عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /09-09-2009, 10:48 PM   #1

NOUR alsma

عضو فضي

 

 رقم العضوية : 21635
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 المكان : قلب العالم النابض
 المشاركات : 722
 النقاط : NOUR alsma will become famous soon enough
 درجة التقييم : 62
 قوة التقييم : 0

NOUR alsma غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر MSN إلى NOUR alsma إرسال رسالة عبر Yahoo إلى NOUR alsma إرسال رسالة عبر Skype إلى NOUR alsma
أوسمة العضو
Arrow كتاب الشيكولاته ... !! (حدث حقيقى)

كنت فى طفولتى اعشق القراءه والتأمل بشكل يقترب من العنف اقرب اليه من الشغف
وكنت على استعداد ان افعل اى شئ فى سبيل الحصول على كتاب..اى كتاب
كنت على استعداد ان افعل اى اشياء حتى لو كانت مشينه بعقليه طفل لم يتجاوز عمره
العاشره بشهور...
وذات يوم ممطر عاد ابى من الخارج يكاد يكون مبتلا وحين دخل غرفته
علق معطفه على المشجب واختفى عن نظرى...
اختفى بما لا يسمح لعيناى ان تراه..
ولما كنت من محبى التدقيق والتأمل فقد ثبت عينى على نقطه مطر مستقره
على ياقة المعطف وتملكنى شغف يبدو سخيفا ان اظل ارقبها بتلهف لارى
هل تنزلق عن مكانها ام تظل عالقه به..!
بقيت ارقبها وانا الهث فتره من الزمن كأنما حياتى معلقه بها
فلما رأيتها تسقط انتقلت الى الازرار...
كانت نظرتى تنهل من هذه الاشياء الهينه وترتوى وتتلذذ بشغف لا يمكن
للكلمات ان تعبر عنه ثم دققت النظر ثانية فوقعت عينى فجأه على شئ مختلف
شئ انتفخ به جيب المعطف ....
اقتربت وظننت اننى اتبين تحت القماش شئ يوحى بأنه كتاب
كتــــــــــــــاب
ارتعشت ركبتاى....كتاب
كان قد مضى علي وقت طويل لم اتناول خلالها فى يدى كتابا
فبهرنى تصور .... مجرد تصور وجود كتاب فى جيب المعطف
وعلى بعد خطوات منى
كتاب اظفر فيه برؤيه الكلمات المصففه والصفحات والاوراق اقلبها كما اشاء
كتاب يتيح لى ان اطلع فيه على افكار انسان آخر
افكار جديده علها تشغلنى عن افكارى
واستطيع ان احتفظ بها فى ذاكرتى
يالها من لقيه مثيرة ومسعده معا...
وكأن نظرتى جذبها سحر مغناطيسى فتسمرت على الجيب المنتفخ الذى بداخله شكل كتاب
واتقدت نظرتى كأنها تريد ان تحدث ثقبا فى جيب المعطف...
فلم اتمالك نفسى وتقدمت خطوه...
سرت النار فى اصابعى لمجرد التفكير فى اننى عما قليل سألمس كتابا
ولو من تحت غطاء...!
واذا بى وانا لا اشعر اتقدم خطوه اخرى واخرى واخرى...
نجحت فى الاقتراب من المعطف ووضعت يدى خلف ظهرى لالمس الجيب خلسه
ودلنى جسى له ان بداخله جسما مستطيلا غير جامد يسمع له عند الضغط عليه حسيس
خافت...
كتاب ... نعم ولا ريب
ورفعت الكتاب شيئا فشيئا خارج الجيب ولم تكن نظراتى عليه وانا اسحبه
بل كانت مسلطه على الباب كى لا يدخل احد ويظن اننى اسرق محفظه نقود ابى مثلا
وبمنتهى السرعه وضعت الكتاب المزعوم من جيب المعطف الى جيبى
بحركه سريعه....اصبح الآن امامى ان اعرف مدى نجاح هذه الحيله فابتعدت
عن المشجب ومشيت خطوه و خطوتين وثلاث خطوات
ثم نجحت حيلتى وانطلقت الى غرفتى سريعا فرحا بما ظفرت به
انت تحسب ولا ريب اننى سارعت حينئذ الى اخراج الكتاب من مخبئه لا تصفحه
واقرأه....
كلا لم افعل شيئا من ذلك ....!!
ان مجرد وجود هذا الكتاب معى فرحه غمرة قلبى فأردت اولا ان استمتع بها
الى اقصى مداها واخرت عمدا لحظه تصفحى للكتاب لاسبح فى احلام لذيذه
تطوف بمحتواه ومضمونه .....
تمنيت بادئ الامر ان تكون حروفه دقيقه جدا وصفحاته ملأى بالاسطر والكلمات
مطبوعه على ورق رقيق حتى احظى باكبر قدر من القراءه
وتمنيت ان يكون كتابا يلذ حفظه...
واخرجت الكتاب بيد مرتعشه...
ما كدت القى نظره عليه حتى صرعتنى الحسره وخيبه الامل
هذا الكتاب الذى جازفت باختلاسه اعظم المجازفه معرضا نفسى لافظع الاتهامات
هذا الكتاب الذى الهب رأسى ورفع احلامى الى عنان السماء
لم يكن كتابا....!!
لم يكن الا قطعه من الشيكولاته كبيره الحجم......
ولو كنت غير حبيس فى غرفتى لطوحت بها فى غيظ شديد والقيت بها من النافذه







  رد مع اقتباس