النهايات! النهايات
في حالات كثيرة جدا توجد نهاية سعيدة ؛ مفرحة ؛ مشرقة ؛ مبهجة ؛ مكللة بالنجاح ؛ يملؤها التوفيق ويعمها السرور ، وفي بعض الحالات توجد نهاية مؤسفة أو نهاية مؤلمة أو نهاية محزنة ؛ كئيبة ، كحالات الأمراض بأنواعها مع المعاناة والعجز والشيخوخة والهرم ، والكوارث والحروب والقتل والشهداء والتدمير والتشريد والتهجير ؛ ولعل ما يحدث على ارض فلسطين منذ 1948 فمنذ عام على أرض غزة فلبنان وما حدث في بلاد الأفغان والعراق وسوريا فليبيا ، ورغبة الكثير الهرب من مجهول إما الغرق بـ قارب صغير وإما الوصول إلى آحدى الشواطئ الجنوبية للقارة الأوروبية في انتظار مجهول ، وتستمر الحياة ، أو توجد نهاية حتمية كالموت .
فبعد مشوار للدراسة قد يطول يتحصل الطالب المجتهد على الدكتوراة بدرجة امتياز فيتعين في آحدى الوزارات أو يغادر مسقط رأسه لتحسين مستواه العلمي ؛ وبعد مشوار من الكفاح يطول في ميدان العمل وقد يبدء من تحت الصفر يتحصل أموالا بالملايين ثم بالمليارات ولا تسأل عن كيفية الاكتساب ؛ وبعد مشوار عمل لتوفير فلسات معدودات يتزوج الشاب مَن يحبها منذ سنوات الطفولة البريئة وكانت تنتظره على شباك الحياة ؛ فـ يفتح بيتاً لأسرته ثم يصير له أحفاد ؛ وهكذا حالات النجاح كثيرة ومتعددة .
بيد أن الإنسان تلازمه حالات حزينة ؛ فمنذ بدء الخليقة كانت هناك نهاية مؤلمة بخروج أبي البشر وزوجه من الجنة بغض النظر عن قول المفسرين أنها جنة الرضوان جنة الخلد ؛ أو جنة على ربوة مِن الأرض ؛ ولا نعلم أين مكانها . على كل حال : فلن نستفيد كثيرا عند معرفة موضعها العلوي أو السفلي فقد خرجا منها ؛ فيكفينا ما نطق به القرآن الكريم ؛ أحد الوحيين بالقول الصريح ؛ ونرتب امتياز وجود آدم وزوجه في الجنة :
1. ) { وَكُلاَ مِنْهَا ﴿ رَغَداً ﴾ حَيْثُ شِئْتُمَا }..
2. ) { إِنَّ لَكَ ﴿ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا ﴾ }..
3. ) { وَ ﴿ لاَ تَعْرَى ﴾ } [طه:118]
4. ) { وَأَنَّكَ ﴿ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا ﴾ }..
5. ) { وَ ﴿ لاَ تَضْحَى ﴾ } [طه:119]
بيد أن نهاية الخروج المحزنة ومحصلته المؤسفة : الشقاء في / على الأرض :
{ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا (إِبْلِيسَ) عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَــ ﴿ تَشْقَى ﴾ } [طه:117] .
وفي الحياة الدنيا : { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي ﴿ كَبَد ﴾ } [البلد:4]
.. ثم يأتي بيان الشقاء والحياة في كبد والمجاهدة في الحياة الدنيا وفق قضاء الله تعالى وقدره بقوله تعالى :
{ مَا أَصَابَ مِن :
1. ) ﴿ مُّصِيبَةٍ ﴾ فِي
أ. ) ﴿ الأَرْضِ ﴾ وَ
ب. ) ﴿ لاَ فِي أَنفُسِكُمْ ﴾ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير } [الحديد:22]..
وهذه مسألة تتعلق بـ صحيح عقيدة وصحة إيمان لقوله : {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ} .. ثم يأتي بقية البيان :
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِـ :
2. ) شَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَ
3. ) الْجُوعِ وَ
4. ) نَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَ
5. ) الأنفُسِ وَ
6. ) الثَّمَرَاتِ } ..
محصلة الصبر على كل ما سبق : { وَ
1. ) بَشِّرِ الصَّابِرِين } [البقرة:155] {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ
2. ) قَالُواْ ﴿ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون ﴾ } [البقرة:156]
{ أُولَـئِكَ
3. ) عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَ
4. ) رَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ
5. ) الْمُهْتَدُون }[البقرة:157]
فكان أدق تعبير قرآني عن حالة الموت ﴿ مُّصِيبَةُ ﴾ في قوله تعالى : { فَأَصَابَتْكُم ﴿ مُّصِيبَةُ ﴾ الْمَوْتِ } .
و
ليس كما نسمع من البعض مقولة :
„ تعددت الأسباب والموت واحد “ ؛
فالحقيقة أن للموت سبب واحد ؛ وهو إنتهاء الأجل وإنتهاء رزق السماء لهذا الإنسان على الأرض فلا كسرة خبز يطعمها ولا شربة ماء يسقيها ، بغض الطرف عن الكيفية : مرض عضال ؛ حادث مروع ؛ حرب ؛ غرق ؛ كبر السن والوهن والضعف والعجز والهرم ، وهنا الحديث عن حالات متعددة قد يموت فيها الإنسان كالغرق وتوقف نبض القلب وتعطل المخ وفصل الرأس عن الجسد . لكن سبب الموت واحد وهو إنتهاء الأجل .
أعود لنهاية مؤسفة أو حزينة ، لذا فحالات حرب الزهور : الطلاق ونشر مع توزيع الغسيل القذر من الطرفين على سكان الحي والمارة بواسطة جهاز التليفون المجاني المحمول : الطلاق نهاية مؤسفة بعد حالة إنسجام بين طرفين ، والوحي عالج هذه القضية بقوله تعالى : { الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ } ، وتوجد بقية الآيات والأحاديث النبوية المتعلقة بهذه القضية نقرأها في مواضعها ، إذ أن النظام الإجتماعي -الغائب عن التفعيل الحقيقي- في الإسلام قد عالج هذه القضية بما يتناسب مع النفس البشرية والخلقة البشرية والأخلاق الآدمية ؛ وقد طالبتُ -وفشلتُ- مرارا وتكرارًا بتعليم وتدريس عشرة النساء وأحكام الزواج كـ مدرسة الأزواج للمُقدمين على الزواج من الطرفين ؛ وكذا أحكام الطهارة وأحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة قبل الزواج كي لا يقع الشباب والشابات في المحذور..
أو مسألة الغاضبات [(وأشكر الأخ الأكبر وأستاذي البروفيسور / أنس الشقفة والأخت الكبرى : أم فارس: رابحة على تعاونهما )] نتيجة سوء معاملة الزوج لها أو صعوبة عشرتها لعدم التوافق بينهما ، والواقع الحالي -أكتوبر 2024م- ينبأ عن عدة حالات من حرب الورود نتيجة الجهل بما كان ينبغي معرفته قبل الإقدام على خطوة الخطوبة وعقد القران ؛ ثم الدخول وما يترتب على المعاشرة من ذرية قد تعاني تلك الذرية وهذا النسل من سوء المعاملة تحت سقف واحد.
ومما زاد المسألة صعوبة إقدام بعض الذكور -وليس الرجال- على شتم وإهانة وضرب الزوجة ؛ وتستفحل المصيبة إذا تم هذا أمام أعين صغار الأطفال! ، ولعله لا يوجد ضامن لبقاء سير الحياة في هدوء وطمأنينة بين الزوجين إلا التحلي بالتعقل والفهم والعلم وإدراك كافة نواحي الشخصية الذكورية والشخصية النسائية . وقد قالت عجائز مقولة „ الزواج كـ البطيخة لا تدري ما بداخلها “ ، وقيل „ إنهــ(ــمــ)نَّ إما هدايا أو رزايا “
ومن الحالات المؤسفة والمؤلمة الأرامل ومعهن أطفال صغار.
وهذه الأوضاع الإجتماعية بعد أن صرنا عائلات والبعض -الكثير- منا عنده أحفاد ؛ هذه الأوضاع تحتاج لعرض تفصيلي من الوحيين : الكتاب الكريم والسنة النبوية العطرة .
-*/*-
في لحظة وضع المغدور بها : Frau Dr. MED. : SHADIA SIYADA تحت الثرى ومقابلة ملائكة الرحمة و رب كريم غفور ؛ أقول:
« „ لكِ الرحمة والغفران.. وتبديل أعمالكِ كلها إلىٰ حسنات.. ولحظة ميسورة عند سؤال الملكين.. ويوسع قبركِ في مقعدكِ لتنظرِ من طاقته إلىٰ مجلسكِ في جنة الرضوان.. فتطلِ على روضةٍ في رياض الجنان وسكنىٰ الفردوس الأعلىٰ مع السادة الرسل والأنبياء والأولياء والصديقين والصالحين والشهداء.. وتَشربِ شربةً هنيئةٍ مِن يد المصطفى العدنان سيد ولد آدم -صلوات الله تعالى وسلامه عليه وآله-.. وندعوا العزيز ونرجو الكريم: الصبر لأهلكِ والسلوان وقول ما يرضي الرحمن ؛ خاصةً في مصيبة الموت والفقدان.. وندعوا لأهلكِ وذويكِ ومَن يعرفكِ.. بالرضا بقضاء الله تعالى وقدره فقد ذهبتِ إلىٰ ربٍ غفور رحيم ودود كريم..فــ {إنا لله وإنا إليه راجعون}.. -سبحانه وتعالىٰ الباقي الحي الدائم؛ الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.. بيد أنه يحزن القلب.. وتدمع العين ولا نقول إلا ما يرضي رب العباد ومالك الكون وخالق الإنسان.. والحمد لله علىٰ كل حال؛ وبكل لسان؛ وفي كل مكان!.. سلامُ الله عليكِ يا أختاه(!) سبقتِ مَن ما زال له شربةَ ماءِ في الدنيا؛ وكِسرة خبز علىٰ مائدة الرحمن ..فبلغِ سلامي لــ أمي و أبي.. وجدتي وجدي ومن سبقني من افراد عائلتي وجميع أهلي ومعارفي!! “ » .
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
٨ ربيع الآخرة 1446 هـ ~ 11 أكتوبر 2024 م.
|