رسا لة إلي الحبيب المسافر بعد التحية والسلام وأريج العطور
بهمس الندي لأريج الزهور
وسحر الضياء بعين القمر
وشدو البلابل علي أغصان الشجر ومناجاة حبيبين عند السحر
ونبض الحنين وعصف القدر
تحاور عيني شتي الصور
تثير بنفسي الأسي والضجر
تذكرني كيف كان السفر
أطير إليك وقلبي أسير
تعبت وقد ضل خطوي المسير
وعمري لديك قصير قصير
ودرب الأماني طويل طويل
وقيد الليالي ثقيل ثقيل
وحلمي يكبر مثل النخيل
عرفتك وحي الخيال الجميل
نسيما رقيقا يناجي الأصيل
رأيتك ماء وظلا ونيل
وأنا غروبا تناثر قبل الرحيل
كأني السماء بغير القمر
كأني لحن جفاه الوتر
كأني ضياء خبا وانتحر
كأ ني خميل بدون الزهر كأني سفينة تلاطمها أمواج البحر
غدوت قصيدا حزين الفكر
وبالوهم أمضي وأقضي العمر
تداهمني هواجس الضنى والسهر
وقد جفا عيني النوم والقرر
يناجيني وحيك فأبوح بالسرر
وأنتظر منك الرسائل والسطر
أصبحت لبعدك شاحبا كالبر
فلولا مكاتيب قديمة وصور
أقلبها عسي أن تمحو الكدر
ولولا أني أراك يقينا تحضر
لكنت في عداد من احتضر
فهلا ترد لهفتي عليك يامن سافر
ولو برسالة ليطمئن الفؤاد ويستقر
وأعلم أني ما زلت بين الجوانح أستر
وأن مكاني في قلبك لم ولن يتغير
سلام من قلب ملأه حبك ولربة شاكر
سلام إلي أن ألقاك يا أغلي البشر