[NOUR alsma]

قد اقتفى فرعون موسى واصحابه حين اردوا الفرار بدينهم الموحد
وكان العدو من ورائهم والبحر من امامهم ولا عاصم من الخطر الا بمعجزه
فغلبهم اليأس وصاحوا بموسى وجلين انا لمدركون...
ولكن نبى الله لم يفقد امله فى ربه مع ان كل الظروف تنذر بالشر المستطير
فصاح فى عزم ان معى ربى سيهدين ....
وقد هداه فعلا الى باب النجاه فضرب البحر بعصاه وتمت له بذلك مهجزه النجاة.
وقد فهم رجال الطب المعاصر أثر اليأس فى خطره الصحى وضرره العضوى
وحللوا ما يطرأ على جسم اليائس من اضطراب يقوده للوبال فذكروا
ان اليأس يسبب الانقباض ويدعو صاحبه الى الكآبه والاحتجاز عن الناس
فاذا ما خلا بنفسه تصور انه اتعس الاشخاص فى الوجود وبالغ فى تصوره
فيضيق صدره وتزيد سرعة نبضات قلبه وتنخفض حرارته شيئا فشيئا ثم
يفقد شهيه الطعام وتتكاسل الكبد عن اداء وظيفتها تلقائيا فيعقب ذلك
هبوط تدريجى يتبعه ارتجاف الاعصاب والذين يؤكدون ذلك من رجال الطب
لا يصدرون عن خيال روائى بل ينقلون حالات حية عرضت امامهم وادركوا
ما دعا اليها من البواعث وما وصلت اليه فى النهايه من خطر منذر
بالفناء ...
فاذا كان اليأس داعيه الى ذلك كله فلماذا لا نلجأ الى السماء آملين
لتمدنا بالعون ... ؟
ولماذا لا نبحث عن اسباب التفاؤل دون ان نستغرق فى حنك التشاؤم المطبق فقد يجعل
الله بعد عسرا يسرا وفى الحياه شواهد تنطق بانفراج الازمات وانتهاء الشدائد وفى ذكر الله
اطمئنان لليائس لانه يذكر من يعلم حالته ومن يستطيع ان ينقذه من شره الوبيل
اللهم ارفع عنا شر انفسنا وادفع عنا الهم والحزن
آمــــــــــــــــين