يقول الله تعالى :
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾.
فالكرامة محور التعامل مع البشر ، وأما عن علاقة الحب بالكرامة ، فالحب
يعرف فى المقام الأول بالتضحية بين الطرفين بما لايمس كرامة أحد الطرفين
أما عن الحب والكرامة فهما مترادفين ولا ينبغى أن يكونا نقيضين بحيث
لايتصور لأحد طرفى العلاقة هزيمة أو انتصار طرف على آخر فالحب والكرامة
من مفردات التعامل البشرى وهما يسيران جنبا بجنب مادامت العلاقة قائمة
ويراعى فيها التضحية والإيثار وتتناغم معزوفاتها بين الطرفين . فلا يسبق
أحدهما الآخر ولا يتغلب عليه فالحب تضحيات والكرامة تأبى التنازلات التى
تحط من شأن الحب وتفسده فالحب شعور نبيل . ويمكن أن تتبدل الأحوال ويتغير
الشعور النبيل أو يتضاءل بحكم طبيعة الظروف التى تضعفه نتيجة الإساءة أو
عدم المحاقظة عليه بأى سلوك يصدر من أحد الطرفين ، وهنا فالكرامة لاتتبدل
ولا تتغير مهما مر عليها الزمان فقد تنتهى علاقة الحب عندما تصدم بصخور
الحياة وتتقاذفها الرياح العاتية فتكون الكرامة هنا هى الجدار الواقى للنفس
لاسيما وإن كان الانهيار للعلاقة تعلق بحرح الكرامة ومحاولة إذلال وخضوع من
الأجل الخضوع .واستمرار العناد وانعدام أدنى بارقة أمل فى الإصلاح .
مع تحياتى
|