عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /08-24-2009, 01:37 PM   #2

حنونة
عضوية التميز
 

 رقم العضوية : 26236
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 العمر : 35
 المكان : بلد المليون و نصف مليون شهيد
 المشاركات : 2,327
 النقاط : حنونة will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 1

حنونة غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

الاسكندر الآكبر



نشأته وُلد الاسكندر في بيلا، العاصمة القديمة لمقدونيا. ابن فيلب المقدوني الثاني ملك مقدونيا و ابن الأميرة أوليمبياس أميرة سيبرس(Epirus). كان أرسطو معلمه الخاص. درّبه تدريبا شاملا في فن الخطابة والأدب وحفزه على الاهتمام بالعلوم والطب والفلسفة. في صيف عام 336 ق.م.إغتيل فيلبّ الثاني فاعتلى العرش ابنه الإسكندر، فوجد نفسه محاطاً بالأعداء ومهدد بالتمرد والعصيان من الخارج. فتخلص مباشرة من المتآمرين وأعدائه في الداخل فحكم عليهم بالإعدام. ثم انتقل إلى ثيساليا(Thessaly) حيث حصل حلفاءه هناك على استقلالهم وسيطرتهم وإستعادة الحكم في مقدونيا. وقبل نهاية صيف 336 ق.م. أعادَ تأسيس موقعهِ في اليونان وتم اختياره من قبل الكونغرس في كورينث قائداً.حملته على الفرس حماية مقدونيا واليونان وكحاكم على جيش اليونان وقائد الحملة ضد الفرس، وكما كان مخطط من قبل أبيه. قام بحملة ناجحة إلى نهر دانوب وفي عودته سحق في أسبوع واحد الذين كانوا يهددون أمته من اليرانس(Illyrians ) مرورا بثيبيس (Thebes) اللتان تمردتا عليه حيث قام بتحطيم كل شيء فيها ما عدا المعابد وبيت الشعر اليوناني بيندار(Pindar)، وقام بتحويل السكان الناجون وكانوا حوالي 8،000 إلى العبودية. سرعة الإسكندر في القضاء على ثيبيس كانت بمثابة عبرة إلى الولايات اليونانية الأخرى التي سارعت إلى إعلان رضوخها على الفور.المواجهة الأولى مع الفرس بدأ الإسكندر حربه ضد الفرس في ربيع عام 334 قبل الميلاد حيث عبر هيليسبونت (بالإنجليزية: Hellespont) دانيدانيليس الجديدة) بجيش مكون من 35،000 مقدوني وضباط من القوات اليونانية بمن فيهم أنتيجواس الأول (بالإنجليزية: Antigonus I) وبطليموس الأول وكذلك سيليكوس (بالإنجليزية: Seleucus I)، وعند نهر جرانيياس بالقرب من المدينة القديمة لطروادة، قابل جيش من الفرس والمرتزقة اليونان الذين كانوا حوالي 40،000 وقد سحق الفرس وكما أشير في الكتابات القديمة وخسر 110 رجلا فقط. وبعد هذه الحرب الضارية أصبح مسيطرا على كل ولايات آسيا الصغرى و أثناء عبوره لفرجيا (Phrygia) يقال أنه قطع بسيفه "الجوردان نوت" مواجهة داريوس الثالث وباستمرار تقدمه جنوبا، واجه الإسكندر جيش الفرس الأول الذي قاده الملك داريوس الثالث أو داريوش الثالث (بالإنجليزية: Darius III) في أسوس {{إنج فى شمال شرق سوريا. ولم يكن معروف كم عدد جيش داريوس بعدد يبلغ حوالي 500،000 رجل ولكن يعتبر المؤرخون هذا العدد بأنه مبالغة. ومعركة أسيوس في عام 333 قبل الميلاد انتهت بنصر كبير للإسكندر وبهزيمة داريوس هزيمة نكراء،ففرَ شمالاً تاركاُ أمه وزوجته وأولاده حيث عاملهم الإسكندر معاملة جيدة وقريبة لمعاملة الملوك.وبعد استيلاء الاسكندر على مناطق سورية الداخلية وحتى نهر الفرات واتجه نحو الساحل السوري غربا ومن سورية اتجه جنوبا وقدمت مدينة صور(بالإنجليزية: Tyre) المحصنة بحريا مقاومة قوية وثابتة أمام الإسكندر إلا أن الإسكندر أقتحمها بعد حصار دام سبعة أشهر في سنة 332 قبل الميلاد ثم احتل غزة ثم أمن التحكم بخط الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وفي عام 332 على رأس نهرالنيل مدينة سماها الاسكندرية (سميت على اسمه فيما بعد) . وسيرين (بالإنجليزية: Cyrene ) العاصمة القديمة لمملكة أفريقيا الشمالية(سيرناسيا) خضعت فيما بعد هي الأخرى وهكذا يكون قد وسع حكمه إلى الاقليم القرطاجيز ل لاتثبت مثل هذه الروايات وهي قابلة للتصديق والتكذيبتتويجه كفرعون لمصر في ربيع عام 331ق.م. قام الإسكندر بالحج إلى المعبد العظيم ووسيط الوحي آلهة الشمس آمون-رع(Amon-Ra) المعروف بزيوس(Zeus) عند اليونان، حيث كان المصريين القدامى يؤمنون بأنهم أبناء الـه الشمس أمون-رع (بالإنجليزية: Amon-Ra ) وكذلك كان حال الإسكندر الأعظم بأن الحج الذي قام به آتى ثماره فنصبه الكهنة فرعونا على مصر و احبه المصروين و اعلنه له الطاعة والولاء واعتبروه واحد منهم ونصبه الكهنة ابناً ل امون و أصبح ابناً لكبير اللآله . بعدها قام بالعودة إلى الشرق مرة أخرى


حدود الأمبرطورية المقدونية خلال حكم الأسكندر الأكبر






نهاية داريوس

أعاد ترتيب قواته في صور(Tyre) بجيش مكون من 40،000 جندي مشاة و7،000 فارس عابرا نهري دجلة (بالإنجليزية: Tigris) والفرات (بالإنجليزية: Euphrates) وقابل داريوس (بالإنجليزية: Darius) على رأس جيش بحوالي مليون رجل بحسب الكتابات القديمة. وقد استطاع التغلب على هذا الجيش و هزيمته هزيمة ساحقة في معركة جاوجميلا (بالإنجليزية: Battle of Gaugamela) في 1 أكتوبر عام 331 ق.م. فرَ داريوس مرة أخرى كما فعل في (أسيوس) و يقال بأنه ذبح في ما بعد على يد أحد أخدامه


بابل
حوصرت مدينة بابل (بالإنجليزية: Babylon) بعد معركة (جاوجميلا) و كذلك مدينة سوسا(Susa) حتى فتحت فيما بعد، وبعد ذلك وفي منتصف فصل الشتاء اتجه الإسكندر إلى بيرسبوليس (بالإنجليزية: Persepolis ) عاصمة الفرس. حيث قام بحرقها بأكملها انتقاما لما فعلة الفرس في أثينا في عهد سابق. وبهذا الاجتياح الاخير الذي قام به الإسكندر أصبحت سيطرته تمتد إلى خلف الشواطيء الجنوبية لبحر الخزر (بالإنجليزية: Caspian sea) متضمناً أفغانستان وبلوشستان الحديثة وشمالاً من باكتريا (Bactria) وسوقديانا(Sogdiana) وهي الآن غرب تركستان و كذلك تعرف بآسيا الوسطى. أخذت من الإسكندر ثلاث سنوات فقط من ربيع 333 إلى ربيع 330 ليفتح كل هذه المساحات الشاسعة. وبصدد إكمال غزوه على بقايا إمبراطورية الفرس التي كانت تحوي جزءاً من غرب الهند، عبر نهر اندوس(Indus River) في عام 326 قبل الميلاد وفاتحا بذلك البنجاب (بالإنجليزية: Punjab) التي تقرب من نهر هايفاسيس (Hyphasis) والتي تسمى الآن بياس (Beās) وعند هذه النقطة ثار المقدونيين ضد الإسكندر ورفضوا الاستمرار معه فقام ببناء جيش آخر ثم أبحر إلى الخليج العربي ثم عاد براً عبر صحراء ميديا(Media) بنقص كبير في المؤونة فخسر عدداً من قواته هناك. أمضى الإسكندر حوالي سنة وهو يعيد حساباته ويرسم مخططاته ويحصي المناطق التي سيطر عليها في منطقة الخليج العربي للاستعداد لاجتياح شبه الجزيرة العربية.



نهايته في بابل

وصل الإسكندر إلى بابل (بالإنجليزية: Babylon) في ربيع 323 ق.م في بلدة تدعى سوسة على نهر الفرات في سوريا حاليا قام الاسكندر بنصب معسكره بالقرب من النهر شرق سوريا . وبعد مده في شهر يونيو من عام 323 ق.م أصيب بحمى شديدة مات على أثرها تاركاً وراءه إمبراطورية عظيمة واسعة الأطراف .

وهو على فراش الموت نطق بجملة غامضة بقي أثرها أعواما كثيرة حيث قال إلى الأقوى (بالإنجليزية: To the strongest) يعتقد أنها قادت إلى صراعات شديدة استمرت حوالي نصف قرن من الزمن.



وفي رواية أخرى: أنه قد مات الاسكندر الأكبر مسموما بسم دسه له طبيبه الخاص الذي يثق به ثقة عمياء وسقط مريضا حوالي أسبوعين وكان قد سلم الخاتم الخاص به لقائد جيشه برداكيس وهو علي فراش المرض وطلب من الجنود زيارته في فراشه ويبدو أن المحيطين به في تلك الفترة كانوا متآمرين نظرا لتصرفاته وسلوكياته الغريبة حيث أنه في أواخر أيامه طلب من الاغريق تأليهه في الوقت الذي كان عنيفا مع الكثيرين بالإضافة إلي اكثاره في شرب الخمر. كل هذه العوامل جعلت البعض يتربصون به ومحاولتهم للفتك به.



حدود الأمبرطورية المقدونية عند موت الأسكندر الأكبر عام 323 ق.م

مثوى الإسكندر الأخير
يعتقد الكثير من العلماء والمؤرخين أن الإسكندر بعد وفاته في بابل ببلاد الرافدين حصل تنازع قادته علي مكان دفنه حيث كان كل منهم يريد أن يدفن في الولاية التي يحكمها بعد تقسيم الإمبراطورية التي أنشأها الإسكندر إلا أن حاكم مقدونيا برديكاس قام بمعركة قرب دمياط مع قوات بطليموس الأول للاستيلاء علي ناووس الإسكندر ونقله الي مقدونيا ليدفن هناك ، وهزم برديكاس في المعركة وقتل لاحقا إلا أن بطليموس الأول خشي وقتها أن يستمر في دفن الجثمان في سيوة إذ أنه من الممكن ان يأتي أحدهم عبر البحر و يسرق الجثة فيما أن سيوة بعيدة عن العاصمة منف فقرر بطليموس أن تدفن في منف وكان الأمر و دفن الجثمان علي الطريقة المصرية ولم تذكر المراجع التاريخية أولا كيف تم نقل الجثمان أو مكان دفنه قبل ان ينقل آلة مقدونيا حيث المدفن الاخير للاسكندر

عسكرية الإسكندر
كان الإسكندر من أعظم الجنرالات على مر العصور حيث وصف كتكتيكي و قائد قوات بارع و ذلك دليل قدرته على فتح كل تلك المساحات الواسعة لفترة وجيزة. كان شجاعا و سخيا ، و شديدا صلباً عندما تتطلب السياسة منه ذلك . و كما ذكر في كتب التاريخ القديمة بأنه كان مدمن كحول فيقال أنه قتل أقرب اصدقائه كليتوس (Clitus) في حفلة شراب حيث أنه ندم على ذلك ندما عظيما على ما فعله بصديقه . وصفوه بأنه ذا حكمة بحسب ما يقولونه المؤرخون بأنه كان يسعى لبناء عالم مبني على الأخوة بدمجه الشرق مع الغرب في إمبراطورية واحدة . فقد درب آلاف الشباب الفرس بمقدونيا و عينهم في جيشه ، و تبنى بنفسه عادات و تقاليد الفرس و تزوج نساء شرقيات منهم ركسانا (Roxana) التي توفيت عام 311 ق.م ابنة أكسيراتس (Oxyartes) التي لها صلة قرابة مباشرة( لداريوس) ، و شجع ضباط جيشه و جنوده على الزواج من نساء فارسيات.

أصبحت اللغة اليونانية واسعة الانتشار و مسيطرة على لغات العالم .



تأسيس دولة البطالمة



قسمت امبراطورية الاسكندر بعد وفته اثر إصابته بالحمي بمدينه بابل بيت قواده الاغريق ، فكانت مصر من نصيب القائد بطلميوس ، وسورية والعراق من نصيب القائد سليوقس ، اما مقدونيا فكانت من نصيب القائد انتيجونس وقد نجح بطلميوس وسليوقس فى تأسيس دولتين مستقلتين هما دولة البطالمة فى مصر والدولة السليوقية فى سوريا ، حكمتهما سلالاتهما من بعدهما قربة ثلاثة قرون . وقد اتخذت اسرة البطالمة مدينة الاسكندرية عاصمة ومقر لحكمهم . كما اتخذت دولة السليوقية مدينة انطاكية فى شمال سوريا عاصمة لها .
كان بطلميوس قائداً فى جيش الاسكندر ، فقد نشأ معه فى قصر ابيه فيليب المقدوني وتربي معه منذ الصغر واضحي صديقا حميماً له . وقد تميز بطلميوس بنشاطة وقدرته وشجاعته . وقد امتلأ تاريخ البطالمة والسليوقيين بالحروب بينهما فالبطالمه يحاولون السيطره علي سوريه والسليوقيون بدورهم يعارضون اطماع البطالمة ويردون على ذلك بالرغبة فى استيلاء على مصر . وقد اضعفت تلك الحروب كلا البلدين مما ساعد دولة الرومان الناشئه فى القضاء على الدولة السليوقية اولاً ثم القضاء على دولة البطالمة والاستيلاء على مصر عام 31 ق.م فى نهاية حكم الملكة كليوبترا السابعة آخر حكام البطالمة .




إنشـاء مدينة الإســـكندريـة وإزدهارها :

اسس الاسكندر الاكبر مدينة جديدة اسمها مدينة الاسكندرية قبل مغادرته من مصر لتكون المركز الرئيسي للحضارة الهلينستية فى العالم القديم وقد اختار لها مكاناً على شريط اليابس الذي يفصل البحر المتوسط عن بحيرة مريوط . ويبدو انه اختار تلك البقعة لجفافها وبعدها عن رواسب نهر النيل ( فرع رشيد ) وسهولة توصيل مياة الشرب اليها وكذا لإرتفاعها النسبي عن مستوي اراضي الدلتا الشمالية بجسر جزيرة تقع فى مواجهتها على مسافة قريبة من الشاطىء تدعي جزيرة فاروس ، ومن ثم فقد اصبح للمدينة الجديدة نتيجة لذلك مرسيان للسفن .. إحداهما شرقي والآخر غربي ( ويوجد بمدينة الاسكندرية الآن ميناءان : الميناء الشرقي والميناء الغربي المستخدم فى وقتنا الحالي لرسو السفن ) وقد عهد الاسكندر الي احد المهندسين الاغريق بتخطيط المدينة فأتمه فى شكل شوارع مستقيمة متقاطعه كما قسمت المدينة الي عدة احياء وكان بينها الحي الملكي والحي والطني وحي الميناء قد اتم بطلميوس الاول بناء مدينة الاسكندرية وفقاً لتخطيط الاسكندر .. كما اهتم ملوك البطالمة التاليين بهذه المدينة واتخذوها عاصمة لبلادهم فبنوا بها القصور والمنشآت وغرسوا الحدائق و اوصلوا اليها مياه النيل العذبة عن طريق ترعة شيديا التي كانت تتفرع الي قنوات عديدة داخل المدينة وتتجمع مياهها فى خزانات خاصة فى احياء مختلفة . ولقد اصبحت مدينة الاسكندرية منذ عهد بطلميوس الثاني اعظم مدن العالم القديم مثلما كانت طيبة فى عهد الدولة الحديثة الفرعونية ولا تزال آثار الاسكندرية الباقية تنطق بما بلغته تلك المدينة من تقدم وازدهار حينا ذاك .
وقامت مدينة الإسكندرية بوظائف متعددة اذ كانت عاصمة للبلاد ومركزاً للحكم والادارة طوال العصر البطلمي الذي استمر قرابة ثلاثمائة عام . كما كانت لها وظيفة اقتصادية اذ ازدهرت فيها العديد من الصناعات حتي اصبحت اهم مدن مصر الصناعية . كما اصبحت ملتقي التجارة الوافدة من العالم القديم واكبر مركز للتبادل التجاري الخارجي وكان على رأس مهام المدينة مهمة ثقافية اذ نشأت بها الجامعة والمكتبة والمسرح وغيرها من المنشآت الثقافية التي لعبت دوراً كبيراً فى الاشعاع الثقافي فى العالم القديم وخاصة فى مجالات الآداب والعلوم والفنون واخيراً فقد كانت لها اهمية عسكرية دفاعية واقاموا بها الابراج والبوابات المنيعة . كما رسي بها اسطول قوي للزود عنها وعن مصر كلها

سياسة البطالمة فى مصـر :

اتبع البطالمة سياسة الاسكندر وساروا عن نهج خطواته . وقد رغبوا فى توسيع نطاق مملكتهم كما عملوا على نشر الحضارة الاغريقية ومزجها بحارة مصر القديمه . ومن ثم فقد حاولوا الحصول على كل ما يمكن الحصول عليه من ثروة البلاد ومواردها مما مكنهم من تكوين جيش واسطول قويين نجحا فى ضم النوبة وليبيا وفلسطين الي مصر ، وفرض سيطرتهم على كثير من جزر حوض البحر المتوسط الشرقي ، كذلك عمل البطالمة على ارساء قواعد بعض مظاهر الحضارة الاغريقية والنهوض بالحضارة الهلينستية الجديده .
لقد كان البطالمة أغريق فى معيشتهم وعادتهم وتقاليدهم ، فكانت معظم مبانيهم على الطراز الاغريقي ولكنهم حاولوا تقليد الطراز المصري القديم والمزج بين الطرازين كما كانت تماثيلهم خليطاً من الفن الاغريقي والفن المصري القديم . ويعرض المتحف اليوناني الروماني بالاسكندرية نماذج رائعة من فن ذلك العصر .. تتمثل فى منحوتات فى مقدمتها تماثيل تعرف بتماثيل تنجاره وآيات من النقش والرسم والفنون وعرفت مصر فى عصر البطالمة اللغة الاغريقية التي اعتبرت لغة رسمية وتحدثت بها الجاليات الاغريقية وكانت لغة الدواوين والمنشآت العلمية والثقافية بمدينة الاسكندرية ولكن المصريين استمروا طوال ذلك العهد يتكلمون ويكتبون باللغة المصرية القديمه وكان من الطبيعي ان يحدث تأثير متبادل بين اللغتين فى استعارة بعض الالفاظ من إحداها وشيوع استخدامها فى الأخري .
وعمل البطالمة على التقرب من المصريين فاحتفظوا بمعظم نواحي التنظيم الاداري التي خلفها لهم الفراعنة مع إدخال تعديلات طفيفه اقتضتها الظروف . ولم يحاولوا التدخل فى شئون المصريين المدنية او عادتهم او تقاليدهم او طرق حياتهم حرصاً منهم على كسب مودتهم وقد احتفظ المصريون كعادتهم بما ورثوه عن آبئهم وأجدادهم من مظاهر الحضارة المصرية القديمه ولم تكن للحضارة الاغريقية من سبيل اليهم الا فيما ندر .
وقد عثر احد رجال الحملة الفرنسية على مصر فى اواخر القرن الثامنعشر على حجر دون علية نص من عهد البطالمة بثلاث خطوط : الخط الهيروغليفي والخط اليوناني ، والخط الديموطيقي . وقد ساعد هذا الحجر المعروف بإسم حجر رشيد والمعروض حاليا بالمتحف البريطاني بلندن على حل رموز الكتابه الهيروغليفية .
ولقد وعي الاسكندر والبطالمة من بعده الدرس الذي لقنه المصريون للفرس عندما اهانوا آلهتهم ، فقد برهن المصريون على قوة عقيدتهم الدينية بثورتهم عليهم وعلى كل من تحدثه نفسه بالمساس بتلك المعتقدات ولذا فقد اتبعوا سياسة تجاه الحضارة المصرية بوجه عام والديانه المصري بوجه خاص تنطوي على الاحترام الكامل فتسابقوا فى حمل الالقاب الملكية القديمه ومثلوا انفسهم فى المناسبات الرسمية مرتدين زي الفراعنة ، وقدموا القرابين للمعبودات المصرية ومنحوها الهبات وانشأوا المعابد والهياكل على الطراز الفرعوني كما اصلحوا منها وعملوا على زخرفتها واضافة بعض الملحقات اليها ، وصوروا انفسهم على جدرانها وفقاً للتقاليد الفرعونية كما عملوا على التوفيق بين الديانتين وحاولا على سبيل المثال التوحيد بين زيوس كبير معبوداتهم وآمون كبير الالهة المصرية .
ولقد بلغ من تأثر الاغريق فى ذلك العصر بالديانه المصرية .. ان اصبحت عقيدة الاله ايزيس عبادة شائعة في بلاد الاغريق نفسها ، كما مزجوا الديانه المصرية بالديانة الاغريقية من خلال معبود جديد اسموه سرابيس اقاموا له معبد السرابيوم فى مدينة الاسكندرية




الاهتمام بالمعابد المصرية القديمة



أما المعابد ذات الطراز المصري القديم التي اهتم البطالمه بإقامتها او بتجديدها وتوسيعها فقد امتازت جميعها بضخامتها وجمال نقوشها وروعه اعمدتها وتماثيلها .ومن اشهر هذه المعابد معبد إدفو وهو مبني فخم رائع خصص لعباده الاله حورس . ويعد اكمل ما حفظ من معابد العصر البطلمي بل من معابد مصر اجمعها .
كما اقاموا معبد دندرة الضخم تجاه مدينة قنا الحالية والذي خصص لعبادة الاله حاتور ربة الامومة والحب والجمال لدي المصرين القدماء .. ولا يزال قائماً يشمخ بأعمدته الضخمة ونقوشه الرائعه وبملحقاته المتكاملة . وتعد معبد جزيرة فيلة اشهر المباني الدينية التي ترجع الي عصر البطالمة . وقد احتلت عبادة عبادة ايزيس مكان الصدارة هناك ومن حولها طائفه من المعبودات المصرية القديمة الأخري وظل تقديس ايزيس قائما فى تلك البقعه الي وقت غير قصير بعد دخول المسيحية الي مصير كما تميزت معابد فيلة بجمال الطبيعة حولها .. حتي لقد سميت بلؤلؤة مصر .
وقد نتج عن بناء السد العالي ان اصبحت جزيرة فيلة محصورة بين خزان اسوان القديم في الشمال والسد العالي فى الجنوب ، ونظراً لتذبذب منسوب المياه حول الجزيرة صعوداً ونزولاً نتيجة لعملية توليد الكهرباء مما يؤثر على سلامة مباني الجزيرة .. فقد استقر الرأي علي نقل مبانيها الاثرية الي جزيرة اخري مجاورة لا تتأثر بذبذبات المياه تقع على مستوي اعلي من جزيرة فيلة . وقد تم بنجاح كبير انقاذ آثار فيلة وتعد عمليه انقاذ معابد النوبة التي هددتها مياه السد العالي وفى مقدمتها معبدا ابوسمبل وفيلة اكبر واضخم عمليه ثقافية شهدها العالم .
كما يعد انقاذ اثار النوبة التي احرزت نجاحاً نتيجة لحرص مصر على المحافظة على تراثها التااريخي وبفضل تعاون العالم كله – اعظم مثل فى تاريخ البشرية للتعاون الدولي الثقافي- ويحق لكل مصري انا يعتز ويفخر بما تركه لنا اجدادنا من تراث اثار اعجاب العالم بعظمته واصالته وروعتة وعراقته منذ اقدم العصور ولا يزال مثيراً للدهشه والاعجاب باعثاُ التقدير والإكبار حتي اليوم .









  رد مع اقتباس