معنى : (( لا تجسسوا ولا تحسسوا )) معنى : (( لا تجسسوا ولا تحسسوا ))
فيقول -عليه الصلاة والسلام- :
« إياكم والظن، فإنّ الظنَّ أكذبُ الحديث، ولا تحسّسوا ولا تجسّسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عبادَ اللهِ إخواناً كما أمركم الله تبارك وتعالى ».
في أول الحديث ينهانا عن الظن بالأخِ المسلم
ويجعل ذلك بأنه أكذب الحديث
- أن تقول فلان كذا وفلان كذا -
وليس عندك في ذلك برهان من الله عز وجل أولاً،
ثم لو كان عندك على ذلك برهان يجيز لك أن تظنّ بأخيكَ ظنَّ السوء ،
فلا يجوز لك أن تستغيبه بل عليك أن تبادر كما قلنا في أول الكلمة هذه إلى نصحه وإرشاده وتوجيهه الوجهة التي تراها أنت مطابقة للشريعة ،
وكثيراً ما يدفعُ سوءُ الظنّ هذا المسلم المسيء ظنه بأخيه المسلم إلى ارتكاب هذه المخالفات التي أعقبها الرسول - عليه السلام - على المنهي من الظن بالمسلم بقوله ((ولا تجسسوا )) ،(( لا تحسسوا ولا تجسسوا )) .
التجسس:
هو تتبع أخطاء المسلم لغمزه ولمزه والطعن فيه،
والتحسس بعض العلماء يقولون إنهما بمعنى واحد،
لكن الحقيقة أن التحسس له معنى غير معنى التجسس لأنه لا يصح في بعض الأحيان أن نقيم لفظة التجسس مقام التحسس ،
ففي القرآن الكريم قول يعقوب - عليه السلام - لبنيه:
(( اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ ))
فالتحسس:
هو تتبع أخبار الشخص والإستماع إلى ذلك،
فهنا التحسس كأنه في الحديث أخص من التجسس،
التحسس يكون في الخير ويكونُ في الشر،
أما التجسس فهو في الشر وحده،
فالرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ينهى عن الأمرين، ينهى عن تتبع أخبار الإنسان وعن التجسس عليه لأن للأمور بمقاصدها،
فإذا كان المقصود من التحسس الوصول إلى الخير فلا بأس فيه،
أما التجسس فليس فيه خير إطلاقاً،
لذلك لا يجوز المسلم أن يتحسس وأن يستمع لحديث المسلم لقصدِ تتبع الخطأ والعورة وإيقاعه فيما لا يرضاه،
"ولا تجسسوا ولا تحاسدوا" لماذا يحسد الإنسان أخاه المسلم ؟
هذا أمر مع الأسف الشديد يكادُ يكون مفطورا في الإنسان،
أقول يكاد لأني لا أعتقد أن الله عز وجل فطر الإنسان على أن يحسد أخاه المسلم،
ولذلك قُلت يكاد يكون مفطوراً لكثرة ما يغلب على الناس من الحسد،
والحقيقة أن داء الحسد داءٌ عضال،
وكثيراً ما يظهر بين الأغنياء الغناء المادي المالي،
والغناء العلمي،
فالغنيُّ مالاً يُحسَد من مثله،
والغنيُّ علماً يُحسَدُ من مثلِه،
ثم يكون ذلك سبباً لدخول البغضاء بين المتحاسدين،
فيقول الرسول عليه السلام تأديباً لنا:
" ولا تحسّسوا ولا تجسّسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عبادَ اللهِ إخواناً كما أمركم الله تبارك وتعالى" ، يعني في قوله تعالى: { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ } .
|