الورد من عرق النبي! : [(1)]: القول المنقول المصنوع في حديث موضوع " .
غياب العلم الشرعي وفقدان القدرة على تخريج الحديث النبوي وتبيان المتواتر منه والصحيح والحسن مِن الضعف والموضوع أصاب الأمة الإسلامية في جرح عميق برئت منه -والحمد لله- نتيجة جهود السادة العلماء.. بيد أنه مازالت هناك شرذمة تسعى إلى إفساد الدين وتعمل على إفساد ذوق المسلم بنشر أحاديث موضوعة مصنوعة مكذوبة..
فأرجو أن نتأكد من صحت الخبر قبل ما ننسبه للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ! الورد المحمدي
وتقرأ على موقع إلكتروني ما نصه
:" الورد المحمدي يستخدم في صناعة العطور ، والمربى ، والعصائر ، ويستخدم في المجال الطبي بسبب خواصه الطبية والتجميلية ، كما يُصنع منه ماء الورد بشكل خاص ببلاد الشام ، وفي إيران حيث ينتشر استخدامه هناك بشكل كبير ،وهناك فرق بين الورد المحمدي والسلطاني .
ما هو الورد المحمدي
الورد المحمدي أو ما يُعرف بالورد الدمشقي ، وهي من أسماء الورود المنتشرة في بلاد دمشق ، ويتميز بالشكل الجميل ، والرائحة المتميزة ، وقد انتشر استخدام هذه أنواع الورود المحمدية منذ القدم في العديد من الاستخدامات ، وهو ملك الزهور ، ويوجد به العديد من المركبات التي جعلت له الكثير من الفوائد ، ومنها الفلافونويد ، جليكوسيدات ، فيتامين أ ، فيتامين ج ، فيتامين د .
يصل ارتفاع شجرة الورد المحمدي لنحو 1.5 متر ، ولها أشواك كثيرة ، وأغصان متفرعة لأربعة من الأغصان ، أما أزهارها فهي باللون الزهري الفاتح ، وبالغصن الواحد عدد من الورود ، ولها رائحة جميلة .
ولعل كل ماسبق جميل !
ثم وهنا تأتي الطامة الكبرى على ذلك الموقع الإلكتروني : الإستدلال دون سند : الورد المحمدي في الحديث الشريف
لقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يستخدمه ، وذلك سُمي بهذا الاسم ، وخاصة ماء هذا الورد ، وقد جاء [(!؟) عن الرسول قوله عن الورد المحمدي ، ” إنما الورد يزيد في ماء الوجه وينفي الفقر ، و أن من مسح وجهه بماء الورد لم يصبه في ذلك اليوم بؤس ، ولا فقر ومن أراد التمسح بماء الورد فليمسح به وجهه ، ويديه وليحمد ربه ، وليصلي عليّ ” .
".
[ ( 1 . ) ] حديث موضوع " .
جاء عند العلامة المجلسي في موسوعته بحار الأنوار :[ج: 73 / ص: 147 ] ، تحت عنوان مكارم الأخلاق ، نقلا من كتاب (طب الأئمة ) ما نصه : عن الحسن بن المنذر يرفعه قال: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وآله إلى السماء حزنت الأرض لفقده وأنبتت الكَبَر (1) فلما رجع إلى الأرض فرحت وأنبتت الورد، فمن أراد أن يشم رائحة النبي -صلى الله عليه وآله- فليشم الورد. [بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٣ - الصفحة ١٤٧ ]:
[ ( 2 . ) ] حديث موضوع " .
وجاء أيضاً :"
في حديث آخر: لما عرج بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عرق .. فتقطر عرقه إلى الأرض .. فأنبتت من العرق الورد الأحمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الأحمر.
[ ( 3 . ) ] حديث موضوع " .
عن الفردوس، عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : الورد الأبيض خلق من عرقي ليلة المعراج، والورد الأحمر خلق من جبرائيل، والورد الأصفر من براق (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ.
(1) شجر الأصف.
(2) مكارم الأخلاق ص 47.
فـ
هذه الروايات لم تذكر إلا في مكارم الأخلاق ؛ للـ أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي ، ونقل منه المجلسي ، في موسوعته بحار الأنوار ، كما نقل منهما: علاء الدين الأعلمي ؛ تحت عنوان:" من مكارم الأخلاق في أخلاق النبي وأوصافه ( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ؛ [صفحة: 44- 45] ، والذي يبدو لي أن المصدر الأساسي لهذه النقول -فقط- كتب الشيعة إذ ان :" الحسن بن منذر [(من أصحاب الباقر عليه السلام، رجال الشيخ ؛ وعده البرقي في أصحاب الصادق عليه السلام، وقال: كوفي.)]. ".
وتتبقى مسألة : " وهنا يمكن أن نساءل هل قبل معراج المصطفى صلى االله عليه وآله لا يوجد ورد على الأرض!
وهل هذه فضيلة للنبي صلى الله عليه وآله ".
إذاً هذه مسألة خطيرة تتعلق بالعقيدة من حيث الخلق والإنشاء ؛ والإبداع!؟..
فالله تعالى هو الخالق وهو المبدع وهو المنشأ ؛ وليس أحد من خلقه !
ثلاثة أحاديث نبحث عن صحة نسبتها إلى الرسول الكريم فـ الطامة أنه تم النقل دون ذكر نسبة الحديث إلى النبي عليه السلام .. فـ الحديث الأول لا أصل ، أما الثاني فجاء بصيغة الرفع والحقيقة أنه منقطع والثالث كذب .".
الطامة الأشد وقعا على المسلمين تداولها عبر منصات التواصل الإجتماعي ؛ بل والتغني بها في الأعراس!
فهي تقال للعريس من أصحابه ورفاقه : " الورد كان شوك ، من عرق النبي فتح... " .
هذه العبارة يقصد بها مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن عرقه ، من طيبه بلغ درجة أن الورد منه تفتح ، بعد أن كان شوكا .
التناقض بين روايتين فمرة أنبت عرقه الورد الأحمر ؛ وفي مرة آخرى أنبت الورد الأبيض!
وبقية ألوان الورد: الأصفر من البُراق : مطية الرسول مع جبريل في رحلةالإسراء ؛ ومخالفة لرواية الأحمر فكان من عرق جبرائيل : المَلك .
ونتساءل : هل الملآئكة تعرق كالإنسان ؛ والحيوان !؟.
حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه : ( خلق الورد الأحمر من عرق جبريل ليلة المعراج، وخلق الورد الأبيض من عرقي، وخلق الورد الأصفر من عرق البراق ) .
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : موضوع. رواه ابن عساكر (4 / 236 / 1) عن الحسن بن عبدالواحد القزويني: أخبرنا هشام بن عمار: أخبرنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا.
وهذا حديث موضوع آفته القزويني .. هذا قال الذهبي: " روى في خلق الورد الأحمر خبرا كذبا، وهو غير معروف ".
وقال ابن عساكر عقب الحديث: " قرأت بخط عبدالعزيز الكتاني: قال لي أبو النجيب الأرموي: " هذا حديث موضوع، وضعه من لا علم له، وركبه على هذا الإسناد الصحيح ".وأقره الحافظ ابن حجر في " لسان الميزان ". " انتهى . "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (2 / 187) .
تبقى نذكر أحاديث صحيحة عن طيب جسد نبي الإسلام !
ــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
18 ربيع الآخرة 1446 هـ ~ 21 أكتوبر 2024 م.
|