الموضوع: ٢٣ يوليو ٢٠٢٢
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /08-04-2022, 04:54 AM   #1

belly

عضو فعال

 

 رقم العضوية : 103332
 تاريخ التسجيل : Feb 2018
 العمر : 44
 الجنس : ~ رجل
 المكان : الإسكندرية
 المشاركات : 471
 الحكمة المفضلة : السعادة الحقيقية في رضي الله
 النقاط : belly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 15700
 قوة التقييم : 0

belly غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي ٢٣ يوليو ٢٠٢٢



السبت الثالث و العشرون من يوليو عام 2022 .. كان يوماً عادياً مثل أي يوم ...

الفارق الوحيد هو أنه كان إجازة !! .. و إكتموا الضحكات .. فمن خصائص شركتنا الموقرة أنها لا تعطي أي إجازة في موعدها ... لدرجة أنه تم ترحيل إجازة بعدها بشهرين كاملين و تم ترحيلها مرة ثانية بسبب " ظروف العمل " ..

كنت أتوق لمجئ هذا اليوم حقيقة .. فوالدتي كانت محجوزة بالعناية الفائقة في مركز لغسيل الكلي منذ اليوم العاشر من نفس الشهر ..

و كان وقت الزيارة في العناية الفائقة من الثانية و حتي الثانية و النصف من ظهر كل يوم .. و هكذا فقد كان آخر يوم رأيت أمي فيه كان الجمعة 15 يوليو ...

أسمع بعضكم يقول بسخرية ... و ماذا عن الجمعة 22 يوليو ؟

حسناً... لقد أراد صاحب الشركة تجهيز مخزن السطح و لأنني أعمل كأمين مخزن قطع غيارو لأن صاحب الشركة بعتبر نفسه بمثابة الإله ... فقد كان التغيب عن العمل بيوم الجمعة أمراً شديد الصعوبة .. و لن يكون الفصل بأقصي العواقب .. بل يمكن أن يصل الأمر إلي درجة السجن خاصة لو توضح وجود عجز برصيد قطعة غيار ما ، فسوء النية مبيت و الثقة معدومة !

لذلك فقد ذهبت إلي العمل مضطرا بالأمس و أنا متضايق بسبب مرورسبعة أيام كاملة دون أن أزور أمي الغالية ... صحيح إخوتي و أخواتي كان يزرونها كل يوم و يلبون طلبات ممرضي العناية الفائقة من دواء و أغطية و قطن طبي – أجل قطن طبي !! – ، لكنها كانت امي أنا الآخر ...

سهرت في هذا اليوم و نمت بعد صلاة الفجر بقليل و أنا أمني نفسي بوجبة نوم دسمة ، فاليوم إجازة و لا يوجد أدني مبرر لأجل الإستيقاظ مبكراً .. فالزيارة تبدأ في الثانية بعد الظهر .. لذا فسوف أنام حتي أذان الظهر !

و تذكرت حال أمي و كيف أن المرض هاجمها فجأة و أنها كانت في قمة نشاطها الذهني و النفسي قبل دخول مركز علاج الكلي هذا لأول مرة في يناير الفائت بنفس العام 2022 و أنها قضت شهر كامل فيه .. هذا الشهر كلفني أكثر من ثلث ثروتي أو تحويشة العمر ... أجل .. إنني فدا امي و بذل روحي نفسها أهون عليّ من أن أراها تتوجع ، لكن ثلث ما أدخرته منذ عام 2008 إلي عام 2022 و دون أن تتحسن حالتها .. بل أنها تدهورت كثيراً .. هذا شئ مماثل للشعور بالسرقة .. عامة هذا قدر الله و أفوض أمري إليه ، و بعد ذلك دخلت للعناية المركزة بمستشفي العمال في كرموز ، ثم تحسنت صحتها جزئياً لترجع للمنزل .. قبل أن تدخل مرة أخري للعناية

الفائقة بنفس المركز .. لكن عن طريق التأمين الصحي هذه المرة .. فلو أنها لم تدخل عن طريقة لكلفني هذا المتبقي من ثروتي بثلاثة أضعاف علي الأقل...

ثم تذكرت حالي انا و كيف أنني أعاني من مشكلة ما منذ عقود دون ان اتمكن من إيجاد حلا لها .. و ربما كان السبب في ذلك هو أنني اكتمها في أعماقي و لا أصارح بها أحداً، فأنا أكره أن أحكي لأي إنسان عن مكنونات نفسي و أسراري الشخصية .. حتي أمي كانت تلح عليّ كثيراً لكي أفتح لها صدري و أبوح لها بالسر الذي جعلني عازفاً عن الزواج حتي هذه اللحظة ...

لكن فاض بي الكيل .. فلم أعد أتحمل كتمان الأمر بأعماقي أكثر .. لذلك فسوف أنتظر .. سوف أنتظر حتي تخرج أمي من العناية الفائقة بإذن الله و تستعيد جزء من صحتها و تركيزها .. و أقص عليها متاعبي و أنتظر من عقلها الواعي الناضج الحل السليم .. فلا يمكن أن أصارح سواها ...

كنت أتقلب في فراشي حينما إرتفع رنين الهاتف .. و لا أدري لماذا شعرت بالتوتر هذه المرة و خفق قلبي بعنف .. و قلت في أعماقي :-

- هل يمكن أن تكون أمي قد ...

لم أقدر علي إكمال العبارة في نفسي حتي .. لذلك نفضت الفكرة عن ذهني وواصلت النوم ، و بعد قليل جاءت أختي لتوقظني قائلة :-

- الساعة الآن العاشرة .. هيا إستيقظ ؟

نظرت لها في دهشة و هي تغادر غرفتي و حينما نظرت في هاتفي المحمول وجدتها التاسعة و دقيقة صباحاً ، فقلت في نفسي بحيرة :-

- و لماذا أستيقظ مبكراً ؟ اليوم إجازة كما أن الزيارة موعدها لا يزال بعيداً و لماذا تقول أختي أنها العاشرة ، رغم أنها التاسعة فحسب ؟

أغمضت عينيّ بضع دقائق و أنا أفكر قبل أن تدخل أختي الثانية و تقول لي :-

- ألا زلت نائماً ؟

نظرت لها و أنا أقول في حيرة مترقبة :-

- ما الأمر ؟ ما الذي حدث ؟

أجابتني دموعها و نشيجها العالي فعرفت الحقيقة ...

ماتت أمي .. ماتت دون ان اودعها .. ماتت دون أن أراها منذ ثمانية أيام كاملة .. ماتت في مركز طبي بعيد عن بيتها و فراشها دون أن يكون بجوارها أحد من أبنائها يحتضنها أو يلقنها الشهادة .. رحمك الله يا أمي و غفر لكِ و أنار قبرك و نعمك فيه و أسكنك فسيح جناته .. اللهم آمين

1/8/2022



في محاولة للخروج من جو الاحزان
سوف اضع لمنتدي القصص
قصة بعنوان الفارس علي ٣ اجزاء
اتمني المتابعة و ان تروقكم







  رد مع اقتباس