طفل صغير بين البوادى والصحارى بين الجبال
هنا النسيم يلفنى والف حلما من خيال
ولباسى بسيط حافى القدمين جلبابا وشال
ماذا اريد غير ذلك كل شىء فى المنال
اخاطب كل يوما طائرا حتى البوادى والرمال
وكل شىء لى صاحبا لا تقل هذا محال
بل كل الاماكن ملكى من الجنوب الى الشمال
الم اقل لك كل شىء فى المنال
ياتينى موج البحر وانا انتظر لا امل الانتظار
والموج يحكى لى عن الاعماق وما تحوي من اسرار
والطير يمسى عائدا للعش كى يطعم افواه الصغار
وهناك
هناك على مرمى البصر انا قد ولدت وسط المبانى والحجار
هناك كام شاهدت من ظلم ومن خيانه تعتصر القلب اعتصار
قد كثر الظلم فينا من كل حرا نال
فجلست وحدى مفكرا انا لا اريد العيش وسط زل وانكسار
ولاننى قد صاب رشدى وهدانى ربى للقرار
انا قد نويت الارتحال
جئت هنا وسط الصحارى والجبال
اعيش وحدى هادئا متنقلا بين التلال
لاشىء ينغص خلوتى لا ضرر ولا ضرار
منذ انتقلت لخلوتى لم ارى يوما قتال
حول شبر ارض او ثروه ذائله.. لم ارى يوما شجار
كل الوجود بعينى الان فيه سحرا من خيال
فالشمس تصبح مشرقه ومرسله ضوءا ونار
والقمر يمسى طالعا كى يقينى من شرار
حتى الرمال تضمنى واستعين على النوائب بالجبال
فأنصت
يا كل عصفور تغرب كارها لا تظن هذا فرار
ويا كل من لفظ عصفور من عشه لا تظن هذا انتصار
فألغد قادم بركانا واعصار
والقلب نابض يكفينى من الجسد احتضار
فوحدتى وخلوتى انا وانت وسام زهو وافتخار
فالنخل يحكى قصتنا والغاب والاشجار
حتى ظلام الليل قد بكى لحالنا وهمس فى اذنى وقال
اقبلوا منا اعتذار