منذ /08-25-2009, 02:41 AM
|
#1 |
مشرفة قسم الأقلام سابقا الكاتبة المميزة
| انت لا مثيل لك ... فمن انت؟؟ بسم الله الرحمن الرحيم
أنت لا مثيل لك، فمن أنت؟ أخوتي أخواتي إن كنتم تقرءون بعقولكم قبل قلوبكم فلن تفهموا و لن يهمكم شيئاً ولعل ليس هذا مكانكم فتشرفوا بغيره أما وأنكم تقرأون بلهفة القلب و بصيرة العقل فإليك أخي إليك أختي أدلف هذه الكلمات فكلماتي عزيزة علي عشت معها سنوات و تعودت أن تكون حبيسة صدري حتى إني لم أعد أبالي بمن علم و من جهل مادام العلم وصلني والمعرفة داخلتني والذوق تخلل كياني فما أبقى لي سوى عميق المعاني أتلمس بها مزيداً منها ، بيد أن الأمر موصول ببعضه فلابد لهذه المعاني أن تخرج فكما تعلمت ممن سبق لابد وأن تثري ممن سيلحق ، موضوع هذه المقالة : أنت لا مثيل لك، فمن أنت؟
أخي أختي أسألكما سؤال مهم وعميق:
هل أستشار الله ربنا الكريم أحداً عندما خلقك أنت على وجه التحديد؟ أعلم أنكم ستجزمون بأنه سبحانه وتعالى غنياً عن حاجة من أحد و أنه أكمل من أن تنقصه استشارة و أنه سبحانه يفعل ما يريد و في ذلك أسرار من الحكمة قد نبلغها و أن فعلنا فثق أن ما فاتنا كثير ، ولكن ليس هذا القصد من السؤال فالجواب معروف و من أشكل عليه الجواب فليسأل من يطمئن لإجابته ولكنه سبحانه و تعالى فعّال لما يريد ولا يُسأل عن ما يفعل و هم يُسألون.
انتهينا إلى أن الجواب: لا
حسناً و لكننا لم ننتهي إلى سر هذا السؤال ، أخي أختي تعالا معي في جولة متبصرة إلى رؤية من بلغوا قمم الفن و العلم فها هو ذا ليوناردو دافنشي رسام و نحات صاحب لوحة الموناليزا يرصد علماء الفن و الخبراء كل تفصيل دقيق في لوحاته كما يفعلون مع لوحات سلفادور دالي و بيكاسو ومايكل أنجلو و غيرهم لماذا؟
تعالا معي إلى العلماء و أسألوا ألبرت اينشتاين لماذا هذه التفاصيل الدقيقة جداً في تحديد جسم في الفراغ فبدلاً عن تحديده بثلاث أبعاد أضاف بعداً رابعاً هو الزمن و حتى الزمن نفسه لم يسلم منهم فلازالوا يحاولون تحديد ما هي أصغر وحدة للزمن لعله يتكمم هو كذلك ( يتكمم : يعني يصبح يقدر بكم هو الأصغر على الإطلاق) لماذا هذه الدقة و الحرص عليها؟
جواب لماذا الأولى: لأن الخبراء على علم بأن وجود نقطة واحدة بأي لون لن تكون عبثاً في لوحة لإحدى الفنانين ألسابقي الذكر فهؤلاء لا يضعون ريشتهم المغدقة في الحس قبل المس بها اللوحة عبثا.
أما جواب لماذا الثانية فالعلماء يعلمون جيداً أن طبيعة الكون التي خلقها الله جل جلاله ليست عبثاً و أن كل سبب يستند لسبب أعمق منه وأشمل لذلك النظريات تتطور عندهم باستمرار و سوف يظلون كذلك لأن أسرار الكون لا تنتهي و ربنا كل يوم هو في شأن. و الآن إذا كان أسمك أحمد فهل يا أحمد خلقك الله تعالى كما خلق غيرك دون حكمة لك أنت بالذات دون غيرك؟ ما من شك إننا بشر و إننا كبني آدم حملنا الأمانة و لقد كلفنا الله جل جلالة بعبادته و هذه ما أسميها بالحكمة العامة التي نشترك فيها كبشر ولكن هنالك حكمة خاصة بك وحدك فالله جل جلاله لم يخلقنا أعداد و أعداد من آمن فقد آمن و من كفر فالويل له، نعم هنالك جزاء وعقاب و هذا في الحكمة العامة ولكن أيضاً هنالك حكمة خاصة بكل فرد منا هذه الحكمة هي أن بصمتك لا تشبه أحد منذ خلق الله البشر و حتى الآن و أنك تسير وفقاً لمعاني ستميل إليها أكثر من غيرك فيعجبك هذا و تترك ذاك تحب هذا و تكره ذاك و من كل ما تفعله فأنت يا أخي فريد من نوعك لو مت فقدناك و لو عشت كسبنا فرادةً نهتم بما يجول في ذاتها من جمال و بهاء ، يا أخوتي و أخواتي إذا كان نقطة صغيرة من لون لا يسمح بيكاسو بوجدها بدون معنى فكيف يخلق الله جل جلاله إنسان كامل و بما فيه و بما أنطوى عنده من معاني زيادتاً في العدد لا أكثر، حاشاه فليس أحدا منا مخلوق هكذا فنعم لنا حكمة عامة و هي عبادة الله تعالى كما لنا حكمة خاصة هي شاكلتنا التي تعبر عن تفرد شخصياتنا كلٍ على حدا ، فأعلم أنك فريد من نوعك و أنك بما تبنيت من معاني تمثل نجمة لها فلكها الخاص وسرعتها الخاصة و جمالها الخاص و تجربتها الخاصة و ذوقها الخاص و لونها الخاص و كل هذا الخليط يمثل فرادتك الخاصة فيا ترى من أنت؟ فأنت لا مثيل لك، فمن أنت؟
أشتهر حبيبنا أبى بكر الصديق بالصدق فيما أشتهر عزيزنا عمر بن الخطاب بالعدل كما اشتهر أميرنا عثمان بن عفان بالحلم و أشتهر مولانا وولينا على بن أبي طالب بالعلم فهل كان أحدهم ينقصه ما أشتهر به الآخر, لا لم يكن ينقصه و لكنه كان إماماً في ما اشتهر به حيث بلغ به ما بلغ فسبق و تميز به عن غيره حتى صُبغ به فظهر فيه ما ساد عليه من معنى دون غيره من المعاني بالرغم من أنهم كانوا جميعاً في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم و نهلوا منه في وقت واحد . أخي أختي جوهري جوهرتي أنتما ذكر و أنثى رجل و امرأة شاب وفتاة أنتما في ندرة عجيبة و من خلال هذه الندرة اتصلوا بالله تعالى دعاءً أن يوفقكم لما خلقتكم لأجله في حكمته العامة و هي العبادة و في ما يسركم لأجله و هي شاكلتكم وبين هذا وذاك أنت و أنتِ لستما رقماً قد يكون رابح أو خاسر أنتما كلً على حدا بصمة من المعاني قد شكلتها باختياراتك فعشت تجربتها و خبرت خلطتها فبما يكتنز صدرك من معنى أو معاني وبما تنفعل أساريرك من ذوق أو أذواقي (أذواق) و من أي شيء خلقت من كلمة أو كلماتي.
تنتهي ها هنا رسالتي الأولى من مدينة القديم إليك و إليكِ أيها المثنى الجميل، أيها المثنى الجميل قد دلفت إليك المعاني و أجبت الأسئلة ويبقى سؤالي إليكما ينتظر الجواب فهل من مجيب؟....علمني... إن حرقتك المعاني: فأنت أنتِ لا مثيل لكما، فمن أنتما؟
أيها المثنى الجميل {,,مقاله أعجبتني..
|
| |