عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /06-09-2009, 04:12 PM   #1

قلم بلا حبر
مشرف سابق
 

 رقم العضوية : 6075
 تاريخ التسجيل : Aug 2008
 العمر : 41
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 3,295
 النقاط : قلم بلا حبر has a reputation beyond reputeقلم بلا حبر has a reputation beyond reputeقلم بلا حبر has a reputation beyond reputeقلم بلا حبر has a reputation beyond reputeقلم بلا حبر has a reputation beyond reputeقلم بلا حبر has a reputation beyond reputeقلم بلا حبر has a reputation beyond reputeقلم بلا حبر has a reputation beyond reputeقلم بلا حبر has a reputation beyond reputeقلم بلا حبر has a reputation beyond reputeقلم بلا حبر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 64584
 قوة التقييم : 33

قلم بلا حبر غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى قلم بلا حبر

أوسمة العضو

تكريم أدارى درع التميز 162 

الوساده الحاليه

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

,,,
\

تشبث زاهر بالكتاب الذى يحمله بين يديه وهو جالس فى احدى محطات مترو الانفاق ,,, يتطلع الى نقطه غير معلومه لاحد سواه ,,,

احمرار وجهه يلفت الانتباه ,,, الدموع فى عينيه يمنعها من السقوط الخجل ليس الا ,,,

وضع مرفقيه على فخذيه واطاح براسه فى الهواء ليستقر ناظرة الى الاسفل وتنهيداته تتعالى وكأن البكاء هو أخر امل له فى الخلاص مما بداخله من الام لا يدركها الا هو

لم يكن زاهر فى عزله فبجانبه شخص هو فى الخامسة والاربعين تقريبا بينما زاهر لا يزال فى ال 20 من عمره ,,, ظل هذا الشخص يتطلع اليه باهتمام ويحاول بكل استماته الوصول الى عنوان هذا الكتاب الذى كان يتصفحه زاهر قبل ان يفقد تماسكه ,,,,

شعور غريب كان ينتظره زاهر ,, بالقطع يختلف مصدر هذا الشعور لكن هذا ما كان يبحث عنه , دارت تلك الافكار فى مخيلة زاهر اثناء وضع يد هذا الشخص بجواره ليربت على كتفيه قائلا ,,,

ليس هنالك فى الحياه اجمل من لحظة صدق مع النفس !!!!!!!!!!!!!!!!

ارتفع زاهر براسه قليلا ونظر فى بطء الى مصدر هذا الصوت ليجد ذاك الشخص وقد ارتسمت ابتسامه تحمل من الامان ما يفتقده زاهر بالقطع ,,

ليس غريبا ان تشعر بالامان من شخص ما ,, حتى وان لم يكن هنالك اى سابق معرفه به ,, لكن ما نثره من طمأنينه بابتسامته جعلت زاهر يشعر وكانه على علم بما يمر به زاهر فى هذا اللحظه ,,,,

امتدت يد الرجل لتقبض على ما يحمله زاهر فى يديه ,, وفى تعجب وعدم اتزان نتيجة الحاله التى تعترى زاهر تهاوت قوى يديه ليترك العنان لذاك الشخص بأن يحتضن هذا الكتاب بيديه ومن ثم يعاود زاهر الى وضعيته الاولى ويمسك براسه محاولا الضغط عليها بكل ما اوتى من قوه ,, فما يشعر به زاهر هو وحده فقط يعلم مدى الالم به

انها (( الوساده الخاليه )) ,,, قالها ذاك الشخص وارتسمت البسمه على وجنتيه لتترك زاهر فى حاله من الريبه والشك وتكاثرت الاسئله وتداخلت فى مخيلة زاهر الى ان ارتفع بقامته وهو يمسح ما بعينيه من دموع ,, وينظر الى ذاك الشخص بكل حيره واستهجان

فكيف له ان يخلط ما بزاهر من الم بتلك الروح الساخره ,,, وباى حق ؟ وكيف استطاع التاثير عليه ليضم القصه بين يديه ؟ من ذاك الشخص ؟

تلآلآت عينا زاهر فقطرات الدموع لاتزال محتبسه وساعد اكثر على ذلك ما يمر به من موقف يبتغى فيه ادراك هوية ذاك الساخر من الامه

قرر ان يقطع تلك الدوامه من الظنون وهم بطرح سؤال .....

من أنـ...... وقبل ان يكمل السؤال باغته ذاك الشخص

انا اسمى عزت اعمل مدير تسويق فى احدى المؤسسات الكبرى ولى ميول ادبيه وللمصادفه البحته ان ما حملته يدك من عمل ادبى هو اقرب الاعمال الادبيه لى على الاطلاق ,,,

ثم اطلق العنان عينيه ان تتجول فى فضاء المحطه الى باتت خاويه فالوقت متأخر والآشخاص اصبحوا من القليل ما تشعر معه بان هنالك صمت يدوى فى المكان وقد يمتزج ببعض صدى الصوت لاى حركه قد تقدم على القيام بها

وضع عزت يديه حول عنق زاهر وبدا فى توجيه الاسئله اليه ليتعرف اليه اكثر وفى ثقه اكتسبها زاهر من نبض كلمات هذا الرجل بدا يشعر بالحاح فى ان يصرح له عن مصدر المه فى تلك اللحظات ,,,

وراح يحكى ويحكى عن تلك الدوامه التى استمرت 5 سنين لا يعلم فيها شيئا عن المشاعر الا الصادق منها ,, لم يتذوق الا العطف فيها ,, لم يحلم الا بكل ما هو سعيد ومبهج ,, لكم انطلق باحساسه الى اللامكان ,, ابحرت عينيه فى شواطئ من الندره بمكان ان توجد على سطح المعموره ,, حواسه الخمس لم ترى ولم تسمع ولم تستنشق ولم تتفوه ولم تلمس الا كل ما هو رائع وعذب وجميل وملمس الحرير الذى بات معه كل يوم كأنه حلم عقود طويله قد تأجل الى ان ظهر الى الوجود

تتألق عينا زاهر وهو يفصح عن قصته التى عاشها وتعايش معها وحيا بها اجمل مرحله فى حياته

كيف للمشاعر ان تموت كيف للاحساس ان يذبل كيف للعشق ان يختفى كيف للحب ان يفقد فى دوامة الحياه ؟؟؟؟؟

كل تلك التساؤلات رددها زاهر بعنف,,, دوت صيحاته فى ارجاء تلك المحطه الفارغه من المسافرين ,,, ليلجأ فى الآخير الى النظر فى عينى عزت ليتوقف لوهله قبل ان يبدا فى ملاحظة ان الدموع تتساقط رغما عنه ,, فلا جدوى من حبسها فهى رفيق دربه منذ الان ,,,,,,,,,,

تتطلع اليه عزت فى شفقه واعاد التربيت على كتفيه ,, محاولا الاخذ بيده فهو يدرك جيدا معنى ان تفقد جزء من حياتك ,, وللاسف هو الجزء الاجمل ,, او كما يقال ,, (( كريزة العمر ))

هو يدركها ويدرك فحوى حمل زاهر لتلك القصه بالذات ويدرك جيدا احلام (( الحب الاول ))

هو يدرك لانه مر بنفس التجربه بل الآغرب ما حدث ,,,,,

او اننى اذا قدمت اليك شيئا فهل تقبله منى ,,,, قالها عزت بصوت منخفض وكانه حفيف شجر فى فصل الربيع ليجد زاهر تلك الكلمات تتسلل الى عقله فى هدوء وقبل ان يفكر وجد الاجابه تنطق رغما عنه ,,,

نعم اقبل ؟ ولكن ما هوية ذاك الشئ ؟

عزت : استدار قليلا وقام بفتح سترته ليخرج كتابا ,, وزاهر تتعالى نظرات التعجب فى عينيه وتتسلل الى عقله عدم جدية هذا الرجل فى مساعدته

عزت : لا تتعجل فما انت فيه سبقك الكثيرين اليه

زاهر ,, وما الذى انا فيه ؟

عزت : انه الحب الاول ,, ثم أخرج نفس القصه وهم بالحديث قائلا

ولكن استبقه زاهر بالحديث

زاهر :اعلم ان الكثيرين يتحدثون عنه ويقرون بعدم جديته لكن ليست قصتى ولست انا وليست هى وليس

قاطعه عزت بهدوء قائلا

عزت : وليس من المؤكد ان القدر فى الحب الاول واحد ,,, عزيزى انك ان شرعت فى بداية امر ما فلعلك تدرك جيدا قبل الاقدام عليه مدى ما سترتكبه من اخطاء حتى تنال القدر الكافى من الخبره لعدم الوقوع فى تلك الاخطاء مرة ثانيه

ادرك جيدا ان اول محاوله تظل محفوره فى الذهن ,, لكن يبقى النجاح هو الحلم والامنيه والتطلع

اذا كان الحب الاول محفورا فى القلب لكونه صاحب كلمة (( اول )) ومشتقاتها من اول نظره عطف واول تنهيده واول لمسه حانيه واول كلمه معسوله تنطقها او تسمعها ,, لكن يبقى الامر متروكا لتقدير التجربه الذى غالبا ما يكون امرا يحمل بداخله العديد من المغالطات التى لن يتسنى لك معالجتها سوى بالتكرار وفى الآخير فرحة تحقيق الحلم اقوى بكثير من الشروع فى بدايته

زاهر : يستمع الى تلك الكلمات دون ان يتحرك له جفن ,, وبعنايه بالغه استراق سمعه لاستكمال عزت لحديثه فالكلام منطقى وان كان ضد ما يشعر به زاهر لكن فى النهايه لا يمكن ان تعتم الحقيقه فهى ظاهره وجليه ومتى ما انتفض الغبار منها تراها كالشمس لا تستطيع ان تحيد عن الاقتناع بها

استعاد زاهر قليلا من ثباته بعد هدير كلمات زاهر لكن كان لزاما عليه ان يتاكد من مصدر هذا الفكر وكيف يتسنى له ادراك كل هذه المعانى بهذا الوضوح ,, لذا باغته بسؤال تلقائى

زاهر : هل تسمح لى بان اعلم من اين لك بتلك التفسيرات ؟

علت الابستامه الهادئه على وجه عزت وهو ينظر الى زاهر وكان الزمن يعود به 25 عام حينما كان لايزال طالبا بجامعة القاهره مع اختلاف مكان التواجد فمترو الانفاق كان لايزال مجرد طموح ان لم يكن مجرد فكره ,, وعلى هذا بدأ عزت حديثه بتهكم على الزمن وكيف ان الموارد الان والامكانيات متاحه لجيل تلك الايام على عكس ما كان عليه الماضى

فهو يتذكر منذ 25 عاما حينما كان جالسا فى احدى محطات الترام والليل قد هبط على العاصمه والشارع يكاد يبحث عن مشاه والاصوات قد انعدمت احتراما لذاك السكون ,,, وكيف ان الصدفه قد ساقت اليه ذاك الرجل الكبير فى السن الذى من علامات الشيخوخه فى وجهه تشعر بان الدهر قد أفناه كما يفنى شعاع الشمس عند كل غروب

استراق سمع زاهر لحمل عزت على استكمال الحديث ,, وبالقطع عزت انطلق بخياله نحو الماضى ليتذكر كيف كان وكيف حدث

عزت : كان هذا الرجل اشبه برجال العصور الوسطى ,,, هو من االزمن يسايره لكن فى وجهه قد توقف الزمن ,, ليحمل الم يقتطع اجزاء وجهه ليحيا فيها ,,, وكيف ان هذا الشخص قد مر بنفس ما تمر به انت الان يا زاهر وما مريت انا به سابقا ,,,

ولكن الفرق انه لم يجد من يكترث لآمره او يتخذ بيده للنهوض بما تبقى لديه من مشاعر وأحاسيس

لحظة صمت اندهش لها زاهر وهو فى امس الحاجه لان يكمل زاهر ما بداه من حديث عن هذا الرجل

لكن ازدادتا لحظت الصمت مما جعل زاهر يقفز الى سكونه ليرسل حروف صوته تجاه مصدر السكون الان لديه ,, فعزت قطعا بات هو مصدر السكون اليه ,, فهو من اوقف نزيف دموعه التى لم يقوى زاهر ان يمنعها حتى ,,,

زاهر فى صوت اشبه بالهمس ,,, ماذا قال لك هذا العجوز يا استاذ عزت ؟

انتبه عزت من خياله الذى صال وجال فيه لترتسم البسمه من جديد على شفتيه ,,, قائلا

عزت : اراك الان وقد تحمست للخوض فى الحديث

زاهر : هل ستكترث لكلامى اذا اخبرتك ان راحتى فى سماعك باتت اقوى من اى راحه عرفتها سابقا

عزت : وقد تلآلآت الدموع فى عينيه ,,, اتعلم يا زاهر ان كل منا فى جوهره ضعيف ولكن ما يشيده حوله من صفات واسوار وافعال هى فى الحقيقه أضعف من جوهره

زاهر : وقد اختلط عليه الآمر ,, عذرا لم افهمك جيدا

عزت : الاسنان مخلوق بسيط ضعيف يجتهد طيلة حياته فى حماية نفسه اما بتحصيل علوم او يابراز مكامن قوه واهيه لديه او الصاق صفات سواء كانت ضاره ام نافعه به لتقوية شخصه ,, لكن فى النهايه كل ما يشيده أضعف من جوهره

زاهر : الان فهمت لكن كيف يكون ما يشيده وما يحصله المرء أضعف من جوهره ؟

عزت : أنت مثلا فى ظل ما كنت فيه من انهيار لكل ما تملك من قوه وجدت نفسك فى الآخير وحيدا مع جوهرك بينما ما ظللت تشيد فيه من صفات قوه او تماسك كانت اول ما انهار منك وفى الاخير لم يبقى لك الا نفسك وجوهرك ,, هو نعم ضعيف لكنه وبلا شك اقوى من اى غلاف قد ينغلف به انفسنا ,, ويكفى انه ليس ملكك كى ينهار بل هو من أمر الله اذ قال له (( كن )) ,,, اذن فهو فقط بيده ان ينهار ذاك الجوهر

زاهر : وقد تسللت الطمأنينه والثقه الى داخله وتدريجيا بدات تتماسك اجزاؤه وتنتفض عزيمته ليعاود من جديد طرح نفس السؤال السابق على عزت

زاهر : لكن الن تخبرنى عن حديث هذا العجوز شيئا

عزت : وهو يربت على كتفيه والابتسامه قد علت اكثر من اى وقت مضى ,, الم يكفيك كل هذا الحديث من ذاك العجوز

زاهر : كيف وانك لازلت فى بداية حديثك عنه

عزت : من المفترض ان اعتذر فقد اقتبست كل كلام العجوز دون استئذان

زاهر فى تعجب وقد اتسعت عيناه ,,, او كل ما سبق من حديث كان عن لسان ذاك العجوز

عزت : نعم هو كذلك ,, والآن لقد اقترب المترو وعلى ان استقله فبلا شك انه أخر موعد وأنا لا أحبذ النوم فى محطات المترو

لكن لحظه ,,, هاهى تلك النسخه من (( الوساده الخاليه )) لكن المختلف فيها ان ما سمعته من حديث منسوب الى هذا العجوز قد سطرته بالكلمه فى نهاية القصه ,,

ابتسم زاهر وسلم على عزت ووعده بلقاء فى أقرب فرصه بعد ان تبادلا ارقام التليفونات

وانطلق كل منهما فى وجهته والى مقصده وتوالت الايام واستقرت الصله بينهما

وبعد 25 سنه

كان زاهر فى طريقه الى المنزل فزوجته واطفاله لا يستطيعون النوم قبل ان يجلسوا معه فى امسيه هى اسعد ما تكون بين زوج وزوجته واولاده ,,,

جلس فى محطة المترو ليجد شابا فى العقد الثانى من العمر وقد نال التعب والالم منه ما جعل دموعه تذرف والغريب انه كان يحمل كتابا بين يديه

بدون تردد وجه زاهر سؤالا اليه : او ليست تلك (( الوساده الخاليه ))

الشاب فى تعجب ونفور من تلك المباغته فى الحديث : نعم

زاهر : اتعلم ان كل منا فى جوهره ضعيف ولكن ما يشيده حوله من صفات واسوار وافعال هى فى الحقيقه أضعف من جوهره

الشاب فى حيره وقد اذداد تعجبه : عفوا لم افهم ما قلت

زاهر وقد ابتسم : لعلك انت من سيحمل تلك النسخه ,,, ثم اخرج النسخه التى منحها له (( عزت )) وهم بالوقوف وهو يتظر الى الشاب

لعل الامور قد اختلفت من 25 عام ولكن لديك فى أخر صفحه رقمى يمكنك التحدث معى ان شئت

تعجب الشاب ولكنه فى نهاية الآمر تناول تلك النسخه من (( الوساده الخاليه )) وهم بقراءتها

وزاهر يتابع سيره والابتسامه تعلو وجهه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

هى ليست قصه بقدر ما هو اسلوب حياه قد نتخطاه برغم ما نهيئ له انفسنا من وضع يمتلئ بالمغالطات نتيجة عدم مواجهة الذات بما كان وما يكون وما مقدر له ان يكون

لذا جئت بعنوانها مسايرا لما ابتغيه من تسطير تلك الكلمات

(( الوساده الحاليه ))

اعلم ان هنالك من ظن انه خطأ املائى ,, لكن على العكس تماما فهو خطأ مقصود فأنا لم أقصدها

(( الوساده الخاليه )) بالخاء

بل قصدتها

(( الوساده الحاليه )) بالحاء

مع عميق تقديرى لكاتبنا الكبير / احسان عبد القدوس

شكرا على المتابعه

تحيااااااااااااااااااااااااااتى"""""""""""""







  رد مع اقتباس