عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /اليوم, 10:26 AM   #1

د. محمد الرمادي

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,316
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي 154 بوتقة الانصهار مُؤَاخَاةُ النَّبِيِّ بَيْنَ أَصْحَابِهِ!

154 بوتقة الانصهار مُؤَاخَاةُ النَّبِيِّ بَيْنَ أَصْحَابِهِ
العهد المدني.. تأسيس دولة الإسلام الأولى بـ وحي من رب العباد وبـ سواعد صحابة المصطفى -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ-
..
مدخل لبحث مسألة : مُؤَاخَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-َ بَيْنَ أَصْحَابِهِ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ-
آخَى النَّبِيُّ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ

آخَىٰ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الْمُؤَاخَاةِ: وَهِيَ اتِّخَاذُ الْأُخُوَّةِ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ، يُقَالُ : وَاخَاهُ مُوَاخَاةً وَإِخَاءً وَتَآخِيًا عَلَىٰ تَفَاعُلًا؛ وَتَأَخَّيْتُ إِخَاءً؛ أَيِ : اتَّخَذْتُ أَخًا..
قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: الْمُؤَاخَاةُ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْأُخُوَّةِ.. وَمَعْنَاهَا أَنْ يَتَعَاقَدَ الرَّجُلَانِ عَلَى التَّنَاصُرِ وَالْمُوَاسَاةِ حَتَّى يَصِيرَا كَالْأَخَوَيْنِ نَسَبًا..
وَهَذِهِ الْمُؤَاخَاةُ ذَكَرَهَا ابْنُ إِسْحَاقَ فِي أَوَّلِ سَنَةٍ مِنْ سِنِي الْهِجْرَةِ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ.. فـ قَالَ : وَآخَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ أَصْحَابِهِ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ.. - فِيمَا بَلَغَنَا.. وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ أَنْ نَقُولَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يُقَلْ لأصحابه - بعد أن هاجر – فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : « „ تَآخَوْا فِي اللَّهِ أَخَوَيْنِ.. أَخَوَيْنِ.. “ ».. [الحديث: ذڪره ابْنُ إِسْحَاقَ بلاغا].
فــ ..
مِن المعالجات الناجعة؛ وخاصةً في بدايات بناء الكيان الإسلامي الجديد في المدينة المنورة؛ مباشرةً بعد قليل من هجرة خاتم الأنبياء وصحبه مِن مكة المكرمة.. وبعد بناء وتأسيس المسجد النبوي الشريف..
مِن تلك المعالجات الناجعة : إنصهار المهاجرين مع ضعف قدراتهم المادية ورقة حالهم بُعيد تركهم ديارهم وأموالهم وذويهم في مكة وفي نفس اللحظة ارتفاع همتهم العقدية وقوة إيمانهم.. إنصهار المهاجرين مع الأنصار بـ مؤاخاةٍ صادقة في بوتقة الكيان الإسلامي الجديد.. لتشكيل نواة جديدة لمجتمع فريد من نوعه وإيجاد نظام حياة خاص حديث الولادة في المدينة بل في العالم أجمع.. أي إنصهارهم -المهاجرين والأنصار- في بوتقة المؤاخاة.. بعد انصهارهم في بوتقة صحيح الإيمان ومتين العقيدة، فقد قَالَ أَبُو عُمَرَ: الصَّحِيحُ أَنَّ الْمُؤَاخَاةَ فِي الْمَدِينَةِ بَعْدَ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ؛ فَكَانُوا يَتَوَارَثُونَ بِذَلِكَ دُونَ الْقَرَابَاتِ حَتَّى نَزَلَتْ الآية: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ﴾..
وقد مدح الحقُ -تبارك وتَعَالَى- الأنصار في إيثارهم لإخوانهم المهاجرين.. وأثنى عليهم بقرآنٍ يُتلى بسبب إيثارهم لإخوانهم المهاجرين ومؤاخاتهم لهم.. فقال-عزَّ وجلَّ-: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ.. يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ.. وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا.. وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
وَقَالَ -تَعَالَى- :﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا﴾
قَالَ الْبُخَارِيُّ : عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ﴾ قَالَ : وَرَثَةً.. ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ كَانَ الْمُهَاجِرُونَ لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَرِثُ الْمُهَاجِرِيُّ الْأَنْصَارِيَّ دُونَ ذَوِي رَحِمِهِ لِلْأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُمْ، فَلَمَّا نَزَلَتْ : ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ﴾ نُسِخَتْ، ثُمَّ قَالَ ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ﴾ مِنَ النَّصْرِ وَالرِّفَادَةِ وَالنَّصِيحَةِ وَقَدْ ذَهَبَ الْمِيرَاثُ، وَيُوصَى لَهُ [ مَنْ آخَى بَيْنَهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]
.. وَفِي الْحَدِيثِ : أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَيْ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ بِأُخُوَّةِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ .. هذا ما قاله ابن منظور في لسان العرب..
..
بحث مسألة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار:

وَاخْتَلَفُوا فِي ابْتِدَائِهَا :
فَقِيلَ :
- بَعْدَ الْهِجْرَةِ [(أي: بَعْدَ قُدُومِهِ الْمَدِينَةَ)] بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ ، وَقِيلَ :
- بِتِسْعَةٍ ، وَقِيلَ :
- وَهُوَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ . وَقِيلَ :
- قَبْلَ بِنَائِهِ . وَقِيلَ :
- بِسَنَةٍ وَثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ قَبْلَ بَدْرٍ.

مكان المؤاخاة :
عقد النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك -رضي الله عنه-.. وفي رواية عند أبي داود قال: سمعت أنس بن مالك يقول: „ حالف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في دارنا “ ، فقيل له: „ أليس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « „ لا حلف في الإسلام؟ “ » فقال: „ حالف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار في دارنا مرتين أو ثلاثاً “..
وَعِنْدَ أَبِي سَعِيدٍ فِي " شَرَفِ الْمُصْطَفَى " كَانَ الْإِخَاءُ بَيْنَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ..
- قِيلَ: كَانَ ذَلِكَ وَالْمَسْجِدُ يُبْنَى،
وَفِي تَارِيخِ ابْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ؛ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَوْفَى أَنَّهَا كَانَتْ فِي الْمَسْجِدِ..
..
التحقيق:
أن ابتداء المؤاخاة ڪان أوائل قدومه المدينة.. واستمر يجددها بحسب مَن يدخل في الإسلام.. أو يحضر إلىٰ المدينة..
عدد الصحابة الذين شاركوا في المؤاخاة :
آخى النبيُّ -عليه الصلاة والسلام- بين تسعين (٩۰ ) رجلاً؛ نصفُهم من المهاجرين؛ والنصف الآخر من الأنصار..
وقيل: كَانُوا مِائَةً (١۰۰ ).. خَمْسُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَخَمْسُونَ مِنَ الْأَنْصَارِ..
يقول ابن القيم -رحمه الله-: ” .. ثم آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك؛ وكانوا تسعين رجلاً نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار؛ آخى بينهم على المواساة؛ يتوارثون بعد الموت دون ذوي الأرحام إلى حين وقعة بدر، فلما أنزل الله -عزَّ وجلَّ-: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ رد التوارث إلى الرحم دون عقد الأخوة “..
لذا.. فـ لما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مدينته المنورة.. والتي طيَّب الله -تعالى- ترابَها بممشاه عليها وصحابته.. ثم عُطر ثراها بمرقده في مقصورته وبجواره صاحبيه : الصديق فـ الفاروق.. لما هاجر : كان العمل الثاني الذي قام به الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد بنائه المسجد؛ هو عقد المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وذلك أن المهاجرين لما قدموا المدينة؛ لم يكن بأيديهم شيء؛ لأنهم تركوا أموالهم خلفهم، فأراد الرسول -صلى الله عليه وسلم- حل هذه الأزمة المادية التي اجتاحت المهاجرين.. فآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم على الحق ، والمواساة، ويتوارثون بعد الممات دون ذوي رحم .
روى الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في قوله تعالى: ﴿ولكل جعلنا موالي﴾، قال -رضي الله عنه-: كان المهاجرون ، لما قدموا المدينة : يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه ، للأخوة التي آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينهم، فلما نزلت ولكل جعلنا موالي نسخت .

قال الحافظ في "الفتح": هكذا وقع في هذه الرواية : أن ناسخ ميراث الحليف هذه الآية ﴿ولكل جعلنا موالي﴾.
و
روى أبو داود في سننه بسند حسن؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما-، قال في قوله تعالى: ﴿والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم﴾، قال: كان الرجل يحالف الرجل؛ ليس بينهما نسب، فيرث أحدهما الآخر، فنسخ ذلك الأنفال، فقال تعالى: ﴿وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض﴾، ومن طرق شتى عن جماعة من العلماء كذلك، وهذا هو المعتمد..
ويحتمل أن يكون النسخ وقع مرتين:
- الأولى حيث كان المُعاقد يرث وحده؛ دون العصبة، فنزلت: ﴿ولكل جعلنا موالي﴾، فصاروا جميعا يرثون، وعلى هذا يتنزل حديث ابن عباس.
ثم نسخ ذلك آية الأحزاب، وخص الميراث بالعصبة، وبقي للمعاقد النصر والإرفاد ونحوهما، وعلى هذا يتنزل بقية الآثار".
وقال الإمام السهيلي -رحمه الله تعالى-: " آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه حين نزلوا المدينة؛ ليذهب عنهم وحشة الغربة [شعور النفس بأسى البعد عن الوطن]؛ ويؤنسهم من مفارقة الأهل والعشيرة؛ ويشد أزر [يقوي ويعين] بعضهم ببعض، فلما عزَّ الإسلام واجتمع الشمل، وذهبت الوحشة، أنزل الله سبحانه: ﴿وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله﴾ أعني في الميراث، ثم جعل المؤمنين كلهم إخوة، فقال تعالى: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾ يعني في التواد وشمول الدعوة". [الروض الانف اللسهيلي: ج 4 ص 296]
وقد شدد الله -سبحانه وتعالى- عقد نبيه - صلى الله عليه وسلم - وأحكمه؛ بقوله -تعالى-: ﴿إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض﴾ إلى قوله عز وجل-: ﴿أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم﴾.
قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآيات: ” ذكر -تعالى- أصناف المؤمنين؛ وقسمهم إلى : مهاجرين؛ خرجوا من ديارهم وأموالهم؛ وجاؤوا لنصر الله ورسوله، وإقامة دينه، وبذلوا أموالهم وأنفسهم في ذلك.. وإلى : أنصار؛ وهم المسلمون من أهل المدينة إذ ذاك؛ آووا إخوانهم المهاجرين في منازلهم؛ وواسوهم في أموالهم، ونصروا الله ورسوله بالقتال معهم، فهؤلاء بعضهم أولى ببعض، أي: كل منهم أحق بالآخر من كل أحد؛ ولهذا آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار، كل اثنين أخوان، فكانوا يتوارثون بذلك إرثا مقدما على القرابة، حتى نسخ الله تعالى ذلك بالمواريث .“

وَقَالَ أَبُو الْفَرَجِ: وَلِلْمُؤَاخَاةِ سَبَبَانِ:
- أَحَدُهُمَا:
أَنَّهُ أَجْرَاهُمْ عَلَى مَا كَانُوا أَلِفُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنَ الْحِلْفِ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَتَوَارَثُونَ بِهِ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « „ لَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ “ » .. فـ قد كان النَّاسُ يَتَحالَفونَ في الجاهليَّةِ على نَصْرِ بَعضِهم بَعضًا في كُلِّ ما يَفعَلونَه؛ فهَدَمَ الإسلامُ ذلك، إلَّا ما كان عَهْدًا على الحقِّ والنُّصرَةِ على الأخْذِ على يَدِ الظَّالمِ الباغي.. وَأَثْبَتَ الْمُؤَاخَاةَ.. لِأَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا فُطِمَ عَمَّا يَأْلَفُهُ يَخْنَسُ..
.. والحِلْفُ هو عَقْدُ النُّصرَةِ والتَّعاوُنِ بيْن فَردَينِ؛ أو قَبيلتَينِ؛ أو جَماعتَينِ، والمُرادُ بالحِلْفِ المنفيِّ هنا حِلفُ التوارُثِ، قَالَ النَّوَوِيُّ : الْمَنْفِيُّ حِلْفُ التَّوَارُثِ وَمَا يَمْنَعُ مِنْهُ الشَّرْعُ ، وَأَمَّا التَّحَالُفُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ وَالْمُؤَاخَاةِ فِي اللَّهِ - تَعَالَى - فَهُوَ أَمْرٌ مُرَغَّبٌ فِيهِ . والحِلْفُ على ما منَعَ الشَّرعُ مِنه، وقيل: إنَّما نُفِيَ الحِلْفُ في الإسلامِ؛ لأنَّ الإسلامَ يُوجِبُ على المسلمِ لِأخيهِ المسلمِ مِنَ التَّعاونِ والأُخوَّةِ والتناصُرِ ما هو فوقَ المطلوبِ مِنَ الـحِلفِ؛ فلا معنى لِعقْدِ الحِلفِ بيْن المسلمينَ..
- الثَّانِي:
أَنَّ الْمُهَاجِرِينَ قَدِمُوا مُحْتَاجِينَ إِلَى الْمَالِ وَإِلَى الْمَنْزِلِ فَنَزَلُوا عَلَى الْأَنْصَارِ، فَأَكَّدَ هَذِهِ الْمُخَالَطَةَ بِالْمُؤَاخَاةِ، وَلَمْ تَكُنْ بَعْدَ بَدْرٍ مُؤَاخَاةٌ.. لِأَنَّ الْغَنَائِمَ اسْتُغْنِيَ بِهَا.
-*/*-
سبب المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار:

اختار النبيّ -عليه الصلاة والسلام- المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار للعديد من الأسباب التي منها:
- التغلّب على مشاعر الغُربة ومفارقة الأهل والديار وترك الأموال والأملاك التي خلّفها المهاجرين في مكّة في سبيل الدعوة..
- الوقوف إلى جانب المهاجرين في مواجهة حياةٍ جديدةٍ وواقعاً مادياً ومعيشياً جديداً.. إضافةً إلى المواساة لـ ظهور الأمراض بينهم كالحمّى وغيرها التي أحدثها السفر المفاجئ إلى بيئةٍ جديدة أخرى..
- تعويض المهاجرين عمّا افتقدوه في أوطانهم..
- إشعار المهاجرين في مكانتهم وتضحيتهم في سبيل الدعوة.. وبأنّهم لن يكونوا عبئاً على إخوانهم الأنصار..

ـــــــــــــــ
21 ربيع الأول 1446 هـ ~ 24 سبتمبر 2024 م.







  رد مع اقتباس