[خالد بهي الدين]

كثر الحديث عن إنتشار الإسلام بحد السيف وإرغام البشرية على إعتناق الإسلام بالقوة
وإنني لن أتحدث من خلال كتب ومراجع قد ينكرها الجاحدون ويشككون في صحتهاولكن ساتحدث من خلال تفكير منطقي ولن أرتكز إلا على ثوابت تاريخية لا يستطيع أن ينكرها أي جاحد.............
لقد وضع المبدأ الرئيسي للدعوة في سورة الكافرون وهو حرية العبادة ..... وهو لكم دينكم ولي دين
ولكن الذي بدأبتقييد حرية العبادة والعقيدة هم الكافرون الذين حاولوا بكل الطرق منع نبينا الكريم من نشر دعوته


وضع نبينا الكريم المبدأ الأساسي للقانون الدولي الإنساني قبل أن يفطن إليه البشر في معاهدة جينيف وما قاله من أكثر من أربعة عشر قرنا هي بنود هذه المعاهدة الآن....

لا تقتلوا شيخًا، ولا امرأة، ولا صبيًا، ولا عابدًا في محرابه، ولا راهبًا في” صومعته، ولا شابًا ما دام لا يحمل السلاح، ولا تقطعوا شجرة ولا تعفروا -‏ تردموا - بئرًا ،‏ ولا تجهزوا على جريح، ولا تمثلوا بقتيل .‏"

تلك هي وصايا الرسول -‏ صلوات الله وسلامه عليه -‏ ووصايا الراشدين من بعده لقادة جيوشهم الذاهبين إلى مواقف البأساء والعنف، وتعريض الأرواح للخطر أمام عدو لا يرحم .‏

ثانيا العالم في ذلك الوقت كان مقسما بين قوتين عظمتين هما دولة الروم والفرس......
فنجد أن الإسلام لم يدخل أى دولة غازيا بل محررا فجميع الدول التي فتحها الإسلام كانت تقع تحت الإحتلال الروماني أوالفاريسي ولم تكن هناك أي دولة ذات سيادة على أراضيهافي ذلك الوقت
وهذا هو جوهر الفرق بين الغزو والفتح
ونجد أن الإسلام إنتشر في دول شرق أسيا دون أي حروب ذكرها التاريخ ولكن إنتشر عن طريق التجار المسلمين ولا أدري كيف يمكن لهم أن يجبروا مثل هذه الدول على إعتناق الإسلام بالقوة وإنما إعتناقوه حينما لمسوا مبادىء الشرف والصدق في تعاملات التجار المسلمين....

وبنظرة سريعة لفتح مصر نجد أن مصر تم فتحها ب8000 مقاتل فقط بعد المدد
نعم يستطيع قائد عسكري في ذكاء عمرو بن العاص أن ينتصر بهذا العدد على قوة من الأعداء تفوقه بأكثر من هذا بكثير
ولكن لا يستطيع مثل هذا العدد أن يفرض فكر جديد بالقوة على قطر بأكمله
والجدير بالذكر أن شعب مصر القبطي لم يستطع الرومان أن يجعله يغير مذهبه الذي كان يختلف مع مذهب الرومان في هذا الوقت على الرغم من إستخدام الرومان لأبشع طرق التعذيب.....هل ينجح عمرو بن العاص فيما فشل فيه الرومان ب8000 عربي فقط
لقد إستغرق إنتشار الإسلام في مصر أكثر من عشرة أعوام.......
وإنني أسأل كل جاحد هل تعرف عدد الكنا ئس التي يرجع تاريخها قبل الفتح الإسلامي لمصر وظلت شامخة إلى الآن كدليل على حرية العبادة التي وفرها الإسلام بسماحته......

قال الله تعالى { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } سورة الأنبياء — 107