عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /08-27-2022, 04:27 PM   #153

د. محمد الرمادي

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي [36] وفاة أمه الحنون!

[36]
" وَفَاةُ « „ آمِنَةَ ‟ »"
ـــــــــ وفاة أمه الحنون ـــــــــ
﴿ « ٤٨ ق. هـ ~ ٥٧٥ م [-٥٧٦ [1] م] » ﴾

*. ] مازلنا نتعايش أحداث العهد المكي؛ ومازلنا نعيش مع الطفولة المبكرة للعدناني القرشي المكي .. ثم من بعد المدني.. محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صلى الله عليه وآله وسلم.. ابن الزُهرية « „ آمنة بن وهب‟ »...


*.] تمهيد لمسألة « „ موت آمنة بنت وهب‟ » أم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب[صلى الله عليه وآله وسلم] .
1 .] وَكَانَتْ مُدَّةُ رَضَاعِ رَسُولِ اللَّهِ [صلى الله عليه وآله وسلم] عند السعديّة حليمة سَنَتَيْنِ[2]... وقد خشيت السعدية « „ حليمة ‟ » على الطفل محمد بعد حادثة شق الصدر؛ وهي حادثة عظيمة؛ ومِن دلائل نبوته صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهي -الحادثة- كانت كذلك سببا في خوف حليمة السّعديّة عليه صلّى الله عليه وآله وسلّم، ممّا جعلها تعيده إلى أمّه.. والتي تكلمتُ عنها في الفصل السابق فردته إلى أمه.. وبينتْ السعدية « „ حليمة ‟ » وجهة نظرها في هذه العودة المفاجئة بالطفل فـ قَالَتْ : قَدْ بَلَّغَ اللَّهُ بِابْنِي، وَقَضَيْتُ الَّذِي عَلَيَّ، وَتَخَوَّفْتُ عَلَيْهِ الْأَحْدَاثَ فَأَدَّيْتُهُ إِلَيْكِ كَمَا تُحِبِّينَ[3]".. وقولها هذا جاء بعد ما قال لها زوجها.. إذ تروي أنه قَالَ أَبُوهُ لها:" وَاللَّهِ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْغُلَامُ قَدْ أُصِيبَ فَأَلْحِقِيهِ بِأَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ ذَلِكَ [4] ".

*. ] " قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ بَعْدَ ذِكْرِ رُجُوعِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، إِلَى أُمِّهِ آمِنَةَ بَعْدَ رَضَاعَةِ حَلِيمَةَ لَهُ:
" قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ مَعَ أُمِّهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ وَجَدِّهِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فِي كَلَاءَةِ اللَّهِ وَحِفْظِهِ، يُنْبِتُهُ اللَّهُ نَبَاتًا حَسَنًا لِمَا يُرِيدُ بِهِ مِنْ كَرَامَتِهِ[5]. .
فقال الله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- ممتنّا على نبيّه بهذه النّعمة:{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى }.
لقد عاد محمّد [صلى الله عليه وآله وسلم] إلى أحضان أمّه، ترعاه وتحنو عليه، شأنه شأن كلّ صبيّ، وشأنها شأن كلّ أمّ: تحدّثه ويحدّثها، تلاعبه ويلاعبها، تملأ عليه دنياه، ويملأ عليها دنياها[6].
فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ سِتَّ سِنِينَ، تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ[7]

2 .] أحداث ما قبل وفاة أمه:
مقدمة وتمهيد لزيارة قبر والد الرسول :"
*.] السبب الذي دعى آمنة بنن وهب؛ والدة السيد الجليل المصطفى للخروج من مكةَ إلى يثرب:"

السيدةُ آمنة كانت وفية لزوجها عبداللَّه؛ والد الرسول صلّى اللَّه عليه وآله سلم بعد وفاته، فكانت تخرج في كل عام إلى المدينة تزور قبره، فلما أتى على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ست سنين خرجت زائرة لقبره ومعها عبدالمطلب وأم أيمن -بركة- حاضنة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما صارت بالأبواء منصرفة إلى مكة ماتت بها. [8]




ولعلها فعلت ذلك وفاءً لذكرى زوجها الراحل؛ بأن تزور قبره بيثرب؛ فخرجت من مكة بوحيدها اليتيم قاطعة رحلة تقترب من خمسمائة [ 500 ] كيلومتر.. رافقتهما في هذه الزيارة خادمتها أم أيمن؛ بركة[9]

3.] مَن رافق آمنة في زيارتها:

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ:" وَتُوُفِّيَتْ أُمُّهُ آمِنَةُ وَلَهُ سِتُّ سِنِينَ بِالْأَبْوَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، كَانَتْ قَدِمَتْ بِهِ الْمَدِينَةَ عَلَى أَخْوَالِهِ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ تُزِيرُهُ [10] إِيَّاهُمْ فَمَاتَتْ وَهِيَ رَاجِعَةٌ ،
وَ
قِيلَ : إِنَّهَا أَتَتِ الْمَدِينَةَ تَزُورُ قَبْرَ زَوْجِهَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَمَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَأُمُّ أَيْمَنَ حَاضِنَةُ رَسُولِ اللَّهِ[11] ،

وَ
قِيلَ : إِنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ زَارَ أَخْوَالَهُ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ، وَحَمَلَ مَعَهُ آمِنَةَ وَرَسُولَ اللَّهِ، فَلَمَّا رَجَعَ تُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ، وَدُفِنَتْ فِي شِعْبِ أَبِي ذَرٍّ ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ . [12] .

وعليه فكما روى ابن إسحاق في السيرة نقرأ أن مَن رافق آمنة مع وحيدها في رحلة الزيارة لـ :" أَخْوَالِهِ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ":


1.] َأُمُّ أَيْمَنَ -بركة- حَاضِنَةُ رَسُولِ اللَّهِ[13] ؛ السيدة الحبشية؛ وهي بنت ثعلبة بن حصن؛ التي أعتقها أبوالمصطفى..
وقيل: بل هو صلى الله عليه وسلم،
وقيل: كانت لأمِهِ[14] ."

وبتتبع الخبر كما رواه ابن الأثير في الكامل نجد أن المرافق الثاني هو:

2.] عَبْدُالْمُطَّلِبِ .. جد محمد بن عبدالله.

فائدة:

لم أطلع على أن آمنة بنت وهب كان لها أخاً؛ وعليه نفهم أن الزيارة كانت لأخوال الجد عبدالمطلب؛ وليس أخوال الطفل اليتيم محمد؛ أو إطلاق التعبير من باب النسب.. بإضافة الأخوال إليه مجازًا؛ لأنهم أخوال جدّه عبدالمطلب؛ لأن أمه سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن عدي بن النجار النجّاريّة.

سبب ذكر في عودتها إلى مكة :

وجاء في طبقات ابن سعد ؛ والراوي ابن عباس" ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ بِأَسَانِيدِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَتْ بِهِ أُمُّهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَمَعَهُ أُمُّ أَيْمَنَ، وَلَهُ سِتُّ سِنِينَ فَزَارَتْ أَخْوَالَهُ..

قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: فَجَاءَنِي ذَاتَ يَوْمٍ رَجُلَانِ مِنْ يَهُودِ الْمَدِينَةِ فَقَالَا لِي:" أَخْرِجِي إِلَيْنَا أَحْمَدَ نَنْظُرُ إِلَيْهِ"..
فَنَظَرا إِلَيْهِ..
وَقَلَّبَاهُ..
فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ:" هَذَا نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَهَذِهِ دَارُ هِجْرَتِهِ، وَسَيَكُونُ بِهَا مِنَ الْقَتْلِ وَالسَّبْيِ أَمْرٌ عَظِيمٌ"..

فَلَمَّا سَمِعَتْ أُمُّهُ خَافَتْ وَانْصَرَفَتْ بِهِ فَمَاتَتْ بِالْأَبْوَاءِ وَهِيَ رَاجِعَةٌ . "
**

علة آمنة التي ماتت بسببها:"

يكمل صاحب المواهب فيقول:" وروى أبونعيم من طريق الزهري عن أسماء بنت رُهم [وفي نسخة: بنت أبي رهم، وفي كتب السيوطي نقلا عن أبي نعيم عن أم سماعة بنت أبي رهم، فلعل اسمها أسماء وكنيتها أم سماعة] عن أمها قالت: " ماتت آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم في علتها ". جاء الخبر في دلائل النبوة بسند ضعيف
قلت(الرمادي): ولم يتبين لي العلة؛ بيد أن السبب الوحيد لموت الإنسان هو إنقضاء وإنتهاء أجله.. وليس كما يدعي البعض بأن للموت أسباب عدة؛ لكن توجد حالات يكون فيها الموت محققاً كحالة الغرق لمن لا يحسن السباحة والقي في بحر؛ أو قطع شريان في يد..

*.] تصرف أم ايمن بركة بعد موت آمنة :"

فَلَمَّا كَانُوا بِالأَبْوَاءِ تُوُفِّيَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ، فَقَبَرَهَا هُنَاكَ، فَرَجَعَتْ بِهِ أُمُّ أَيْمَنَ عَلَى الْبَعِيرَيْنِ اللَّذَيْنِ قَدِمُوا عَلَيْهِمَا مَكَّةَ وَكَانَتْ تَحْضُنُهُ مَعَ أُمِّهِ[15] ".

﴿ موضع قبر آمنة بنت وهب .. ﴾ :"
1.] القول الأول :" قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ " أَنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمِنَةُ تُوُفِّيَتْ. بِالْأَبْوَاءِ، بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ."

وصحح هذا القول ابن الأثير في الكامل فقال : " وَتُوُفِّيَتْ أُمُّهُ آمِنَةُ وَلَهُ سِتُّ سِنِينَ بِالْأَبْوَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ.. فَمَاتَتْ وَهِيَ رَاجِعَةٌ ، وَقِيلَ : إِنَّهَا أَتَتِ الْمَدِينَةَ تَزُورُ قَبْرَ زَوْجِهَا عَبْدِ اللَّهِ، وَمَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَأُمُّ أَيْمَنَ حَاضِنَةُ رَسُولِ اللَّهِ ، فَلَمَّا عَادَتْ مَاتَتْ بِالْأَبْوَاءِ[16].
بيد أنه ذكر موضعا أخرا:

2.] القول الثاني : ذكره الطبري في تاريخه :" وَيُقَال إِن قبر آمِنَة بنت وهب فِي شعب أَبى ذَر بِمَكَّة. [17].".
ووافق صاحب الكامل فيما قاله ابو جعفر محمد الطبري: وَقِيلَ : إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ زَارَ أَخْوَالَهُ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ، وَحَمَلَ مَعَهُ آمِنَةَ وَرَسُولَ اللَّهِ ، فَلَمَّا رَجَعَ تُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ ، وَدُفِنَتْ فِي شِعْبِ أَبِي ذَرٍّ ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ . [18] "...
وبهذا القول الذي قال به الطبري وابن الأثير فـ لم يوفق محمد بن عبدالوهاب في قوله :" ولا خلاف أن أمه ماتت بين مكة والمدينة بالأبواء، منصرفَها من المدينة من زيارة أخواله. ولم يستكمل إذ ذاك ست سنين[19]." ..

ولعله سبق قلم أو لم تتوفر لديه المراجع حين كتب ابن عبدالوهاب مختصره في السيرة.

ولعل عبدالوهاب مالَ لما قرأه في الطبقات لأبن سعد :" عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَكَّةَ أَتَى جِذْمَ قَبْرٍ فَجَلَسَ إِلَيْهِ وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ ، فَجَعَلَ كَهَيْئَةِ الْمُخَاطِبِ ، ثُمَّ قَامَ وَهُوَ يَبْكِي ، فَاسْتَقْبَلَهُ عُمَرُ ، وَكَانَ مِنْ أَجْرَأِ النَّاسِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا الَّذِي أَبْكَاكَ ؟ فَقَالَ : " هَذَا قَبْرُ أُمِّي سَأَلْتُ رَبِّي الزِّيَارَةَ فَأَذِنَ لِي، وَسَأَلْتُهُ الاسْتِغْفَارَ فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَذَكَرْتُهَا فَرَقَقْتُ فَبَكَيْتُ "، فَلَمْ يُرَ يَوْمًا كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ يَوْمَئِذٍ ،

تعليق ابن سعد :

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : وَهَذَا غَلَطٌ وَلَيْسَ قَبْرُهَا بِمَكَّةَ وَقَبْرُهَا بِالأَبْوَاءِ .

ويعلق الزرقاني في شرحه على القسطلاني بالقول :" ودفنت بِالأَبْوَاءِ على المشهور ".

بيد أن الزرقاني تتبع الأقوال والأحوال فقال شارحاً:" وهو قول ابن إسحاق، وجزم به العراقي وتلميذه الحافظ، ويعارضه ما مر؛ كالأحاديث من أنها بالحجون، وجمع بعض- كما في الخميس- بأنها دفنت أولا بالأبواء، وكان قبرها هناك، ثم نبشت ونقلت بمكة ".


قرية الأبواء :

(الأَبْواء) هي موضع بين مكة والمدينة، وهو إلى المدينة أقرب، [20] إذ أنه وادٍ بين مكة والمدينة، "وقيل: بشِعب" أي ما انفرج بين جبلين أو الطريق في الجبل، أي قرية من أعمال الفرع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا. وموضعها في الشمال عن الجحفة على ثمان فراسخ (210 كلم إلى جنوب المدينة المنورة)؛ وهي تعرف الآن باسم «الخريبة» نظرا لتعرضها لسيل جارف أحدث فيها خرابا فسميت به." ومر بها الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه مرارا، وفيها مسجدان ثبت أنه صلى فيهما، كما ورد أنه اغتسل بها، وأُهدى إليه حمار وحشي من أهل القرية." وقرأ في أمهات الكتب أن أول غزوة غزاها النبي في الإسلام كانت في الأبواء، بعد اثني عشر شهرا من مقدمه إلى المدينة، وكانت في شهر صفر، ولم يقاتل فيها ولم يلق كيدا. وأن النبي أقام بالأبواء بقية صفر وعاد في ربيع الأول، وكان لواؤه صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة أبيض اللون يحمله عمه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وتم الصلح في مكان يقال له «شعيب جاروه» وهو مكان معروف بهذا الاسم حتى الآن."
**
وجاء عند السيوطي في فتاويه[21] :"
أَخْرَجَ أبو نعيم فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أم سماعة بنت أبي رهم عَنْ أُمِّهَا قَالَتْ : شَهِدَتْ آمنة أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي عِلَّتِهَا الَّتِي مَاتَتْ فِيهَا وَمُحَمَّدٌ غُلَامٌ يَفْعٌ لَهُ خَمْسُ سِنِينَ عِنْدَ رَأْسِهَا فَنَظَرَتْ إِلَى وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَتْ :
بَارَكَ فِيكَ اللَّهُ مِنْ غُلَامٍ
يَا ابْنَ الَّذِي مِنْ حَوْمَةِ الْحِمَامِ
نَجَا بِعَوْنِ الْمَلِكِ الْمِنْعَامِ
فَوَدَى غَدَاةَ الضَّرْبِ بِالسِّهَامِ
بِمِائَةٍ مِنْ إِبِلٍ سِوَامِ
إِنْ صَحَّ مَا أَبْصَرْتُ فِي الْمَنَامِ
فَأَنْتِ مَبْعُوثٌ إِلَى الْأَنَامِ
مِنْ عِنْدِ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ
تُبْعَثُ فِي الْحَلِّ وَفِي الْإِحْرَامِ
تُبْعَثُ بِالتَّحْقِيقِ وَالْإِسْلَامِ
دِينِ أَبِيكَ الْبَرِّ إِبْرَاهَامِ
فَاللَّهُ أَنْهَاكَ عَنِ الْأَصْنَامِ
أَنْ لَا تَوَالِيَهَا مَعَ الْأَقْوَامِ".

قلتُ(الرمادي) :لي مراجعة لتلك الأبيات المنسوبة لآمنة بنت وهب في ملحق:"الشخصيات المحورية".

*( ثُمَّ قَالَتْ : كُلُّ حَيٍّ مَيِّتٌ وَكُلُّ جَدِيدٍ بَالٍ، وَكُلُّ كَبِيرٍ يَفْنَى، وَأَنَا مَيِّتَةٌ وَذِكْرِي بَاقٍ، وَقَدْ تَرَكْتُ خَيْرًا، وَوَلَدْتُ طُهْرًا. ثُمَّ مَاتَتْ،..*
**

4: .] عمر الطفل محمد حين وَفَاة أمه آمِنَةَ:

محاولة لتحديد سنه:"

أختلف أهل السير وعلماء السيرة إختلافا بيّناً في تحديد عمره حين توفت أمه السيدة الزُهرية آمنة بنت وهب .. وإليك أقوال السادة العلماء :

١ .] :" القول الأول ست سنوات: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: (وأيضاً تجده عند[ تاريخ ابن أبي خيثمة])" فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ سِتَّ سِنِينَ، تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ[22] ".
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: أَنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمِنَةُ تُوُفِّيَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ سِتِّ سِنِينَ[23]"
ونقل ابن عساكر في تاريخ دمشق [رقم الحديث: 1488 ؛ (غير أنه حديث مقطوع)] مقالة ابن إسحاق وأضاف قائلاً:" عن ابن إسحاق ، قَال : كان النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع جده ، فهلكت أمه وهو ابن ست سنين بعد الفيل بثمان سنين [24]"

2. ] وَرَدَّتْهُ حَلِيمَةُ إِلَى أُمِّهِ وَجَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ فِي قَوْلٍ[25] ."
قلتُ(الرمادي) فيفهم من قول ابن إسحاق وابن الأثير ان رحلة يثرب مع أمه وحاضنته أم أيمن بركة كانت في نهاية العام الخامس من عمره وبداية السادس.
وقال ابن كثير في البداية :" وَمَاتَتْ أُمُّهُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِ سِنِينَ[26] ، وَمَاتَ جَدُّهُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ فَأَوْصَى بِهِ إِلَى عَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ "..
قلتُ(الرمادي) : وما ذهب إليه ابن كثير يعود لرواية السعدية حليمة نفسها..

*.] وقال المقريزي في إمتاع الأسماع محدداً العمر بالسنة والشهر واليوم :" وله صلّى اللَّه عليه وسلّم ست سنين وثلاثة أشهر وعشرة أيام،
ولكنه للأمانة العلمية نقل الأقوال الآخرى؛ فذكر ما قيل أن: عمره كان أربع سنين، ثم يذكر قولا ثالثاً:" فقد قيل: ثمانية أعوام، ثم عاد ليؤكد وفقا لما بحثه وتبين له بأن :" الأول أثبت "
تخريج الأقوال :"
ماتت أم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وله ست سنين وقيل: أربع : تجده في " تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ص 24".
أما القول بأنها :" توفيت وهو ابن أربع سنين: فتجده عند " تلقيح فهوم أهل الأثر؛ ص 13 .
والإمام الزرقاني[27] ؛ المصري المالكي ذكر في شرحه على المواهب للقسطلاني الإقوال التي قيلت في عمر الطفل محمد حين وفاة أمه الزهرية آمنة؛ مع إضافات لم أجدها عند المقريزي: فذكر الزرقاني "
ولما بلغ صلى الله عليه وسلم أربع سنين –

وقيل: خمسًا[28]، و

قيل: ستًا[29]، و

قيل: سبعًا[30]، و

قيل: تسعًا[31]، و

قيل: اثنتي عشرة سنة وشهرًا وعشرة أيام[32]- هذا ما ذكره الزرقاني من حيث عمر اليتم وقت أن ماتت أمه..
ثم يذكر مكان وفاتها..فـ

الأول:" وماتت أمه بالأبواء :
أما القول الثاني في موضع موتها فقد "قيل: بشعب أبي ذئب بالحجون[33]. وفي القاموس: ودار رائعة[34] بمكة فيه مدفن آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم."


فترة إقامتها في يثرب:"


جاء في طبقات ابن سعد :" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أُمِّهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، فَلَمَّا بَلَغَ سِتَّ سِنِينَ خَرَجَتْ بِهِ إِلَى أَخْوَالِهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ بِالْمَدِينَةِ تَزُورُهُمْ بِهِ، وَمَعَهُ أُمُّ أَيْمَنَ تَحْضُنُهُ وَهُمْ عَلَى بَعِيرَيْنِ، فَنَزَلَتْ بِهِ فِي دَارِ النَّابِغَةِ، فَأَقَامَتْ بِهِ عِنْدَهُمْ شَهْرًا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ أُمُورًا كَانَتْ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ، لَمَّا نَظَرَ إِلَى أُطُمِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ عَرَفَهُ، وَقَالَ : " كُنْتُ أُلاعِبُ أُنَيْسَةَ جَارِيَةً مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى هَذَا الأُطُمِ وَكُنْتُ مَعَ غِلْمَانٍ مِنْ أَخْوَالِي نُطَيِّرُ طَائِرًا كَانَ يَقَعُ عَلَيْهِ " ، وَنَظَرَ إِلَى الدَّارِ ، فَقَالَ : " هَهُنَا نَزَلَتْ بِي أُمِّي، وَفِي هَذِهِ الدَّارِ قُبِرَ أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَحْسَنْتُ الْعَوْمَ فِي بِئْرِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، "
يكمل صاحب المواهب:" فأقامت به عندهم شهرًا، فكان صلى الله عليه وسلم يذكر أمورًا كانت في مقامه ذلك، ونظر إلى الدار فقال: "ها هنا نزلت بي أمي، وأحسنت العوم في بئر بني عدي بن النجار، "
**
:" وورد سؤال :" كم كان عمر آمنه بنت وهب والدة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما توفيت؟
االإجابــة: فإن آمنة ذكر بعض أهل العلم أنها توفيت وهي بنت عشرين سنة."

**
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبقى في بحث وفاة آمنة بنت وهب أم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب مسألة مروره بقبرها وما قاله وسأتكلم في موضعها عنها...

يتبع بإذنه تعالى







  رد مع اقتباس