رغم كل الفوارق التي بينهما التقيا على خيوط الشبكة العنكبوتية في احدى المنتديات كانا كثيرا ما يتجادلان داخل هذا المنتدى فهو من النوع الملتزم الذي يخشى الله في كل خطوة وهي كانت منفتحة لابعد الحدود وتتخطى حدودا يعتبرها هو حمراء في نقلها للمواضيع ومشاركاتها داخل المنتدى
-اختي الكريمة اتمنى ان تعيدي النظر في كلامك هذا فهو لا يرضي الله
-عزيزي اذا لم يعجبك موضوعي فلا داعي لان ترد
-لكن واجبي يحتم علي ان انصحك
-اي واجب
-واجبي امام الله فالدين النصيحة
-ارجوك وفر كلامك فلست مستعدة لسماع نصيحة الملتحين واصحاب العمائم
-ومن قال اني منهم
-اذا اترك الموضوع فقد قمت بواجبك ونصحتني وانتهى
هذه كانت نبذة مما يدور بينهما الا ان انقطع عن المنتدى بسبب مرض الم به وعندما عاد بعد غياب عدة اسابيع وجد ملفه الشخصي مليئا برسائل السؤال وكانت كلها من شخص واحد فقط انها هي نعم هي ولم يسأل عنه احد غيرها تعجب للأمر وراح يختلق الاعذار في نفسه لمن اعتبرهم اخوة له لكن دون جدوى
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لسؤالك علي انا بخير والحمد لله وعكة صحية خفيفة ومرت على خير
-لا داعي للشكر انت واحد منا ويجب ان نطمئن عليك كيف انت الان
-بخير شكرا مرة ثانية
ودارت الايام عادا على حالهما القديم من النقاشات الحادة ثم تركا اروقة المنتدى ليتحاورا على الماسنجر ليحاول كل منهما ان يبين انه على حق وتعلق بها ايما تعلق دون ان يدري او يعلم كيف وقع في غرامها فاتحها بالموضوع بسرعة لكي لا يخالف عاداته وتقاليده فوافقت بشرط ان يكون هناك فترة للتعارف اكثر بينهما ومرت الايام وهو يزداد تعلقا ويغرق اكثر واكثر وتطورت الامور ليكون بينهما الجوال حاضرا وما ان سمع صوتها الملائكي حتى انهار تماما واصبحت هي زاده وملحه كان كالمجنون ينتظر ان يلتقيا على النت يعد الساعات والدقائق الثواني لكي يلتقي بها ويبقى ساهرا لكي يسمع الصوت الشجي
-الو
-اهلا
-الم تنم بعد ؟
-كيف ولم اسمع صوتك
-ههههه الهذه الدرجة
-واكثر انتي حياتي لا املك غيرك
-الساعة الثالثة صباحا لو لم اتصل ما ستفعل
-كنت انتحرت
-لالالا لا تفعلها ولمن تتركني
-المهم سمعت صوتك
-تصبح على خير
-وانتي من اهله
ومرت الايام والاسابيع وهما على هذه الحال إلى ان انقطعت فجأة و دون سابق انذار جن جنونه حاول الاتصال بها لكن الجهاز دائما مغلق والماسنجر كجثة هامدة فعل كل ما بوسعه اتصل بالاصدقاء الذين معهم بالمنتدى دون ان يحصل على جواب حتى ان الكيبورد تعب من الاوف لاين الذي ارسله دون جدوى ومرت الايام وحاله من سيء إلى أسوأ كمن أضاع سبب العيش هزل جسده وضاعت صحته وهو يعاني الم الفراق ونار البعد . وازداد حاله سوءً وهو يفكر في كل الكلام الذي دار بينهما
-سامحني يارب لقد انجرفت وانحرفت معها لكن كنت صادقا يا رب اردت ان اصلحها في البداية لكن يبدوا اني لست جديرا بالاصلاح فلم اصلح نفسي لم استطع ان اقاوم تلك الروح المرحة و اغرورقت عيناه بالبكاء كلما تذكر ذنبه العظيم ...
على حين غرة وهو يحاول ان يجدها بالمنتديات التي كانا يرتاداها سويا وجد احدى صديقاتها المقربات وبدون استئذان سألها :
-اينها ؟؟؟؟؟؟؟؟
-من ؟؟؟؟؟؟؟؟
-الا تعرفين ام تتجاهلينني
-اسمع انا لست طرفا في هذه اللعبة
-لعبة!! اي لعبة؟؟
-الرهان
-ماذا ؟؟؟ اريد ان افهم
-ساخبرك لكن توعدني بأنك لم تسمع مني هذا الكلام
-حسنا
-كنت تضيق علينا الخناق في المنتدى بنصائحك قررنا ان نفعل بك مقلبا لكن شمس قررت ان تلقنك درسا قاسيا وتراهنت معنا على ان تجعلك كالخاتم في اصبعها ويبدوا انها ربحت الرهان فما حاجتها بك بعد الان والصراحة لقد ارتحنا من نصائحك الحمقاء نحن ايضا