هــل الحيــاة تستحــق ... الحــيــاة ؟!
بلغ اليأس قلوبنا، وصار الظلام أنيسنا,
ابتعدت الابتسامة عن شفاتنا، وامتلأت قلوبنا بالكآبة
لم يعد هناك مكان للأحلام وما الفائدة من الأحلام إن كانت النفس
لا تعيش إلا بقلب ينبض في انتظار آخر دقة له.
هكذا دون مبررات مقنعة يتخذ البعض قرارا حاسما وجريئا
بان هذه الحياة لا تستحق .. الحياة
لقد صفعتهم اللاجدوى واليأس التى طالما تحدث عنها الروائى
" أﻟـﺒـير ﻛـﺎﻣـﻮ" فى أدبه
وبعد تفكير عميق أو بلا تفكير تتخذ المحكمة الداخلية بأنفسهم
قرار بان على الذات مغادرة هذه الحياة
وسريعا استسهلوا .. وكتبوا وثيقة الاستسلام .. وبها وقعوا .. فهي لا معقولة ولا معنى لها
حوار بسيط ربما هو الأخير قد يجريه العقل المكدود الملئ بالحزن واليأس
وبعد ذلك يتخذ الأمر السهل وهو:
" ليس هناك سبب مقنع للبقاء في هذه الحياة إن ما يشدني إليها شعرة واهية لا تحتاج إلى مقص لبترها "
ودون جدال تستجيب الأعضاء لأوامر القيادة العليا وتمضي نحو المجهول المريح " أكون أو لا أكون "
والذات فضلت " أن لا أكون " ببساطة ووضوح .
أن الاشراقات في النفس البشرية أحيانا ما تكون من طبيعة تلك النفس
واحيانا ما نقحم أنفسنا لنعايش النور ونستأنس به. الالام ليست مآس نسطعها لأنفسنا رغبة منا ،
فأحيانا ما تحلك الظلمة من حولنا ، وتدمع منا الاعين بانسيابية عجيبة ، وغصة نخنقها مرغمين ،
لكن لا عزاء حينها إلا لكلمات رهيف الفؤاد حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم حين يواسي تلك القلوب المتعبة ويقول:"
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛
إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . "
نعم يا حبيب قلوبنا أن ارتأت النعيم أن تصابر ، وتقنع ، وترضى ، وإلا فلتبكى ، فلن يبكى معها أحد ، فكل سابح فيما كتب عليه من مشكلات الامور، ومحن الحياة لنقف جميعا لحظة تأمل وصدق مع النفس .. ونعبر بنزف أقلامنا ونجيب على تسأولات تقف عندها عقولنا لحظة بحث وتأمل: هل ترى انك تستحق ان تعيش هذه الحياة أم لا ؟ ما مفهومك للحياة ؟ كيف نعيش الحياة ؟ ماذا تريد من رحلة الحياة ؟
تحياتى
العندليب