غلاء المهور..وضياع بنات اليوم..ومساومتهن بالمال . قال لي :
كنت على موعدٍ مع والدها لكي أنظر في أمر خطبتي لها على شرع الله و سنة نبيه المصطفى .
صليت العشاء و توجهت نحو الحلاق ومن ثم ذهبت البيت وأستحممت ثم لبست أحلى الثياب و تعطرت بأجمل العطور لدي ...
وقبل أن أخرج صليت ركعتين لله أطلبه فيها عزوجل أن يكتب لي الذي فيه الخير و الصلاح .
توجهت نحو منزلها ..وكيف لا أعرفه .. لقد كان أحد أسباب تعلق قلبي بها عندما تأخر عليها أخوها في موعد إنصرافها من الجامعه ..
فأضطرت أن تذهب مع أختي لكي أوصلها إليه ..
عندها و عندها فقط بدأ عشقها يدب في قلبي و يعلن إستعمارها له .
وأصبحت أتمنى في كل يوم أذهب فيه لأختي في جامعتها أن يعاود إخوانها كرة النسيان لكي أُدرس وأختبر حيائها و عفتها و برائتها الطفوليه .
وإذ بي أنجذب نحوها شيئاً فشيئاً .. و يزداد تعلقي فيها يوماً عن آخر .
دخلتُ إحدى الليالي البيت في ساعه متأخره ..
ووجدت أختي تُكلم إحدى صديقاتها على الهاتف ..
وبعدما أغلقت السماعه .. وبجرأه مني غير مسبوقه .. قلت لها .. هذه فلانه ..!!
نظرت إلي بأستغراب و تعجب ..!!
وقالتلي : إيه هي ..لكن خير إن شاء ياماجد وش عندك تسأل عن فلانه ؟
تلعثمت قليلاً .. وأستجمعت قواي و قلت : تريدين الصراحه ؟
قالت : هات وش عندك .
قلت : أبي أخطبها من عند أهلها ..
تفاجأت مني ومن جرأتي ثم سكتت قليلاً وكنت أخشى أنه الهدوء الذي يسبق العاصفه ..
فنظرت إلي و بأبتسامه تعلو مُحياها..
قالت : ونِعِمْ من أخترت ياماجد ..
والله إنها بنت ناس و متربيه ..
ومثلك ياالغالي يستاهلها ...
يقول لي هو شخصياً :
كل هذه الذكريات تقلبت برأسي وأنا ذاهبٌ لمنزلها ..
أستقبلني والدها بحفاوه و ترحيب ..
أهلاً وسهلاً فيك ياماجد .. تو مانور البيت .. إستريح هنا تفضل ..
هات القهوه .. هات الشاهي .. هات العصير ..
بعدما أنتهينا من طقوس الضيافه .. فاتحته أنا بالموضوع ..
قلتله : هاه ياعمي وش رايك و ش قلت بموضوع الخطوبه ؟.
قال : والله ياولدي ياماجد إن سمعتك ذهب ومثلك ماينعاب ..
والبنت أبشرك موافقه ..
وبدأت أسارير وجهي تستبشر الخير ..
قاطع فرحتي بإستطراده ومتابعته لكلامه ..
لكن ياولدي ياماجد أنا عندي شروط ...
قلتله : سم ياعم وش شروطك ؟.
قالي : مهرها خمسين ألف ريال ..
وتعطي أمها طقم ذهب لا يقل عن خمسه ألآف ريال .
وتشتري سياره جيب لاندكروزر وتكتبها بأسمي ...
قلتله : ياعم حرام عليك أنا موظف راتبي مايتجاوز الخمسه آلآف ريال ..
من وين لي كل ها المصاريف ..!!
قال هذا الي عندي لك ياماجد .
أسقط مابيده فعلاً ..
ضاعت كل أحلامه و أمانيه ..
أخذ يجر من داخله تنهيده قويه ويقول :
الله لا يوفقه ..
قلتله : ياخي تزوج غيرها..
نظر إلي ويكاد الشرر يتطاير من عينيه..
والله ما آخذ غيرها..
ياخي أنا أحبها و أعشق ترابها إفهم .. ولا أتخيل نفسي أعيش مع غيرها ..
هذا نموذج بسيط من ضحايا غلاء المهور..
لماذا أيها الآباء جعلتم بناتكم كالسلعه التي تتاجرون فيها ؟.
أما وقد قال لكم النبي صلى الله عليه وسلم (( من آتاكم ترضون دينه و خلقه فزوجوه وإلا تكن فتنة بلأرض و فسادٌ كبير ))
إذاً لماذا كل هذا الشجع و الطمع الذي تكون فيه البنت هي الضحية الأولى ..
تساومون زواجها وسترها بالمال الخارج عن سيطرة شباب اليوم ...
وإن أرتكبت المُحرم صببتو فوق رأسها حميماً من غسلين ..
هذه القصه هي من صفحات حياتي التي آلمتني كثيراً ..
وها انا نقلتها لكم للفائده و العبره.
|