل .. يجد الارض قد أصبحت ساحة للمعارك و الصراعات بين البشر .. وان الماده هي الهدف والغاية التي يسعون لها ويفعلون اي شيء للوصول اليها .. لن تري عينه ولن تسمع اذنه إلَّا السئ من القول و العمل .
وقال الاحباط وهو يتلوي مثل الثعبان ؛ وأنا سأجعله يعمل ويكد ويتعب ولن يصل في النهايه لأي شيء .. سأجعله يري أناسا أقل منه في الكفاءة والعلم يحصلون علي كل الفرص ولن يستطيع هو أن يحصل علي فرصة واحده .. يري البشر يقاسون بمقاييس غريبة حسب ما يمتلكونه من الثروة والمعارف و السلطه وليس بما لديهم من علم أو اخلاق أو إمكانيات .
وهنا جاء دور زعيمهم الإكتئاب في الكلام ؛ فقال بهدوء وعمق شديدين وبنظرات يملؤها الحقد والشر ، وانا لن احتاج لاكثر مما ستفعلون لكي أحكم السيطرة عليه وأجعله يفقد الثقة في كل شيء حتي في نفسه .. سيري الدنيا بمنظار اسود .. سأجعله يشعر بالحزن والتوتر والقلق معظم الوقت .. سيفقد الرغبة في النوم بالليل والعمل بالنهار .. يظل وحيداً محبطاً محطما ً.. ليس لديه اي قدره علي الابتكار او التفكير ..تسكنه الامراض المعروفة وغيرالمعروفه ولن يجد لها علاج عند الاطباء او المعالجين النفسيين او حتي الدجالين .
استقروا جميعاً علي هذه الخطة الشيطانية ...
عزموا علي التنفيد .. إنطلقوا في كل مكان وزمان يبحثون علي عدوهم الأمل .. اين هذا الأمل ؟؟ اين يختفي ؟؟ .. بعد طول بحث و إنتظار ، عثروا عليه اخيراً .. وجدوه مستقراً في قلوب بعض البشر .. بدؤا في محاولة اخراجه من قلوب هؤلاء البشر .. الامر يبدو صعباً وغير متوقع .. بذلوا مجهوداً مضاعفاً ، كل الظروف و العوامل المحيطة تساعدهم ولكن دون جدوي .. ما السر وراء صعوبة إخراج الأمل من قلوب هؤلاء البشر ؟؟ من هؤلاء البشر ؟؟ ولما يبدون مختلفين عن غيرهم ؟؟ جلسوا يراقبون ويتأملون أحوالهم وتصرفاتهم .. لاحظوا شيئاً غريباً .. لاحظوا ان هؤلاء الاشخاص لديهم صفة غريبة غير موجودة في غيرهم من البشر ، هذه الصفة هي حسن الظن بالله ، لديهم ثقة عظيمة بأن الله معهم ولن يضيعهم .. لديهم قناعة دائما بأن المحنة لابد وان تحمل في طياتها منحة من الله .. مُحَصَّنين ضد الهم و القلق .. يشعرون بالرضا والسعاده في حياتهم وبأن الله سبحانه وتعالى أحيانًا يغلق أمامهم باباً لكي يفتح باباً آخر أفضل منه .. يعملون و يسعون لطلب الرزق وشعارهم في الحياة بأن الأمل يأتي مع العمل .
فما أحوجنا الي زرع بذور الامل في حياتنا و لا نترك أنفسنا فريسة لأعداء الأمل ، اليأس والاحباط والاكتئاب.
|