كل شئ عن صلاة الوتر
باب ما جاء في فضل الوتر
حدثنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن راشد الزوفي عن عبد الله بن أبي مرة الزوفي عن خارجة بن حذافة أنه قال:
- "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، الوتر جعله الله لكم فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر".
وفي الباب عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وبريدة وأبي بصرة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عيسى: حديث خارجة بن حذافة حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي حبيب.
وقد وهم بعض المحدثين في هذا الحديث فقال: عبد الله بن راشد الزرقي وهو وهم.
باب ما جاء في كراهية النوم قبل الوتر
حدثنا أبو كريب أخبرنا زكريا بن أبي زائدة عن إسرائيل عن عيسى بن أبي غرة عن الشعبي عن أبي ثور الأزدي عن أبي هريرة قال:
- "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أوتر قبل أن أنام".
قال عيسى بن أبي غرة، وكان الشعبي يوتر أول الليل ثم ينام.
وفي الباب عن أبي ذر.
قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وأبو ثور الأزدي اسمه حبيب بن أبي مليكة.
وقد اختار قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم أن لا ينام الرجل حتى يوتر.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
- "من خشي منكم أن لا يستيقظ من آخر الليل فليوتر من أوله، ومن طمع منكم أن يقوم من آخر الليل، فإن قراءة القرآن في آخر الليل محضورة وهي أفضل".
455- حدثنا بذلك هناد قال أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
باب ما جاء في الوتر من أول الليل وآخره
حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا أبو بكر بن عياش أخبرنا أبو حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق
- "أنه سأل عائشة عن وتر النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: من كل الليل قد أوتر أوله وأوسطه وآخره، فانتهى وتره حين مات في وجه السحر".
قال أبو عيسى: أبو حصين اسمه عثمان بن عاصم الأسدي.
وفي الباب عن علي وجابر وأبي مسعود الأنصاري وأبي قتادة.
قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح.
وهو الذي اختاره بعض أهل العلم: الوتر من آخر الليل.
باب ما جاء في الوتر بسبع
حدثنا هناد أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن أم سلمة قالت:
- "كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة، فلما كبر وضعف أوتر بسبع".
وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها.
قال أبو عيسى: حديث أم سلمة حديث حسن.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم الوتر بثلاث عشرة وإحدى عشرة وتسع وسبع وخمس وثلاث وواحدة.
قال إسحق بن إبراهيم: معنى ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث عشرة قال: إنما معناه إنه كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة مع الوتر فنسبت صلاة الليل إلى الوتر.
وروى في ذلك حديثا عن عائشة.
واحتج بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "أوتروا يا أهل القرآن".
قال: "إنما عنى به قيام الليل، يقول إنما قيام الليل على أصحاب القرآن".
باب ما جاء في الوتر بخمس
حدثنا إسحق بن منصور أخبرنا عبد الله بن نمير أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
- "كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء منهن في آخرهن، فإذا أذن المؤذن قام فصلى ركعتين خفيفتين".
وفي الباب عن أبي أيوب.
قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح.
وقد رأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم الوتر بخمس، وقالوا لا يجلس في شيء منهن إلا في آخرهن.
باب ما جاء في الوتر بثلاث
حدثنا هناد أخبرنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحق عن الحارث عن علي قال:
- "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث يقرأ فيهن بتسع سور من المفصل، يقرأ في كل ركعة بثلاث سور، آخرهن {قل هو الله أحد}".
وفي الباب عن عمران بن حصين وعائشة وابن عباس وأبي أيوب وعبد الرحمن بن أبزى عن أبي بن كعب.
ويروى أيضا عن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
هكذا روى بعضهم فلم يذكر فيه عن أبي.
وذكر بعضهم عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبي.
قال أبو عيسى: وقد ذهب قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم إلى هذا ورأوا أن يوتر الرجل بثلاث.
قال سفيان: إن شئت أوترت بخمس، وإن شئت أوترت بثلاث، وإن شئت أوترت بركعة.
قال سفيان: والذي أستحب: أن يوتر بثلاث ركعات.
وهو قول ابن المبارك وأهل الكوفة.
459- حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني أخبرنا حماد بن زيد عن هشام عن محمد بن سيرين قال: كانوا يوترون بخمس وبثلاث وبركعة ويرون كل ذلك حسنا.
باب ما جاء في الوتر بركعة
حدثنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن أنس بن سيرين قال: سألت ابن عمر فقلت: أطيل في ركعتي الفجر؟ فقال:
- "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة، وكان يصلي الركعتين والأذان في أذنه".
وفي الباب عن عائشة وجابر والفضل بن عباس وأبي أيوب وابن عباس.
قال أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح.
والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين: رأوا أن يفصل الرجل بين الركعتين والثالثة، يوتر بركعة.
وبه يقول مالك والشافعي وأحمد وإسحق.