عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /08-27-2022, 04:34 PM   #154

د. محمد الرمادي

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي [37] كفالة ورعاية جده!

[37] كفالة ورعاية جده

تمهيد: " اليتم ورعاية الجد ثم العم "

اختلف أهل المغازي وأصحاب السير في تاريخ وفاة والده..
والذي قاله ابن إسحاق في السيرة النبوية؛ ورحجه ابن سعد: أن ذلك كان وهو حمل بين قلب أمه وفؤادها؛ وهو المشهور الذي رجحه كثير من العلماء.. أمثال: الذهبي في تاريخ الإسلام: السيرة النبوية؛ وابن كثير في موسوعته: البداية والنهاية.. وهو الذي قطعت به الآية القرآنية:« أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ » ﴿آية رقم ٦: من سورة الضحى ورقمها ٩٣﴾..
وبذلك يكون الرسول ﷺ قد ولد يتيماً..
وعندما مات والده عبدالله بن عبدالمطلب؛ كفله جده لأبيه: عبدالمطلب بن هاشم؛
واليتيم -محمد بن عبدالله- تحت رعاية أمه آمنة بنت وهب الزُهرية؛ وقد ثبتت كفالة جده له.. وعليه ظل الرسول ﷺ في رعاية أمة آمنة وكفالة جده عبدالمطلب بعد أوبته من بادية بني سعد..

و
في الفصل السابق تحدثتُ أنه عندما بلغ من العمر ست سنين توفيت والدته آمنة بالأبواء..فـ حملته مولاته وحاضنته أم أيمن (بركة الحبشية) إلى جده عبدالمطلب بمكة؛ فأخذ يحوطه بعنايته إلى أن توفي وللنبي ﷺ ثمان سنوات من العمر؛ فأوصى به إلى عمه أبي طالب.. أخي أبيه عبدالله لآمه وأبيه: فــ
- أمهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ..
وهذا ما سأتكلم عنه في فصل قادم -بإذنه تعالى في سماه وتقدست اسماه-
فــ
لنصحب مواقف الجد؛ عبدالمطلب بن هاشم مع حفيده إثناء حضانته له وكفالته إياه ورعايته بعد أن توفيت آمنة بنت وهب الزهرية -أم اليتيم محمد-..
لما توفيت آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمه إليه جده عبدالمطلب ورق عليه رقة لم يرقها على ولده.. واقسم تلك الفترة الزمنية اليسيرة إلى مشاهد ومواقف:


[« ١ .»] المشهد الأول:

قال ابن إسحاق: حدثني العباس بن عبدالله بن معبد عن بعض أهله قال: كان يوضع لعبدالمطلب فراش في ظل الكعبة وكان لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي حتى يجلس عليه.. فيذهب أعمامه يؤخرونه فيقول جده:« دعوا ابني».. فيمسح ظهره ويقول:« إن لابني هذا لشأنا ». و

[« ٢ .»] المشهد الثاني:
روى أبونعيم عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- مثل ما قاله ابن إسحاق.. وزاد على لسان جده عبدالمطلب:« دعوا ابني يجلس.. فإنه يحس من نفسه بشئ، وأرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغه عربي قبله ولا بعده ». و
[« ٣ .»] المشهد الثالث:
روى ابن سعد؛ وابن عساكر عن الزهري ومجاهد ونافع وابن جبير .. قالوا:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس على فراش جده فيذهب أعمامه ليؤخروه فيقول عبدالمطلب:« دعوا ابني ليؤنس ملكا ». و
[« ٤ .»] المشهد الرابع:
قال قوم من بني مدلج لعبدالمطلب:" احتفظ به فإنا لم نر قدما أشبه بالقدام التي في المقام منه" . و
[« ٥ .] المشهد الخامس:
قال عبدالمطلب لأم أيمن: « يا بركة احتفظي به.. لا تغفلي عنه.. فإن أهل الكتاب -يزعمون- أنه نبي هذه الأمة ». و
[« ٦ .»] المشهد السادس:
روى المحاملي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: سمعت أبي يقول: كان لعبدالمطلب مفرش في الحجر لا يجلس عليه غيره.. وكان حرب بن أمية فمن دونه يجلسون حوله دون المفرش، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو غلام لم يبلغ الحلم فجلس على المفرش فجذبه رجل.. فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبدالمطلب [وذلك بعد ما كف بصره] :« ما لابني يبكي ؟».. قالوا له:" أراد أن يجلس على المفرش فمنعوه".. قال:« دعوا ابني يجلس عليه.. فإنه يحسن من نفسه بشرف.. وأرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغه عربي قبله ولا بعده ». و
[« ٧ .»] المشهد السابع:
روى البلاذري عن الزهري ومحمد بن السائب أن عبدالمطلب كان إذا أتي بالطعام أجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه وربما أقعده على فخذه فيؤثره بأطيب طعامه، وكان رقيقا عليه برا به، فربما أتي بالطعام وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم حاضرا فلا يمس شيئا منه حتى يؤتى به. و
[« ٨ .»] المشهد الثامن:
كان يفرش له في ظل الكعبة ويجلس بنوه حول فراشه إلى خروجه فإذا خرج قاموا على رأسه مع عبيده إجلالا له.. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام جفر فيجلس على الفراش فيأخذه أعمامه ليؤخروه فيقول عبدالمطلب:« دعوا ابني ما تريدون منه ؟.. إن له لشأنا ».. ويقبل رأسه ويمسح صدره ويسر بكلامه وما يرى منه. و
[« ٩ .»] المشهد التاسع:
روى أبو نعيم عن محمد بن عمر الأسلمي عن شيوخه قالوا: بينا عبدالمطلب يوما في الحجر.. وعنده أسقف نجران وهو يحادثه ويقول:" إنا نجد صفة نبي بقي من ولد إسماعيل، هذا البلد مولده ومن صفته كذا وكذا".. وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إليه الأسقف وإلى عينيه وإلى ظهره وإلى قدميه.. فقال:" هو هذا، ما هذا منك ؟".. قال:« هذا بني ».. قال الأسقف:" لا، ما نجد أباه حيا".. قال:« هو ابن ابني.. وقد مات أبوه.. وأمه حبلى به». قال:" صدقت". قال عبدالمطلب لبنيه:« تحفظوا بابن أخيكم ألا تسمعون ما يقال فيه ؟». و
[« ١٠ .»] المشهد العاشر:
روى البخاري في تاريخه؛ وابن سعد؛ والحاكم وصححه، عن كندير بن سعيد بن حيوة.. ويقال حيدة، عن أبيه، والبيهقي عن معاوية بن حيدة.. قال الأول:" خرجت حاجا في الجاهلية".. وقال الثاني:" خرجت معتمرا في الجاهلية".. قالا:" فإذا شيخ طويل يطوف بالبيت وهو يقول:
« رد إلي راكبي محمدا ** اردده ربي واتخذ عندي يدا »
فسألا عنه فقيل هذا سيد قريش عبدالمطلب له إبل كثيرة فإذا ضل منها شئ بعث فيه بنيه يطلبونها فإذا غابوا بعث ابن ابنه ولم يبعثه في حاجة إلا أنجح فيها، وقد بعثه في حاجة أعيا عنها بنوه وقد أبطأ عليه. قالا:" فلم نلبث حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإبل معه"، فقال له عبدالمطلب:« يا بني حزنت عليك حزنا.. لا تفارقني بعد أبدا ». و
روى ابن الجوزي عن أم أيمن رضي الله تعالى عنها قالت: كنت أحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم فغفلت عنه يوما فلم أدر إلا بعبدالمطلب قائما على رأسي يقول:« يا بركة!! ».. قلت:" لبيك". قال:« أتدرين أين وجدت ابني ؟»..
قلت:" لا أدري".
قال:« وجدته مع غلمان قريبا من السدرة، لا تغفلي عنه..
فإن أهل الكتاب -يزعمون- أنه نبي هذه الأمة.. وأنا لا آمنهم عليه ».
وأتحدثُ في الفصل القادم-إن شاء الله تعالى- عن :"حكمة يتم الرسول ﷺ "..
**
فصلٌ من: السيرة النبوية العطرة على صاحبها أفضل الصلوات وأتم السلامات وكامل التحيات
„أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة.. صاحبة حضارة‟ ترددتُ بين أمة غائبة وبين أمة زاهرة .. ذات حضارة !!!







  رد مع اقتباس